دبابة النصر (T-34).

أجمع المؤرخون على أنَّ أكثر الدبابات تأثيرًا في الحرب العالمية الثانية، لم تكن من فرقة الدبابات الألمانية الشهيرة Panzer ولا إحدى الدبابات الأمريكية التي حرّرت أوروبا الغربية، بل كانت الدبابة الروسية (T-34) التي أحدثت ثورةً في مجال تصنيع الدبابات وتصميمها، وقلبت الموازين ضد المد النازي في الشرق (1,2).

صُنعَت الدبابة من الفولاذ، وطُلِيت باللون الأخضر، وكانت أسرعَ نظيراتها(الدبابات المتوسطة) وأقواهنَّ، إلى أن سدّت الدبابات الأخرى تلك الفجوة الهندسية. امتلكت (T-34) مدفعاً من عيار 76 ملم، وتفوّقت في قوةِ السلاح (أي القوة النارية) والحركةِ على الدبابات الألمانية في ذاك الوقت، إلا أن أشهر ما ميَّزها كان درعها المنحدر! (3-1).

غيّر هذا التصميم، الذي يبدو بسيطًا، طريقةَ بناءِ الدبابات المستقبلية جذريًا، ومَنحَ (T-34) ميزةً فريدةً في ساحة المعركة، إذ حيَّدَ درعُها المنحدر المقذوفاتَ والصواريخَ التي ضربت الدبابةَ بزاوية عمودية، مما أفزع القوات الألمانية لرؤية صواريخهم مضادة الدبابات ترتد ببساطة عن الجوانب المنحدرة! (1,2).

لعبت ال(T-34) جنبًا إلى جنب مع الشتاء الروسي دورًا كبيرًا في انتصار الروس في الحرب العالمية الثانية، وسمحت بساطةُ (T-34) النسبيةُ وتكلفة إنتاجها الاقتصادية أن تكون أكثرَ الدبابات إنتاجًا في الحرب، إذ أنتجت المصانعُ السوفيتية 100,000 منها تقريبًا (1,2).

تدقيق لغوي: Fouad J Fadel

المصادر: