ما هي العواقب الناتجة عن امتناعنا عن ممارسة الجنس؟

الجنس؛ هو الغريزة التي تمنحنا المتعة في مقابل خلود الجينات ومرورها عبر الأجيال، لكن يمارس البشر اليوم الجنس لأجل المتعة الصرفة، إذ تقي وسائل منع الحمل من الحمول غير المرغوبة والأمراض المنتقلة جنسيًا. لكن ماذا لو قرر أحدهم الامتناع الكلي أو الجزئي عن ممارسة الجنس؟

يُميّز الباحثون بين نوعين من الامتناع عن الجنس، الامتناع الكلي (الأولي) وهو عدم ممارسة الجنس مطلقًا من قبل، والامتناع الجزئي (الثانوي) هو الامتناع عن الجنس مع وجود تجارب جنسية في السابق (1). 

يُعزى الامتناع عن الجنس إلى أسباب مختلفة، منها الأسباب الصحية؛ مثل المشكلات التي تؤثر في الرغبة الجنسية أو تجعل الجنس مؤلمًا أو خطرًا، أو الأسباب النفسية مثل تدني تقدير الذات أو الاكتئاب أو الخوف وغيرها الكثير، ويمكن أن ينتج الامتناع عن قرار نابع من قناعات شخصية أو عقائد دينية، إضافةً إلى أسباب أخرى (2,1).

يعتقد البعض أن في الامتناع عن ممارسة الجنس لدى الجنسين فوائد تفوق الأضرار وهو أمر غير صحيح، فالجنس حاجة أساسية مثل الجوع والعطش، وبالتالي فإن ممارسة الجنس ضمن الحدود الطبيعية مع استخدام وسائل الوقاية مفيدٌ للصحة الجسدية والنفسية.

يعاني الأفراد الذين يمتنعون عن الجنس كُليّاً أو جُزئيّاً فتراتٍ طويلة التوتر والقلق، وهو ما يؤثر في الحياة اليومية. ويُعزى ذلك إلى التأثيرات الإيجابية للمواد الكيميائية التي يفرزها الدماغ لدى ممارسة الجنس، مثل الأوكسيتوسين والدوبامين والأندورفينات (3).

ووجدت بعض الدراسات أيضًا أن ممارسة الجنس الآمن على نحوٍ منتظم تحسن من أداء الجهاز المناعي إذ تزيد من نسبة الغلوبولين المناعي A في الدم، ولهذا الغلوبولين دور كبير في الاستجابة المناعية التي تكافح الأمراض (3). ووُجِد أن لممارسة الجنس بانتظام لدى الرجال دور واقٍ من سرطان البروستات (3).

لُوحظ أن الرجال في متوسط العمر يمارسون الجنس بنسبةٍ أعلى من الفتيان في مقتبل العمر، في حين تصل نسبة العزوف عن ممارسة الجنس إلى 83% لدى الرجال بعد بلوغهم سن الستين عامًا (1).

وتعزف النساء بعد بلوغ سن الضهي عن ممارسة الجنس لأسباب مختلفة. من المعروف أن مستويات الهرمونات الأنثوية في جسم المرأة تنخفض كثيرًا بعد سن الضهي، وهو ما يسبب نقصًا في إفراز سوائل المهبل وترقق جلد المهبل وتضيّقه ونقص مرونته مما يؤهب للألم عند ممارسة الجنس. ولا تقتضي هذه المشكلات الامتناع عن الجنس وحرمان الجسم والنفس من فوائده إذ توجد حلول متنوعة يمكن الاستفادة منها (3).

المصادر: