العمليات الحيوية التي تحدث في الجسم في أثناء ممارسة الجنس

البشر كائناتٌ مميزة، ليس لامتلاكها ميزة الذكاء والقدرة على التخيل والمشي بانتصابٍ فقط، بل حتى في أثناء العملية الجنسية.

لا يملك اثنان من البشر الرتابة الجنسية ذاتها، بل تبدو أشبه ببصمةٍ خاصة بكل فرد، فقد يمارس البعض الجنس حتى بدون الشعور بأي أحاسيس عاطفية وقد لا يصل البعض إلى النشوة أبداً، وقد يمارس البعض الجنس لإرضاء شريكه فقط والأمر سيان حتى لدى المثليين والعابرين جنسياً وغيرهم (1,2).

ليس هذا فحسب، بل صنّف الباحثون العملية الجنسية إلى أربعة مراحل، وسُميت هذه المراحل بحلقة الإستجابة الجنسية. لكن:

-قد لا يمر الفرد بكل هذه المراحل، حتى في أثناء العملية الجنسية الكاملة.

-يختلف ترتيبها بين فرد وآخر.

-تختلف مدة كل مرحلة من فرد لآخر.

-تختلف قوة الإستجابة من فرد لآخر.

قبل الخوض بشرح المراحل، ما هو تعريف حلقة الإستجابة الجنسية:

هي مجموعة العمليات الفيزيولوجية التي يشترك بتنشيطها أغلب أعضاء الجسم على هيئة تظاهراتٍ خارجية تساعد بالحصول على متعةٍ جنسية كاملة.

وبسبب الاختلافات المتباينة في حلقة الاستجابة هذه، يمكن تسمية مراحلها بالمراحل العامة وهم:

1-الشهوة أو الاستثارة:

قد تستمر فترة هذه المرحلة من بضعة دقائق إلى عدة ساعات، وتحتاج إلى محفزٍ خارجي أو داخلي (مثل الخيالات الجنسية في أثناء الاستمناء) حتى تتنشط.

وتتظاهر بارتفاع معدلات التنفس وخفقان القلب وانقباض العضلات وانتصاب الحلمات.

بسبب ذلك يزداد تدفق الدم نحو الأعضاء التناسلية الذكرية، إذ يحدث انتصاب القضيب وارتفاع مستوى الخصيتين حتى كيس الصفن، وتوّرم البظر والشفرين الداخليين والخارجيين عند الأنثى، وبدء تدفق السوائل المهبلية والسوائل الذكرية من القضيب، المُسهلة للعملية الجنسية.

2-العتبة:

يُلَخص كل ما يحدث في هذه المرحلة بازدياد حدة التظاهرات الفيزيولوجية لمرحلة الاستثارة، إذ قد تصل حدة تورم البظر لدى الانثى حد الألم عند اللمس.

3-النشوة:

تُعدُّ هذه المرحلة، مرحلة بلوغ الذورة لحلقة الإستجابة الجنسية، إذ تكون تظاهرات المراحل السابقة قد وصلت أوجها، وبدء حدوث انقباضاتٍ عضلية سريعة في منطقة الحوض عند الذكر ليحدث القذف، وحتى حدوث انقباضاتٍ متتالية للرحم أيضاً معبرة عن بلوغ الأنثى النشوة.

لا تقتصر مرحلة النشوة على استمتاع الجسد فقط، إنما يصل الدماغ إيضاً لمرحلة الذهول بسبب الهرمونات التي تُفرز بأوامر منه في أثناء هذه العملية ومن ضمنها هرمون السعادة أو الاوكسيتوسين.

4-الارتخاء:

يحدث في هذه المرحلة العودة التدريجية للحالة الجسدية السابقة للعملية الجنسية بارتخاء العضلات وعودة معدلات التنفس وخفقان القلب لطبيعتها.

قد يكون البعض قادراً على القيام بهذه العملية عدة مراتٍ متتالية، والبعض الآخر يصيبه الإرهاق لدى بلوغ هذه المرحلة ويحتاج إلى النوم. فمثلما ذكرنا سابقاً يختلف المرور والشعور بهذه المراحل من فردٍ لآخر.

أحياناً قد تُثبط بعض هذه المراحل أو بعض التظاهرات التي تمر بها هذه المراحل بسبب اعتلالاتٍ جسدية (مثل مشكلاتٍ في انتصاب القضيب، وأمراض القلب، وجفاف المهبل، والأمراض التناسلية) أو نفسية (مثل الاكتئاب أو متلازمة ما بعد الصدمة لدى ضحايا العنف الجنسي)، لكن بمتابعة العلاج الاختصاصي السليم يمكن تحقيق أقصى تجربةٍ جنسية ممتعة يمكن أن تحصل عليها (1-3).

المصادر: