الفلسفة وعلم الاجتماع > علم الاجتماع

زواج القاصرات؛ ظاهرة في المجتمعات النامية

هل تعلمي عزيزتنا وعزيزنا المُتابِع أن هناك ملايين الفتيات حول العالم يتزوجن قبل عيد ميلادهنَّ الثامن عشر كُلَّ عام!

لا تُسلَب الفتيات اللواتي يتزوجن مُبكرًا من طفولتهنَّ فحسب، بل غالبًا ما يُعزلنَّ اجتماعيًّا عن الأسرة والأصدقاء ويُمنعنَّ من الذهاب إلى المدرسة أو الحصول على وظيفة (1).

تنظر منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) واللجنة المعنية بالقضاء على التمييز ضد المرأة (CEDAW) إلى الزواج المبكر على أنه انتهاك لحقوق الإنسان في حد ذاته. وقد شوهد أن لدى البلدان ذات مستويات منخفضة للغاية من التنمية الاجتماعية والاقتصادية لديها حالات أكثر من زواج القاصرات (2).

عادةً ما تتم الإشارة إلى زواج القاصرات بالزواج المبكر أو العرائس الأطفال، لكن هذه المصطلحات قد لا تكون مُناسبة. فالزواج المبكر في مجتمع ما قد يُعتبر متأخرًا في مجتمع آخر. أما مصطلح العرائس فيُمجد هذه الممارسة التقليدية من خلال تصويرها كمناسبة مُفرِحة. ويخطط الوالدين لهذه الزيجات ونادرًا ما ترى الفتيات أزواجهن المستقبليين قبل الزفاف (3).

وإذا أردنا التحدث عن أسباب هذه الظاهرة العالمية فسنجد أنها أسباب ونتائج في الوقت نفسه. ولعل أكثر العوامل المؤثرة في انتشار زواج القاصرات هي:

1. التمييز ضد الفتيات في عملية اتخاذ القرار داخل الأسرة.

2. عدم المساواة في فرص التعليم والتوظيف والحصول على خدمات الرعاية الصحية.

3. التركيز التمييزي على عذرية الفتيات والحرية الجنسية.

4. القانون الذي يخلق ويديم الظروف التي يسببها الزواج المبكر للفتيات (2).

يعتقد الأكبر سنًا في بعض المجتمعات بأن الفتاة تجلب "العار" لأهلها في حال أصبحت حامل خارج إطار الزواج. وبدلاً من التعامل مع النشاط الجنسي للمراهقين والتشجيع على الجنس الآمن والمحمي، يروج الأهالي والزعماء الدينيون مبكرًا لزواج القاصرات غير مكترثين بجهوزيتها النفسية والعاطفية أو مستواها التعليمي. لذا ففي بعض البلدان يكون أحد أسباب تزويج القاصرات أن احتمالية عُذريتهنَّ أكبر ممن هُنَّ أكبر سنًا، كما في إثيوبيا مثلًا. وبذلك فإن القوالب النمطية الجندرية حول دور المرأة المتجلية في الأحكام القانونية والمعايير الثقافية حول الجنس والعذرية والمجتمع هي من تُعزز انتشار هذه الانتهاكات (2).

للحد من انتشار هذه الظاهرة تم النظر في بعض الخطوات التي يجب اتخاذها وأبرزها:

1. العمل على تمكين الفتيات بالمعلومات والمهارات وشبكات الدعم.

2. تثقيف الوالدين وأعضاء المجتمع.

3. تعزيز إمكانية وصول الفتيات للتعليم الرسمي وضمان جودته.

4. تقديم الدعم الاقتصادي للفتيات وأُسرهنَّ 

5. تطوير السياسات القانونية (4). 

وأثبتت التجارب الاجتماعية بعد تطبيق المناهج السابقة أن هناك نتائج ايجابية مرجوة تحققت وتشمل:

المصادر:

1. COVID-19: A threat to progress against child marriage - UNICEF DATA [Internet]. UNICEF DATA. 2021 [cited 10 October 2021]. Available from: هنا

2. Bunting A. Stages of Development: Marriage of Girls and Teens as an International Human Rights Issue. Social & Legal Studies. 2005;14(1):17-38. Available from: هنا

3. Nour NM. Child Marriage: A Silent Health and Human Rights Issue. Reviews in Obstetrics and Gynecology [Internet]. 2009 [cited 18 April 2022];2(1):51–56. PMID: 19399295; PMCID: PMC2672998. Available from: هنا

4. Lee-Rife S, Malhotra A, Warner A, Glinski A. What Works to Prevent Child Marriage: A Review of the Evidence. Studies in Family Planning. 2012;43(4):287-303. Available from: هنا

5. Malhotra A, Warner A, McGonagle A, Lee-Rife S. Solutions to End Child Marriage; What the Evidence Shows. International Center for Research on Women (ICRW). 2011. Available from: هنا