الموسيقا > سمفونيات موتزارت

السمفونية الأخيرة لموتزارت

عند ذكر اسم جوبيتر (Jupiter) يتراود إلى مخيلتنا الآلهة الرومانية والسماء والفضاء وموسيقى (Gustav Holst)، لكن؛ هل يتبادر إلى ذهنك موسيقى موتزارت؟

نادرًا ما تتبادر إلى أذهاننا أن موتزارت لديه عمل بقوة إله السماء وعظمته حاملًا اسم جوبيتر منذ القرن الثامن عشر! 

وُصِف هذا العمل أنه عملُ رجلٍ مستعدٍ للطيران فوق الأرض والتحليق في عالم الإبداع متفردًا بنفسه (1)!

سيمفونية الإله جوبيتر (Jupiter) التي تحمل رقم 41 من أطول سيمفونيات موتزارت وأكثرها غموضًا وتعقيدًا، وهي من خاتمات أعماله التي اكتُملت في 10 آب (أغسطس) عام 1788، كتب موتزارت هذه السمفونية بسلم دو ماجور ففي ذلك الوقت دو ماجور كان مرتبطًا مع الأجواء السائدة في البلاط الملكي والكنائس العليا؛ إذ كانت الترومبيت دون صمامات مما يجعل دو ماجور الأسهلُ أداءً (1-3). 

ولم يكن موتزارت نفسه من أطلق اسم جوبيتر على تحفته الفنية هذه، بل متعهد الحفلات الألماني يوهان بيتر سالومون هو الذي أسماها، وكثير من الموسيقيين حينها أيدوه في تسميته؛ لأنه خيار يليق بعظمة هذه السيمفونية بما تخلقه من إحساس غامر بالعظمة والروعة والإثارة (1,2).

تمنح هذه السمفونية مستمعيها البهجةَ والفرح، ويرى النقاد أنها تحمل إلى جانب طابع الفرح طابع السلطة الذي يسود على كامل السيمفونية، لكن دون تشاؤم على العكس بل الإيجابية ترافقها حتى النهاية (1).

كانت الافتتاحية (الحركة الأولى) مؤكِدة وقوية ودرامية ذات إيحاء بلاطي عسكري، لكن عند كل تكرار للحن الرئيس تتراءى شخصية جديدة! تتمتع هذه الحركة بإيقاع سريع، وكان الكمان الأول والثاني أسياد الافتتاحية، وتستمر الرحلة  في خلال الحركة الثانية الأكثر هدوءً ولطفًا؛ إذ يعطينا اللحن إيحاءَ البراءة، ويذكرنا بعصر الباروك ورقصة الساربند (1-3).

وبعدها تعود موسيقى الافتتاحية للحركة الثالثة بأسلوب التأليف التقليدي للسيمفوني الذي يتناسب مع قاعات الرقص الملكية، وبذلك تمهد الطريق لنهاية الرحلة بأسلوبٍ حماسي يحمل في طياته كثيرًا من عناصر المفاجأة المغعمة بالطاقة، وهنا تأتي الخاتمة الجريئة التي تترك المستمع مرهقًا ذهنيًّا، فلا يتسع الوقت لفهم ماذا يحدث من كثرة المفاجآت الخلابة التي تسمعها الأذن (3).

وبعد كل هذا الجمال والخلق الموسيقي الرائع، ليس من المؤكد أن موزرات أُتيحت له فرصة سماع أي من سيمفونياته الأخيرة على خشبة المسرح قبل وفاته، لكنه حتمًا تمكن من سماعها في ذهنه وإحساسه (1).

يمثل هذا العمل الوداع السيمفوني لموتزارت، وهو من أجمل ما سطره قبل الرحيل (1-3).

[[[[vid:]]]]

تعديل الصورة: Amal Garip

المصادر: 

1. Clive M. MOZART: Symphony No. 41 “Jupiter” - Utah Symphony [Internet]. Utah Symphony. 2021 [cited 18 January 2022]. Available from: هنا

2. Bedell J. Mozart: Symphony No. 41, "Jupiter" [Internet]. Bsomusic.org. 2013 [cited 18 January 2022]. Available from: هنا

3.  San Francisco Symphony - Mozart: Symphony No. 41 in C major, K.551, Jupiter [Internet]. San Francisco Symphony. 2019 [cited 18 January 2022]. Available from: هنا