الهندسة والآليات > الروبوتات

بدلاء هوليوود الآليين

حروب المالتيفرس Multiverse تحتاج أبطالًا أكفاء للمهمات الصعبة وخصوصًا تلك التي تتضمن حركاتً خطيرة صعبةَ التنفيذ على البشر، فكان المُنقِذ على شكل آليٍّ بديل استطاع إنجاز المستحيل.

أهلًا وسهلًا بك في البُعد الذي يتيح للروبوتات أن تتحرك مثلنا نحن البشر، تدعى هذه الروبوتات بالهيومنويد (humanoid)، إذ تشبهنا بهيكلها التشريحي كالأذرع والأقدام، وهي مزودة بحساسات وكاميرات تُمكِّن الروبوت من إيجاد العوائقِ في البيئة المحيطة ومن ثم التخطيط لشق طريقه بأمان، ويحتاج الروبوت مع كل حركةٍ بسيطةٍ يقوم بها أكوادًا برمجية معقدة للتحكم بكيفية تفاعل أجزائه الطرفية مع محيطه. 

 تُعد برمجة هذه الأكواد مَهمة صعبة لجعل أطراف الروبوتات تتحرك كأطراف البشر تمامًا فعلى سبيل المثال، يُعد أداء المهام اليومية والروتينية كالتقاط الطعام من الثلاجة أمرًا سهلًا بالنسبة لنا، ولا حاجة للتفكير للقيام بعملٍ كهذا على نقيض الآلات التي تحتاج إلى برمجة أفعالها وحركاتها كافة (1).

 لا يزال التواجدُ الفعليُّ الميداني لهذه الآلات محدودًا، وقد يذهلك معرفةُ أنها استُخدِمت في صناعة الأفلام الترفيهية كبدلاء للممثلين. ما كنا لنرى شقلبات أو حركات سبايدرمان Spider-man لولا البديل الذي صنعته ديزني ليقفز عن ارتفاعات عالية ويتحدى الجاذبية ويقوم بأداءِ حركات خطيرة. 

يمتلك البديل الآلي أو كما يسمى بالـ stuntronic حساسات تسارع  وجيروسكوب gyroscope (جهاز يستخدم من أجل قياس أو الحفاظ على الاتجاه  وسرعة الزاوية) بالإضافة إلى متحكماتٍ صغيرة تعالج موقعَ وتوجه الروبوت أثناء القفز عالياً في الهواء، وتُستَخدم المعلومات القادمة من الحساسات لتحديد إذا كان على الروبوت أن يثني أو يشد أجزائه ليدور بسرعة أكبر أو أبطأ ليهبط بسلامٍ على أرض مستوية، وتوجَّب على صانعي الروبوت تحري فيزيائية حركاتنا وتطبيق الميكانيك الحيوية للرياضة البدنية لأداءِ العرض بأكبر شكل مشابه للبشر، فمن الأمور المهمة في الألعاب الرياضية البهلوانية والبدنية التي تؤخذ بالحسبان هي تحويل العزم الزاوي بين أجزاء جسم الروبوت لتحقيق تحكم دقيق في حركته الجوية؛ على سبيل المثال، إذا أراد المؤدي زيادة سرعة دورانه، يستطيع فعل ذلك من خلال ثني أجزاء الروبوت ليصبح أقرب ما يكون إلى شكل كروي والعكس صحيح عند إبطاء سرعته من خلال تسطيح جسمه وفرد باقي أجزائه. يقوم الروبوت بكل هذه الهندسة المبهرة في تحويل شكله من خلال تغذية راجعة ( feedback ) من الحساسات وأجهزة الليزر المتصلة به ليعلم بأي لحظة يجب عليه أن يختار الوضعية المناسبة (3,2).

لا تزال معظم الأمثلة التي نراها من أشباه البشر الآليين في بداياتها ويصعب الاعتماد عليها للقيام بمهامنا الروتينية لعدم وجود الحس الإدراكي والوعي بالمتغيرات لاتخاذ قرارات مغايرة تحلُّ المشكلات التي تواجههم على نحو متزامن، لا يزال الاعتماد على تعلم الآلة (machine learning ) منحصرًا في الخوارزميات التي تقيِّم ما تراه من فيديوهات وأفلام وتقترح عليك ما قد ترغب برؤيته لاحقًا على المنصات المختلفة (4).

هل تعتقد عزيزي القارئ أنه من المبكر أن نرى هذه الآلات بيننا؟

تدقيق لغوي: Fouad Fadel

المصادر:

1. Why humanlike robots are such a mind-bending engineering challenge [Internet]. Umdearborn.edu. 2020 [cited 21 February 2022]. Available from: هنا

2. Swiecicki M. Robots Could Soon Replace Human Stunt-Doubles | Biomechanics in the Wild [Internet]. Sites.nd.edu. 2019 [cited 21 February 2022]. Available from:

هنا

3. BRINGING HEROES TO LIFE [Internet]. Sites.disney.com [cited 21 February 2022]. Available from: هنا

4. Grant T. Dancing Boston Dynamics robots are impressive showcase of robot capabilities [Internet]. ASU News. 2021 [cited 21 February 2022]. Available from: هنا