مغالطة اسكتلندي غير حقيقي No True Scotsman

"رجلٌ اسكتلنديٌّ قومي يقرأ عن جريمة جنسية بشعة في الجريدة، ولدى حيرته مما يقرأه يقول لنفسه: "لا يمكن لاسكتلنديٍّ أن يرتكب مثل هذا".

بعد قليل؛ ينتبه إلى عنوان مشابه في الجريدة يذكر بأن هوية المعتدي اسكتلندية، وهنا عوضًا من أن يعترف بأن الاسكتلنديين معرضون لارتكاب أفعال شنيعة؛ يقول لنفسه: "لا يمكن لاسكتلنديٍّ حقيقي أن يرتكب مثل هذا الأمر" (1)، فهل تعتقدون بأنّه بعد ذلك بدأ بسرد تاريخ بطولات الاسكتلنديين أم ادعى أن لا بد أنّ الجاني قد عاش مدة في إنكلترا وتعلم هذه التصرفات هناك؟!

من المثال السابق؛ جاءت تسمية هذه المغالطة وتعريفها من الفيلسوف آنثوني فلو (Anthony Flew 1923-2010)؛ إذ إنَّ صديقنا الاسكتلندي حدد تعريف الهوية الاسكتلندية كما يريد، عوضًا من أن يقبل مثال الاسكتلندي المجرم الذي يدحض ادعاءه الأول بأنه لا يمكن لاسكتلندي أن يرتكب جريمة كهذه.

مثال (2):

- تصرف إحدى المنتمين إلى إحدى المعتقدات الدينية تصرفات عنصرية ومسيئة.

= لا يمكن لأحد المنتمين إلى هذا المعتقد بأن يتصرف تصرفًا عنصريًّا ومسيئًا.

- لكن الذي نفذه قد صرح بانتمائه الديني.

= أعلم هذا، لكنه ليس منتميًا حقيقيًا لهذا المعتقد.

ونجد أنه يمكننا أن نعدَّ مغالطة اسكتلندي غير حقيقي No True Scotsman ردة فعل دفاعية عن ادعاء تعميمي، من خلال تغيير ما يستلزم من شرط عام للانتماء إلى مجموعة بغرض حماية الادعاء المتعلق بالمجموعة من أمثلة تدحضه، وكثيرًا ما تُرتكب في مجالات الإيديولوجيا والسياسة والدين..إلخ (1-3).

مثال (3):

- صديقي في المدرسة أطال شعره؛ فهل يمكنني أن أطيل شعري مثله؟

- لا، الذكور لا يطيلون شعورهم.

- ولكن صديقي ذكر.

- صديقك ليس ذكرًا حقيقيًا؛ بل "مخنث".

مثال (4):

- أظهر بعض الكتّاب المشاهير موقفًا سياسيًّا معينًا.

- لكن لا يمكن لمواطن أصيل أن يظهر مثل هذا الموقف السياسي.

لتجنّب هذه المغالطة علينا أن نعرف بدايةً بأن التعميم الجيد أو السيئ هو أمر خاطئ تمامًا، ففي المثال الأخير يمكنك أن تصيغ حجتك كالآتي:

"أنا فخور بمواطنتي لهذه الدولة، وبأن هذا الكاتب ينتمي إليها أيضًا؛ لأن لديه كتب جيدة ومهمة؛ مع عدم اتفاقي مع موقفه السياسي" 

لا بد أنه قد خطرت لكم عديدًا من الأمثلة عن هذه المغالطة، شاركونا تجربتكم.

المصادر: