الاحتباس الحراري.. تهديدٌ للبشريّة

يُشكّل "الاحتباس الحراري" مشكلة حقيقيّة تهدّد إمكانية الحياة على كوكب الأرض الذي لطالما كان الملجأ الوحيد للبشر والكائنات الحيّة من بين كل الكواكب، فالاحتباس الحراري هو الاحترار طويل الأمد لمناخ الأرض؛ لوحظت آثاره منذ الحقبة قبل الصناعية خلال الفترة بين عامَي 1850 و1900 بسبب الأنشطة البشريّة وفي مقدمتها حرق الوقود الأحفوري الذي يزيد غازات الدفيئة التي تحتجز مزيدًا من الحرارة داخل الغلاف الجوي لكوكب الأرض (1).

ومن أبرز آثار الاحتباس الحراري الحرائق؛ إذ أدرك العلماء منذ عقودٍ أنّ تغيّر المناخ يزيد شيوع حرائق الغابات وكثافتها. واكتشفوا مؤخرًا عبر استخدام بيانات من الأقمار الصّناعيّة أنّ حرائق الغابات في غرب الولايات المتحدة الأمريكيّة انتشرت على ارتفاعات أعلى بسبب الظّروف الأدفأ والأجفّ والتي ترتبط وضوحاً بتغيّر المناخ.

كذلك فقد كانت حرائق الغابات سابقًا نادرةَ الحدوث في المناطق المرتفعة (أعلى من 2500 متر فوق مستوى سطح البحر) لكن عندما درس العالم "محمد رضا علي زاد" وزملاؤه الحرائق التي اندلعت في الغرب بين عامَي 1984 و 2017 وجدوا بعضها يرتفع بمعدل( 7,6 متر سنويّاً)، نتيجةً؛ لأنّ المناطق التي اعتادت على أن تكون رطبة أصبحت الآن أجفّ (2).

كما قال رائد الفضاء بيسكيه: "عاماً بعد عام نحطّم نحن البشر أرقاماً قياسيّة في الحرائق والعواصف والفيضانات، وهذا واضح للغاية؛ رأيت الفَرقَ بعيني مقارنةً بمهمّتي قبل أربع أو خمس سنوات" إذ أمضى بيسكيه 197 يوماً في المدار بمهمة سابقة بين عامي 2016 - 2017 (3).

لكنّ الغريب والمُحبط بآنٍ واحد هو أنّ البشريّة لم تستطع حتى الآن أداء خطوة جديّة مشتركة بهدف تخفيض آثار الاحتباس الحراري المتزايد، كالاعتماد على الطّاقات المتجدّدة كمصدر أساسي للطّاقة بدلاً من المصادر التي تطلق الغازات السّامة للغلاف الجوي، أو اعتماد وسائل نقل كهربائية بدلاً عن تلك التي تحرق الوقود (4).

المصادر: