حديقة الأوكسجين في قطر

تُعدُّ حديقة الأوكسجين وِجهةً نابضةً بالحياة للمجتمع المحلي، وأُنشِئت لتكون ترياقًا مثاليًّا لحرارة الصحراء، وقد حاول تصميمها أن يتكامل مع التضاريس الطبيعية في المنطقة وبيئتها القاسية؛ كيف ذلك؟ لنعرف معًا في هذا الألبوم..

بمساحةٍ تصل إلى 130 ألف مترٍ مربع؛ تحاول حديقة الأوكسجين أن تكون بمنزلة الرئة الخضراء للمدينة التعليمية في الدوحة، ومساحةً للنشاطات الرياضية للطلاب والزوار (1).

من خلال دمج أحدث أفكار الاستدامة البيئية؛ حاولت الحديقة الاستجابة للاحترار الشديد وندرة المياه في المنطقة، واستخدمت الزراعة المحلية لتوفير بيئةٍ صحراويةٍ خضراءَ على مدار العام (2).

شُكِّلت تضاريس الحديقة لتزيد من التبريد المنفعل (passive cooling) بالاستفادة من الرياح السائدة في المنطقة، وذلك بالاستعانة بالنمذجة الرقمية؛ إذ صُمِّمت أنفاق تبريدٍ وممراتٌ مظلَّلةٌ ومسارات الجري الملتفة (3).

تحتوي الحدائق أكثر من 100 نوعٍ من النباتات؛ أغلبها أنواعٌ محليةٌ وقادرةٌ على التكيف مع الجو الصحراوي للمنطقة (3).

تضم الحديقة 7 آلافٍ مترٍ من الممرات؛ إضافةً إلى ممرٍّ مظلَّلٍ ومغطى، ومضمار جريٍ بطول 1600 متر، ومسارٍ للفروسية، وملاعبَ رياضية، وأربعة مبانٍ تزيينيةٍ* (folly buildings) (3). 

*هو مبنى تزييني مكلف بدون وظيفة عملية، بشكل يُشيَّد عادةً في المتنزَّهات لتحسين المناظر الطبيعية (4).

صُمِّم الممر المغطى على شكل حرف C، وبُنِي من الخَرسانة المسلحة، واستوحي التصميم من التكوينات الصخرية الصحراوية التي تنشأ بفعل الرياح (3). 

توفر المباني التزيينية أماكن مريحةً للاسترخاء بعد التدريبات الشاقة؛ أُنشِئت من هيكلٍ خَرسانيٍّ مُدمجٍ مع منحدرات التلال، ومغطاةٍ بسقفٍ أخضرَ بارزٍ لزيادة الكتلة الحرارية وتقليل امتصاص الحرارة من الشمس (3).

اختيرت للمساحات غير المعشَّبة موادُّ برتقالية اللون لتتجانس مع المشهد الطبيعي القطري، وتقلِّل الوهج وتأثير الجزر الحرارية* (Heat Island Effect) (3).

*زيادة احترار المناطق الحضرية نتيجة امتصاص الأسطح الصناعية للحرارة الشمسية وإعادة إشعاعها (5).

تُخزن مياه الأمطار الموسمية من خلال ممرات امتصاصٍ في المناطق الخضراء، وجُهِّزَت الأسطح العشبية للأنشطة الرياضية بأنظمة ريٍّ ذكيةٍ بتقنياتٍ حساسةٍ للتحكم في استهلاك المياه وتقليله (3).

ما رأيك بالأفكار والحلول البيئية التي تقدمها الحديقة؟ وهل تعتقد أنها تحقق الأهداف التي وضعتها؟

المصادر: