الفلسفة وعلم الاجتماع > ألـبـــومـات

لماذا نحن هنا؟ سؤال يراودني

لماذا نحن هنا؟ سؤالٌ تطرحه على نفسك باستمرار، وتطلقها صرخةً في أرجاء هذا الكون الفسيح. وقد تدرك من خلال الإجابة عن هذا السؤال الغايةَ من وجودك والمعنى الذي ترسمه البشرية جمعاء. فهل هناك من يسمع هذه الصرخة؟

إليك بعض الجوانب التي طرحها بعض الفلاسفة حول هذا السؤال.

قدَّم الفلاسفة رؤيتهم الخاصة بوصفها إجابةً عمَّا إذا كان لهذه الحياة معنى أو للوجود هدف، فتمحورت رؤية أرسطو حول الوظيفة البشرية، وكانط في الخير الأسمى، وكذلك شوبنهاور تحدث عن عبث أهدافنا ولاجدواها، فكان لهذه المفاهيم التأثير في مفاهيم السعادة والفضيلة (1).

آرثر شوبنهاور 

أول فيلسوف غربي سأل صراحةً "ما معنى الحياة"؟ وأجاب بأنَّها الإرادة، أما عن هدف الحياة فيرى أنَّ المعاناةَ جوهرُ وجودنا، ففي الكفاح الدائم يكفِّر الإنسان عن الخطيئة التي وُلِد بها، والحياة تتمثل بصراع أبدي ينتهي بالموت (2).

سورين كيركغارد 

من الصعب تحديد وجهة نظره حول كل شيء؛ لأنَّه استخدم الفكاهة والهجاء والسخرية، ولكن بالمجمل نستطيع القول إنَّه فيلسوف متدين يرى أنَّ الحياة لا يمكن أن تكون ذات معنى دون الإيمان الصادق (2).

فريدريك نيتشه

كان مشروع نيتشه الكبير إعادةُ تقييم القيم جميعها، وكان إعطاءُ معنى جديد للحياة جزءًا من هذا المشروع؛ وبذلك، أراد إنتاجَ فلسفة إيجابية وصحية ومؤكدة للحياة. وقد قدَّم الإنسان على أنَّه من يصنع المعنى لا على أنَّه يكتشفه (2).

ألبير كامو

بما أنَّنا محكومون بدَفْع صخرةِ وجودنا إلى القمة ومشاهدتها تعود علينا متدحرجة؛ هذه العبثية دفعت كامو إلى الإصرار على أنَّ الحياة أفضل دون وجود معنى، وأنَّ الواجب على الإنسان أن يعيش دون أن يسمح للعالم العبثي بأن يحدده أو يشكِّله (2).

جان بول سارتر

يرى بأنَّ وجود الإنسان يسبق ماهيته، وأنَّ الإنسان يصنع حريته بنفسه، فيختار الماهية التي يكون عليها؛ فيعيش بقلق دائم وجهًا لوجه مع العدم، منفعلًا بالوجود وليس بفاعل.

ويرى أنَّ هذه العبثية تجعل الحياة سخيفةً سواء أأحببنا ذلك أم لا (3).

برتداند راسل 

يرى بأنَّ معنى الحياة لا يأتي من الخارج بل من داخل الإنسان؛ لأنَّ البحث عن معنى خارجي سوف يفرض استجابة داخلية؛ لذا يجب أن يكون المعنى مرتبطًا بالرغبات الأساسية، وهو شيء نجده ببساطة في أنفسنا (2).

آلفريد جول آير 

يرى أنَّ هذا السؤال غير منطقي؛ فلا معنى للحياة إلا بما يعطيه الفرد لحياته وهذا خيار شخصي وليس بإمكاننا إطلاق أحكام بالصحة أو الخطأ على حياة أحدهم، فمعنى حياتك ما تمنحه لها (2).

وأنتم ما رأيكم؟ لماذا أنتم هنا؟!

المصادر:

1. Thaddeus M. The Meaning of Life [Internet]. The Stanford Encyclopedia of Philosophy (Winter 2021 Edition), Zalta EN (ed.). 2021 [cited 27 February 2022]. Available from: هنا

2. O’Brien W. Meaning of Life, The: Early Continental and Analytic Perspectives | Internet Encyclopedia of Philosophy [Internet]. Iep.utm.edu. [cited 27 February 2022]. Available from: هنا

3. Landau I. Foundationless Freedom and Meaninglessness of Life in Sartre's: Being and Nothingness. Sartre Studies International [Internet]. 2012 [cited 27 February 2022];18(1):1-8. Available from: هنا