الفلسفة وعلم الاجتماع > أعلام ومفكرون

مقابلة حصرية مع كارل ماركس

كان كارل ماركس Karl Marx 1818-1883 فيلسوفًا ومؤلِّفًا ومنظِّرًا اجتماعيًّا وخبيرًا اقتصاديًّا، اشتهر بنظرياته عن الرأسمالية والشيوعية والاغتراب الاقتصادي للإنسان، كان لمؤلَّفاته الأثر الكبير في الفكر الإنساني، واليوم في ذكرى ميلاده كان لنا شرف اللقاء به والحديث معه.

فأخبرونا ماذا تودون أن تسألوه..

هل تستطيع تعريف القرَّاء بنفسك؟

في مثل هذا اليوم من عام 1818م وُلٍدتُ لأسرةٍ يهودية تحولت إلى اللوثرية، ودرستُ القانون والفلسفة في بون وبرلين، وهناك تعرَّفتُ إلى فلسفة هيجل، وقد حصلتُ على الدكتوراه من جامعة يينا في عام 1841م (1).

أما عملي فكان في الصحافة بصفتي رئيسَ تحرير صحيفة Rheinische Zeitung، وهي صحيفة ليبرالية في كولونيا، وبعد مسيرتي بصفتي صحفيًّا راديكاليًّا التقيتُ بصديق حياتي فريدريك إنجلز في فرنسا ومعًا ألَّفنا عديدًا من المخطوطات وأسَّسنا الشيوعية (1).

ما هدف الشيوعية كما نظرتم إليها؟

تنظيم المجتمع على النحو الذي يستطيع كلُّ فرد فيه أن يطوِّر إمكانياته وسلطاته كلها ويستعملها بحرية تامة دون أن يتعدَّى ذلك على شروط المجتمع الأساسية، ولا يتحقق ذلك إلا بإلغاء الملكية الخاصة واستبدالها بالملكية المشتركة (2).

أنتم تقولون إنَّ الشيوعية عقيدةُ تحرير البروليتاريا وتوحيدهم. فمن هم البروليتاريا؟

هي تلك الطبقة  التي تعيش من بيع عملها ولا تجني أرباحًا من أي نوع من رأس المال، وهي -باختصار- الطبقةُ العاملة في القرن التاسع عشر.

ولطالما كانت هناك طبقات فقيرة وعاملة عبر التاريخ مع اختلاف الظروف عن البروليتاريا اليوم (2).

هلَّا تخبرنا قليلًا عن نظامك الاجتماعي؟

في كتابي رأس المال ناقشتُ نظريةَ قيمة العمل ومفهومَ فائض القيمة والاستغلال، وأرى أنَّ المجتمع يتكوَّن من فئتين رئيستين: الرأسماليون أصحاب الأعمال الذين ينظِّمون عملية الإنتاج ويمتلكون وسائل الإنتاج ويحصلون على الأرباح، والبروليتاريا الذين يملكون أجر عملهم فحسب، وبسبب هذا الترتيب غير المتكافئ، يستغلُّ الرأسماليون العمال (1).

كنتَ من أوائل من طرح مفهوم الاغتراب/ الألينة، كيف تشرحه لنا؟

لقد حددتُ نوعًا مميزًا من المرض الاجتماعي، وهو انفصال الذات عن الموضوع اللذين ينتميان إلى بعضهما، ونراه -اقتصاديًّا- في استغراق القوى العاملة ساعاتٍ طويلة على آلات لا تملكها، ومنتجات لا تعود عليهم إلا بالكفاف؛ ممَّا يعني اغترابهم عن العمل (1).

"الدين أفيون الشعوب"، ماذا تقصد بقولك؟ وما موقف الشيوعية من الأديان؟

إنَّ الإنسان من يصنع الدين وليس العكس، إنَّه وعي الإنسان بذاته واحترام الذات للإنسان الذي لم يكتسب نفسه بعد أو فقد نفسه مرة أخرى، إنَّه الإدراك الخيالي لجوهره، وزفرة الإنسان المسحوق (3)، إنَّ الأديان الموجودة تعبيراتٌ تاريخية لمراحل تطور الأفراد أو الشعوب. ولكنَّ الشيوعية هي المرحلة من التطور التاريخي الذي يجعل الجميع موجودًا وتجعل الأديان زائدةً عن الحاجة وتبطلها (2).

المصادر:

1. Wolff J, Leopold D. Karl Marx [Internet]. The Stanford Encyclopedia of Philosophy (Spring 2021 Edition), Zalta E. (ed.). 2021 [cited 29 April 2022]. Available from: هنا

2. Marx K, Engels F. The Communist manifesto. Isaac J, editor. New Haven: Yale University Press; 2012. Available from: هنا

3. Marx K, Davis R. ‘A Contribution to the Critique of Hegel's Philosophy of Right: Introduction’. In: O'Malley J, ed. by. Marx: Early Political Writings. Cambridge: Cambridge University Press; 1994. p. 57-70. Available from: هنا