الفلسفة وعلم الاجتماع > علم الأخلاق وعلم الجمال

الخوف والعار والذنب؛ ليست مجرد مشاعر بل دوافع للتصرف الأخلاقي!

هل لاحظت عندما امتنعتَ عن الغش في امتحانك أنَّ دافعك كان الخوف من أن يكشفك المراقب، وعندما تبرَّعت ببعض من ثيابك أنَّ الذي يدفعك كان شعورك بالعار من عدم تأدية دورك الاجتماعي.. ولكن هل من الممكن أن تُبنى التربية الأخلاقية في مجتمع ما على أساس مشاعر كالخوف والعار والذنب؟!

تشتمل التربية الأخلاقية على عديدٍ من الطرائق لتحديد كيفية التصرف كي يكون الإنسان شخصًا نبيلًا (1)، وهناك ثلاثة توجهات أساسية لطريقة تحديد المعايير الاجتماعية وهي مشاعر الخوف والعار والذنب (2).

من الصعب تمييز ما إذا كانت ثقافة اجتماعية ما تابعة لإحدى هذه التوجهات دون سواها، ولكن هناك ميل إلى إعطاء أهمية أكبر لشعوري العار والذنب والارتباك الكبير بينهما (2).

تُحدِّد المعايير السائدة في ثقافة العار ما يجب أن يكون عليه الفرد؛ وهدفُها السعي إلى الشرف، بينما تحمل المعايير في ثقافة الذنب صيغة الفعل الحتمي (يجب عليك …) والذي يحدد واجبات الفرد (1).

إنَّ دوافع الالتزام بالمعايير الأخلاقية في ثقافة العار ترتبط بتجنب فشل الفرد بتلبية متطلبات دوره الاجتماعي، أما في ثقافة الشعور بالذنب فترتبط بالضمير وتجنب انتهاك القوانين (1).

ينطوي العار على تقييم سلبي للذات، ومنه؛ الشعور بانعدام القيمة، بينما ينطوي الذنب على تقييم سلبي لسلوك معين فهو -بالنتيجة- أقل ضررًا وقد يؤدي إلى سلوك تعويضي (3).

هناك وجهات نظر لا تميِّز بين العار أو الذنب على المستوى الفردي أو الجمعي بل تركز على العلاقة بينهما؛ فقد يتميز العار بخصائص تجعله أقرب إلى الشعور بالذنب أو قد يقود إليه (3).

للدين تأثيره في هذه التوجهات؛ فنرى أثر الهندوسية والكونفوشيوسية (بصفتهما ديانتين وعقيدتين فلسفيتين) في مشاعر العار والذنب، فهي أكثر إيجابية ممَّا قد نجده في الغرب (3).

تتميز الهندوسية بانتشار الشعور بالذنب بمستويات أقل بسبب قانون الكارما الذي ينسب المواقف المُسببة للشعور بالذنب إلى أفعال الفرد في الحياة السابقة (3).

يمكن ملاحظة تأثير الدين في توجهات العار والذنب في أوروبا الغربية، كالفرق بين بريطانيا ذات الغالبية البروتستانتية وفرنسا الكاثوليكية؛ إذ يُعدُّ الذنب أساسيًّا في الثقافة الكاثوليكية ويطغى على الشعور بالعار (3).

يختلف مدى ارتباط مشاعر الذنب والعار بالأخلاق بين الثقافات؛ ففي بعض الثقافات تتعلق هذه المشاعر بما يمنح للذات قيمتها وكرامتها فحسب، كما في الثقافة الإفريقية (3).

المصادر:

1. Hacker P. Shame, Embarrassment, and Guilt. Midwest Studies In Philosophy [Internet]. 2017 [cited 21 May 2022];41(1):202-224. Available from: هنا

2. Cozens S. Shame Cultures, Fear Cultures, and Guilt Cultures: Reviewing the Evidence. International Bulletin of Mission Research [Internet]. 2018 [cited 21 May 2022];42(4):326-336. Available from: هنا

3. Lewandowska‐Tomaszczyk B, Wilson P. Shame and Guilt across Cultures. In: Yun K, ed. by. The International Encyclopedia of Intercultural Communication [Internet]. Wiley-Blackwell - The International Communication Association (ICA); 2017 [cited 21 May 2022]. p. 1-9. Available from: هنا