مبنى محكمة Salt Lake City

وضَعَ تصميمَ بناء محكمة مدينة Salt Lake City في ولاية يوتا الأمريكية شركةُ Thomas Phifer and partners المعماريةُ بمساحة 3700 مترٍ مربعٍ وارتفاع عشَرة طوابق، ويشكل المبنى زاويةً ترتفع عن تقاطع طرقٍ رئيسٍ بدرجاتٍ تقود لمصطبةٍ تؤدي لبوابة المحكمة (1).

يتشارك مبنى المحكمة الجديد الحديقةَ مع المحكمة الفدرالية القديمة، فتجمع هذه الحديقة المبنيين مع وجود وجيبةٍ أمنيةٍ تفصلها عن الشارع، وتوجد مواقفُ للسيارات وخدماتٌ للمبنيين القديم والحديث في طابقين تحت الأرض (2).

ظهرت فكرة التصميم عند البحث عن شكلٍ يحمل صفات القوة والتميز والشفافية ليمثل النظام القضائي الأمريكي، فكانت الكتلة المربعة الناتجة للمحكمة الجديدة شبيهةً بالتلال الضخمة في جنوب ولاية يوتا الأمريكية مصوِّرةً الثبات والنظام الراسخ والأوجه المتساوية لجميع الجوانب؛ إذ يسعى تصميم المحكمة لتجسيد تطلعات النظام القضائي الأمريكي إلى وضوح الإجراءات وشفافية العمليات وعدالة التصرف (2).

تحتل ردهة الدخول الركنَ الجنوبيَّ الغربيَّ من المبنى، ويتميز بوضوحه عند ملتقى الشارعين الرئيسين حيث تحدده فتحةٌ طويلةٌ في واجهة المبنى مكسيةٌ بألواحٍ زجاجيةٍ عاكسةٍ (1).

يحيط بالمبنى واجهاتٌ من الزجاج والألمنيوم تسمح برؤية ما يحدث في داخل المحكمة، وتؤمن إطلالاتٍ رائعةً من المكاتب والأماكن العامة في داخل المبنى، وتخفيفًا للشفافية والحماية من حدة الشمس غُطِّيَ المبنى أكمله من الخارج بكاسرات أشعةٍ شاقوليةٍ تتغير بهدوءٍ حسب اتجاه أشعة الشمس والوظائف الداخلية للقاعات (2).

يعطي الشكل البسيط والعدد المحدود للفتحات التي يمكن رؤيتها من الخارج قاعةَ المحكمة مظهرًا متينًا وصلبًا تعدله الواجهات الزجاجية الموجودة خلف الفتحات الرأسية مما يوفر إطلالاتٍ واسعةً من الداخل (1).

 يحتوي المبنى من الداخل تسع محاكمَ للمقاطعة وخمس قاعاتٍ للقضاة وقاعاتٍ احتفاليةً وجناحًا لهيئة المحلَّفين وجناحًا للنيابة ومكاتبَ تجريبيةً لما قبل المحكمة (3)، ويضم غرف اجتماعاتٍ للاستخدام المشترك في الطابق السادس ومقهًى غير حكوميٍّ يوفر الإنترنت المفتوح في الطابق الأول (4)، إضافةً إلى إمكانية ضم ثمان قاعات محكمةٍ جديدةٍ مستقبلًا (2)، وتقع قاعات المحاكمة في زوايا المبنى حيث يتدفق الضوء الطبيعي والمناظر الخلابة عبر الواجهة الواسعة ما يضفي جوًّا من الوضوح على إجراءات المحكمة (1).

يضم المبنى درجًا حلزونيًّا معلقًا بالسقف بقضبانٍ فولاذيةٍ مغطاةٍ بعوارضَ خشبيةٍ يمتد من الطابق الأول وحتى قاعة المحاكمة الخاصة في الطابق الثالث (3)، ويتيح المبنى مسارات حركةٍ مستقلةٍ لكلٍّ من القضاة والسجناء والعامة (5).

ونرى استغلال الإضاءة الطبيعية في التصميم في ردهة المصاعد التي تتميز بإضاءةٍ طبيعيةٍ عبر مناورَ تمتد على الطوابق العشرة تقع وتتصل بمناطق الانتظار العامة في الردهة التي تشكل بدورها محورًا ساطعًا يمتد من على طول المبنى، وتمتلئ ردهة المدخل المكوَّنة من ثلاثة طوابق بالضوء الطبيعي من النوافذ ذات الارتفاع الكامل (1).

من أجل بناء المحكمة الجديد كان لابد من نقل العديد من المنشآت القديمة وإزالتها؛ مما أدى إلى اكتشاف الآلاف من القطع الأثرية التاريخية بينها لوحاتٌ وفخارٌ وأدواتٌ قديمةٌ عُرِضَ بعضها في الردهة الرئيسة للمحكمة الجديدة (4).

حاز المبنى جوائز عدةً منها جائزة GSA بكلٍّ من الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي ولقبَ أفضل مشروعٍ لعام 2014 الذي منحته مجلة يوتا للتصميم والبناء إضافةً إلى شهادة LEED الذهبية التي نالها عن استخدامه طاقةً أقل بنسبة 36% ومياهًا أقل بنسبة 29% بالمقارنة مع الأبنية المشابهة، واستخدام 20% من موادَّ معادٍ تدويرها و 20% من مواد البناء المحلية؛ علاوةً على ذلك يعتمد المبنى أحدث التقنيات لتوفير الطاقة مثل الأنظمة الميكانيكية المتقدمة والإكساءات الخارجية عالية الأداء، إضافةً إلى استخدام الطاقة الشمسية (4).

برأيك هل الاهتمام بجمالية مباني المحاكم يؤثر في العدالة ونظرة المجتمع للنظام القضائي؛ شاركنا بصور المحكمة في مدينتك.

المصادر: