الكركم؛ فوائد صحية مميزة

يُعرف (الكركم - Turmeric) على أنّه نوع من التوابل من عائلة الزنجبيل؛ إذ يستخدم على نطاق واسع في المطبخ الهندي الآسيوي والطب الشرقي التقليدي (1). يشكّل (الكركمين - Curcumin) - وهو أحد المكونات النشطة في الكركم - ما يقارب 3٪ إلى 10٪ من مسحوق الكركم المستخلص (1). يُستخدم الكركم (كركم لونجا) تقليدياً في الدول الآسيوية كعشب طبي نظراً لخصائصه المضادة للأكسدة والالتهابات (2) والمضادة للجراثيم والمضادة للميكروبات (3,4) والمضادة للسرطان (5).

استخدامات الكركم في مختلف دول العالم:

للكركمين استخدامات وتطبيقات عديدة في أنحاء العالم. على سبيل الذكر؛ ففي الهند يستخدم الكركم - الذي يحتوي على الكركمين- في الكاري، في اليابان يقدم في الشاي، وفي تايلاند يستخدم في مستحضرات التجميل، وفي الصين يستخدم كملون، وفي كوريا يُقدم في المشروبات، وفي ماليزيا يستخدم كمطهر، وفي باكستان يُستخدم بصفته عاملًّا مضادًّا للالتهابات، وفي الولايات المتحدة يُستخدم كمادة حافظة وعامل تلوين في صلصة الخردل والجبن والزبدة ورقائق البطاطس، إضافة إلى الكبسولات وأشكال المسحوق. يتوفر الكركمين بعدة أشكال كالكبسولات والأقراص والمراهم ومشروبات الطاقة والصابون ومستحضرات التجميل (6).

التوافر الحيوي للكركم:

يُمتص مادة الكركمين امتصاصًّا سيئًّا إلى مجرى الدم مما ينتج عنه توافر حيوي (معدل امتصاص الجسم لمادة ما) منخفض ومن أجل تجربة التأثيرات الكاملة للكركمين يجب تحسين التوافر الحيوي (7)، ويمكن تحقيق ذلك بتناوله مع الفلفل الأسود الذي يحتوي على مادة (البيبيرين - piperine) على أنها مادة طبيعية تعزز امتصاص الكركمين بنسبة 2000٪ (8).

علاقة الكركم بالجهاز الهضمي:

يُستخدم في نوع من أنواع الطب المسمى (الأيورفيدا - ayurveda)، وهو ممارسات طبية تقليدية نشأت في شبه القارة الهندية، إذ يسهم في شفاء الجهاز الهضمي. والآن بدأ الطب بدراسة الاستخدامات الطبية للكركم لحالات التهاب الأمعاء ونفاذية القناة الهضمية (9) وهما مقياسان لكفاءة الجهاز الهضمي حتى أن الكركم قيد الدراسة على أنه علاج محتمل لمتلازمة القولون العصبي (10).

علاقة الكركم بأمراض القلب:

أمراض القلب هي المسبب الأول للوفاة في العالم،؛ إذ درسها الباحثون لعقود عديدة وتعلّموا كثيرًّا عن سبب حدوثها وليس من المستغرب أن مرض القلب معقّد تعقيدًّا لا يصدّق ويسهم في حدوثه أشياء مختلفة (11).

ربما تكون الفائدة الرئيسة للكركمين عندما يتعلق الأمر بأمراض القلب هي تحسين وظيفة البطانة (بطانة الأوعية الدموية) (12). ويعد الخلل البطاني سبباً رئيسًّا لأمراض القلب، ويحدث عندما تكون البطانة لديك غير قادرة على تنظيم ضغط الدم وعملية تخثر الدم وعوامل أخرى مختلفة (13). لذلك قد يساعد الكركمين على عكس عديد من الخطوات في عملية أمراض القلب (14,15).

في إحدى الدراسات التي أُجريت على 121 شخصاً خضعوا لجراحة تحويل مجرى الشريان التاجي، وصف الباحثون لهم إما علاجًّا وهميًّا (Placebo) أو 4 غرامات من الكركمين يوميًّا قبل الجراحة وبعدها بأيام قليلة؛ إذ انخفض لدى المجموعة التي تلقّت الكركمين خطر الإصابة بنوبة قلبية في المستشفى بنسبة 65٪  (16).

الكركم والسرطان:

أظهرت دراسة أن الكركم مكون مفيد في علاج السرطان وتبين أنه يؤثر على نمو السرطان وتطوره (17)؛ إذ أظهرت الدراسات ما يأتي:

1.  يُسهم في موت الخلايا السرطانية
2. يقلل تولد الأوعية (نمو الأوعية الدموية الجديدة في الأورام)
3. يُقلل حدوث النقائل (انتشار السرطان)

في دراسة استمرت 30 يوماً على 44 رجلاً مصابين بآفات في القولون تتحول أحياناً إلى سرطانية؛ إذ أظهرت أن تناول 4 غرامات من الكركمين يومياً ينقص من عدد الآفات بنسبة 40٪ (18).

الكركم والملاريا:

يمنع الكركمين المستخلص من الكركم نمو المتصورة المنجلية المقاومة للكلوروكين في حوض الزرع بطريقة تعتمد على الجرعة بتركيز تثبيط نصفي (IC50) يقدّر ب 5 ميكرومتر. إضافة إلى ذلك، فإن تناول الكركمين عن طريق الفم للفئران المصابة بطفيل (الملاريا - Plasmodium berghei)؛ يقلل طفيليات الدم بنسبة 80-90٪ ويعزز بقائها تعزيزًّا كبيرًّا، لذلك قد يمثل الكركمين علاجاً جديداً لعدوى الملاريا (19).

الكركم وهشاشة العظام:

(هشاشة العظام - Osteoarthritis) هو أحد هذه الأمراض المرتبطة بالالتهابات المزمنة والحادة على حد سواء، وهي حالة مزمنة في المفاصل تؤثر على أكثر من 250 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الرعاية الصحية وضعف أنشطة الحياة اليومية، وفي النهاية انخفاض جودة الحياة (20,21). أظهرت عديٌد من الدراسات التأثيرات المضادة لالتهاب المفاصل للكركمين في البشر المصابين بالتهاب المفاصل الروماتيزمي (22).

الكركم والاكتئاب:

أظهر الكركمين بعض الأمل في علاج الاكتئاب؛ ففي تجربة مضبوطة وُضع 60 شخصاً مصاباً بالاكتئاب وتقسيمهم بصورة عشوائية إلى ثلاث مجموعات (23). تناولت المجموعة الأولى دواء (Prozac)، ومجموعة أخرى تناولت 1 غرام من الكركمين، والمجموعة الثالثة تناولت كل من (Prozac) والكركمين. بعد 6 أسابيع؛ أدى الكركمين إلى تحسينات مماثلة لمجموعة (Prozac)، في حين أن المجموعة التي تناولت كلًّا من البروزاك والكركمين كانت الأفضل (23).

محاذير:

فوائد الكركمين وغيره لا يعني أنه يمكن لأي شخص تناول هذا المكون عشوائيًّا اعتقادًا منه أنه سيحصل على هذه الفوائد، بل يجب الانتباه إلى أن اعتماد مكون ما على أنه مكون علاجي، يحتاج إجراء تجارب ومن ثم الحصول على ترخيص يحدد الفوائد والمحاذير والتركيب والتركيز وغيرها.

المصادر: