التوعية الجنسية > الصحة الجنسية والإنجابية

أربع خرافات عن غشاء البكارة!

غالبًا ما نقول لبناتنا: إن غشاء البكارة هو غشاء يغطي فتحة المهبل بأكملها و"ينثقب" أو "ينكسر" عندما تمارس الجنس المخترق للمرة الأولى، ونحذرهنَّ من أنه يمكن أن يسبب نزيفًا وألمًا وتغييرًا واضحًا لا يمكن إصلاحه، وقد يتمكن شركاؤهن المستقبليون من اكتشافهن بسهولة، مما يجعلهن عرضة للتساؤلات والشكوك، وقد يتسبب ذلك في تعرضهن للخطر بسبب ما تسميه مجتمعات عديدة "فقد العذرية".

 استمرت هذه الخرافات لقرونٍ عدَة، في محاولةٍ للسيطرة على أجساد النساء وحرياتهن الجنسية، وبسبب هذه الخرافات لطالما شعرن الفتيات بالخوف من "تخريب" أنفسهن معتقدين أن غشاء البكارة "الثقوب" يجعلهن بضاعة تالفة.

لذلك حان الوقت لتغيير الطريقة التي نتحدث بها عن غشاء البكارة، ونفهمه نهائيًّا (1).

الخرافة الأولى: غشاء البكارة يغطي فتحة المهبل بالكامل.

الحقيقة الأولى: غشاء البكارة عبارة عن نسيج غشائي يحيط فتحة المهبل ولا يغطيها بالكامل.

الخرافة الثانية: يتمزق غشاء البكارة في أثناء ممارسة بعض الرياضات مثل الجمباز وركوب الخيل.

الحقيقة الثانية: هذا ليس خطأً تمامًا، ولكنه ليس صوابًا أيضًا.

ففي مرحلة الطفولة يكون غشاء البكارة عبارة عن  بنية واحدة غير متآكلة، ومع حلول سن البلوغ، يبدأ بالتآكل في حلقة دائرية من الأنسجة تُعرف باسم "الإكليل المهبلي"، وذلك تحضيرًا لخروج دم الطمث الناتج عن الدورة الشهرية.

وقد تؤدي الأنشطة مثل الجمباز وركوب الخيل إلى تسريع هذه العملية، لكن لا تسبب في تمزق الغشاء، بل تحوّل من شكلٍ لآخر، وهناك عديد من أشكال لغشاء البكارة سوف نتحدث عنها في مقالٍ قادم (1).

وهنا يجب التنبيه إلى فكرةٍ مهمة: مظهر غشاء البكارة يتغير مع تقدم العمر، ويختلف شكله وحجمه ومرونته، ففي الأطفال حديثي الولادة الذين لا يزالون تحت تأثير هرمونات أمهاتهم، يكون غشاء البكارة سميكًا وورديًا شاحبًا وفائضًا عن الحاجة، وفي أول سنتين إلى أربع سنوات من العمر، تنتج الرضيعة هرمونات تحتفظ عليه بهذا الشكل، وعلى مدى السنوات الثلاث إلى الأربع التالية يتغير غشاء البكارة ويصبح غشاءً رقيقًا نسبيًا ذو حواف ناعمة والذي يرتبط عادةً بالأعضاء التناسلية الأنثوية قبل البلوغ.

مع اقتراب سن البلوغ تزداد سماكة الغشاء ومرونته، وقد يتخذ مظهرًا خماسيًا أو زليليًا، وتحدث تغييرات مرافقة للتغيرات الهرمونية عند الحمل والولادة والشيخوخة وفقدان الإنتاج الهرموني في سن اليأس (2).

الخرافة الثالثة: يمكن التأكد من امتناع المرأة عن ممارسة الجنس أو قيامها بالجماع، من خلال التحقق من وجود غشاء البكارة أو تمزقه (فحص العذرية)!

الحقيقة الثالثة: التغيرات التشريحية في أنسجة غشاء البكارة لا تشير إلى حدوث الجماع.

ففي الثقافات التي تقدر بها عذرية الإناث قبل الزواج، فإن مؤشرات العذرية المفترضة هي غشاء بكارة "سليم"، ونقاط دم على فراش الزوجي عند الجماع الأول، نتيجة "ثقب" غشاء البكارة. لكن عديدًا من الدراسات الطبية والعلمية أسقطت هذه الافتراضات! وأظهرت أنه ليس هناك دليل يدعم هذه المعتقدات، في معظم الحالات ليست هناك علاقة بين مظهر غشاء البكارة والتاريخ المبلغ عنه لممارسة الجنس السابق (2).

الخرافة الرابعة: تنزف المرأة وتتألم عند ممارسة الجنس أوّل مرة بسبب تمزق غشاء البكارة.

الحقيقة الرابعة: يحتوي غشاء البكارة على قليل من الأوعية الدموية نسبيًّا، ومن ثم حتى لو تمزق قد لا ينزف نزفًا كبيرًا، وإنما يحدث النزيف نتيجة الاختراق الإجباري ونقص الترطيب، وذلك نتيجة حدوث تمزقات في جدار المهبل (وهذا ما يسبب "ملاءات السرير الملطخة بالدماء").

وفي الواقع، لقد وثقت عديد من الدراسات أن النزيف لا يلاحظ ملاحظة روتينية بعد أول اتصال جنسي (سليم) للمرأة (2).

وعند الفتيات القاصرات أي قبل البلوغ يكون غشاء البكارة والمهبل أصغر وأقل مرونة من النساء المراهقات والبالغات (بعد سن الثامنة عشر)، ومن ثم فإن الإيذاء الناتج عن الاختراق تكون أكثر وضوحًا وأكثر تميزًا، ومع ذلك فقد أظهرت الدراسات أن الأدلة الجسدية على الاختراق غير ملاحظة عامةً في معظم الحالات المبلغ عنها من الاتصال الجنسي التوافقي، حتى بين الفتيات قبل سن البلوغ.

في حين إن النساء بعد البلوغ أو في بداية حياتهن الجنسية قد يتمدد غشاء البكارة، مما يسمح بممارسة الجماع بأقل إصابة وأقل ألم ودون أعراضٍ تذكر.

أوجدت دراسة أخرى قارنت مورفولوجيا غشاء البكارة عند الفتيات المراهقات اللائي لديهن تاريخ من الاتصال الجنسي بالتراضي وفتيات مراهقات لم يمارسن الجنس أبدًا، فكان 52٪ من اللواتي صرحن بممارسة الجنس لم تتغيّر لديهن أنسجة غشاء البكارة، والنساء اللتي تغيّرت الأنسجة لديهن كان يُعزى ذلك إلى أسبابٍ أخرى لا علاقة لها بالاتصال الجنسي كاستعمال الألعاب الجنسية أو الأصابع أو العمليات الجراحية (2)..

إن الخرافة الأكبر والأكثر ضرارًا وتدميرًا: هي فكرة أن العذرية يمكن قياسها، وافتراض أن السلوك الجنسي للمرأة يمكن الاستدلال عليه بوساطة بعض الأغشية، والثقافات التي تستخدم فحص غشاء البكارة لاختبار عذرية الإناث ثقافات مجحفة وتدعو إلى إصدار أحكام غير صحيحة وظالمة بحق المرأة.

وفي الواقع، الطريقة الوحيدة لمعرفة إذا كانت المرأة قد مارست الجنس أو لا هي سؤالها (3)...

المصادر:

1. Kent C. 3 Myths About the Hymen That Really Need to Die [Internet]. Sex Positive - District of Columbia Department of Health. 2019 [cited 24 January 2022]. Available from: هنا

2. Schaffir J. The Hymen’s Tale: Myths and facts about the hymen [Internet]. Wexnermedical.osu.edu. 2020 [cited 24 January 2022]. Available from: هنا

3. Mishori R, Ferdowsian H, Naimer K, Volpellier M, McHale T. The little tissue that couldn’t – dispelling myths about the Hymen’s role in determining sexual history and assault. Reproductive Health [Internet]. 2019 [cited 26 January 2022];16(1). PMCID: PMC6547601. PMID: 31159818. Available from: هنا

.