توماس ليروي فنان ما بين العمق والغرابة

ولد عام 1981م في (Roselare) في بلجيكا، يعيش حاليًَا في بروكسل ويعمل فيها، لديه عدد من المشاركات في معارض فردية وجماعية في عدة دول من العالم منذ عام 2006م وحتى الآن (1،2).

تتحدى أعماله بطريقة ساخرة واستفزازية عظمة الفن الغربي الكلاسيكي من عصر النهضة وتكلّف عصر الباروك، إذ يصرِّح: "الفن الكلاسيكي محفور في ذاكرتنا؛ مما يجعله حالة طبيعية تشعرك بأنها الكمال بحد ذاته" (1).

باستعمال العناصر والمواد الأساسية والتلاعب بها وإعادة تشكيلها، تأخذ أعماله طابع الجمال والغرابة متحديًا منطق المشاهدين وتاركًَا التفسير لمخيلاتهم، فيعطي بالرسم هيئةً للمشاعر التي لم يجرؤ على الاقتراب منها سابقًَا (1،3).

تفضح منحوتات توماس افتتانه بالمنحوتات التذكارية التقليدية وبمفهوم الهالة في الفن.

Not Enough Brains To Survive (2009)

منحوتة من البرونز تمثل جسد يونانيٍّ عارٍ برأس غير متجانس بصورة مبالغ فيها (1،4).

يعود هذا الاقتباس الساخر للدقة المفرطة التي كانت تصور المنحوتات اليونانية القديمة بتجانس مثالي للشخصيات، إذ دمج بطريقة فكاهية في عمله هذا عدة ثنائيات كالموت والحياة، والقديم والمعاصر، والكامل والمجزأ (1).

If You Feel More Than Butterflies In your Stomach 

استوحى الفنان هذا الاسم الغريب لمعرضه من عبارة على أكياس القيء التي وجدها في آخر رحلة له بالطائرة في 2009م (3).

"الفراشات في مواجهة القيء" هذا ما شبهه الفنان لشعور الوقوع في الحب إذ يشعر المرء بالخوف من خسارة نفسه أو كونه سيرفض، بشكل ساخر وجدِّي، وحميمي وغريب في الوقت ذاته (3).

يستعمل البحر بصفته عنصرًَا فعالًَا بدلًَا من خلفية مجهولة في عدة أعمال في هذا المعرض يُظهر ويُخفي ما بداخله من تكوينات، وفي لوحات أخرى يظهر كستارة خلف تكوين آخر (3).

يبحث توماس في رموز اللوحة التي تُظهر الشدة بين التجريد والتصوير، والحدة والضبابية، والهيكل والنعومة، واضعًَا إياها والواقع التي انبثقت منه ضمن وجهة نظرٍ معينةٍ (3).

صنع توماس لنفسه في الخمسة عشر عامًا الأخيرة اسمًا من خلال أعماله التي تخلق عالمًا مملوءًا بالاحتمالات صانعةً متاهةً للعقل، وذلك ما يجعلها على وشك أن تبلغ الكمال عن طريق الأسلوب المميز والتقنيات الفنية (3،4). 

المصادر: