الموسيقا > تعرف إلى موسيقيي العالم

Édouard Lalo إيدوارد لالو

كانت ثلاثينيات القرن التاسع عشر في فرنسا، عصر الموسيقيين الرومانسيين الذين تاقوا إلى التعبير عن ذواتهم وإطلاق مخيلتهم بلا حدود أو ضوابط. أما سبعينيات القرن ذاته، فقد قدمت جيلًا واجه مهمة أدق، وهي الترقي بالإنتاج الإبداعي الفرنسي -وخاصة الموسيقي- ليتماشى مع ترقي القيم الوطنية. كل من أتوا بعد الرومانسيين وقبل عظماء السبعينيات، كانوا من الجيل الذي قبل بالوسطية، وابتهج بالإنجازات الصغيرة، وقليل منهم من حارب ورفض الشائع، كإيدوارد لالو Édouard Lalo، فقد اختار أن يشق طريقه الخاص، حتى لو لم يتكلل بالنجاح والشهرة، فتميز بموسيقاه عن سابقه، تاركًا إرثًا ثمينًا للاحقه (1).

طفولته وبداياته:

لقيت موهبة إيدوارد لالو الموسيقية اهتمام وتشجيع والديه من عمر مبكر، فسمحا له بارتياد المعهد العالي للموسيقا في مدينة ليل، ليتعلم الكمان والتشيلو.

عندما قرر لالو اتخاذ الموسيقا مهنةً، واجه معارضة شديدة من والديه (2)، إذ كان من العار أن يعمل ابن عائلة أرستقراطية مثل عائلته في مجال فني (1)!

 مما دفعه إلى ترك معهد ليل صفر اليدين ليلاحق حلمه الموسيقي ويصنع اسمًا لنفسه، كافح بعد مغادرته لتأمين قوت يومه وما يكفي من المال لتسديد أقساط معهد باريس العالي، من خلال العزف على الكمان والعمل مؤديًا ومعلمًا في باريس (2).

حياته في باريس:

تعلم الكمان على يد أستاذه فرانسوا أنطوان Francois Antoine Habeneck خلال فترة ارتياده معهد باريس، و تعلم التأليف بشكل خاص من عازف البيانو Julius Schulhoff والمؤلف 

J. E. Crevecoeur، وانخرط في عام 1884 مع جول أرمينغاود Jules Armingaud في الجمعية اليسارية للفنانين الموسيقيين.

ساهم لالو برفقة جول أرمنغاود وجوزيف ماس وليون جاكارد في تأسيس رباعية أرمنغاود Armingaud عام 1855، وهدفوا إلى تطوير موسيقا عدد من المؤلفين الكلاسيكيين والرومانسيين، فكان عازف الفيولا، كما شغل دور الكمان الثاني في الرباعية.

ثم تزوج من تلميذته المغنية جولي Julie Besnier de Maligny عام 1865، وأنجبا بيير لالو (2).

إرثه:

عام 1880 كُرم لالو بتقليده وسام فارس برتبة ضابط في جوقة الشرف، فرغم أنه لم يحقق شهرة فعلية بوصفه مؤلفًا حتى أواخر الأربعين من عمره، ولم تزدهر مسيرته إلا بعد تأسيسه منظمة المجتمع الوطني للموسيقا -التي عملت على ترويج أعمال مؤلفين وتأمين السبل لهم لاستكمال أعمالهم-، فإنه ترك وراءه بعد رحيله عام 1892 أثرًا وإرثًا موسيقيًّا عظيمًا، تمثل في السمفونية الإسبانية (Symphonie Espagnole) التي ألفها عام 1875 لصديقه بابلو دو سارسات Pablo de Sarasate، والرابسودي النرويجية (Rapsodie Norvegienne) التي ألفها عام 1878، وكونشيرتو التشيلو (Cello concerto) التي ألفها عام 1874.

بالإضافة إلى الأوبرا التاريخية Le Roi d'Ys المبنية على تراجيديا شيلر فريسك Schiller’s tragedy Fresque التي بقيت غير مؤداة حتى القرن الواحد والعشرين (2,3).

فهل سمعت أحد الأعمال التي ذكرناها مسبقًا، وما رأيك في هذه الأعمال أو أعماله الأخرى؟

المصادر:

1. TIERSOT J, Martens SH. ÉDOUARD LALO. The Musical Quarterly [Internet]. 1925;11(1):8-35. Available from: هنا

2. Edouardo Lalo | Kennedy Center [Internet]. Kennedy-center.org. [cited 29 December 2021]. Available from: هنا

3. Giroud V. Édouard Lalo, Le roi d’Ys - American Symphony Orchestra [Internet]. American Symphony Orchestra. 2021 [cited 29 December 2021]. Available from: هنا