الوصمة التي يتعرض لها مرضى فيروس نقص المناعة البشري HIV

لنتخيل معاً السيناريو الآتي ونحاول أن نخمن: غرفةٌ في مستشفى مليئة بباقات الأزهار مع بطاقاتٍ تحمل أمنياتٍ بالشفاء العاجل والعبارات الإيجابية الداعمة.

قد نتسائل: "هل أجرى المريض عملاً جراحياً ناجحاً؟ أم يا تُرى اجتاز وعكةً صحيةً تسببت بدخوله المستشفى؟ أو ربما قد يكون مصاباً بأحد أنواع السرطان!"

نعم! جميعها تخمينات قد تكون صحيحة، لكن ماذا لو كانت الوعكة الصحية ناتجة عن إصابة المريض بفيروس نقص المناعة المكتسب (HIV)، هل كنا سنرى باقات الأزهار والبطاقات المليئة بالعبارات اللطيفة؟

في الغالب سوف نرى المريض وحيداً أو برفقة أحد أفراد عائلته، ولا يرافقهم سوى مشاعر الخزي والخوف الناتجين عن الوصمة (Stigma) التي يعانيها الأشخاص الحاملين للفيروس.

يُعرِّف مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) الوصمة بسبب الإصابة بفيروس (HIV) أو الإيدز، بأنّها المواقف والمعتقدات السلبية تجاه الأشخاص الحاملين للفيروس، إضافةً إلى الأحكام المسبقة والتنميط ضمن الفئات غير المقبولة اجتماعياً (1).

ومع الوصمة فإنَّ الأشخاص الحاملين للفيروس يعانون مايُعرَف بالإقصاء (Discrimination)، ويُعنى بها حسب (CDC): بأنّها الأفعال ونتائج هذه الأفعال الناجمة عن الاعتقادات والأحكام المسبقة، إضافةً إلى التمييز السلبي بين الأشخاص غير الحاملين للفيروس والأشخاص الحاملين له (1).

فقد يتعرّض الفرد للإهمال الطبي نتيجةً لاعتقاد مقدمي الرعاية الصحية بأنه شخصٌ سيء، إضافةً إلى النبذ الاجتماعي، والعزلة، والتعرّض لعباراتٍ قاسيةٍ مثل (شخص إيجابي) بوصفها إشارة لإيجابية الإصابة بالفيروس (1).

ولا تقف الوصمة عند حدود المصاب والأشخاص المقربين والمجتمع إنّما تصل للمؤسسات، وهذا مايجعل المصاب عرضة للكثير من الآثار السلبية التي تتعدى الآلام النفسية.

من بعض هذه الآثار (2):

• صعوبة الحصول على عمل.

• عدم القدرة على الاستقلالية المادية.

• عدم حصول المريض على رعايةٍ صحية كافية.

إضافةً إلى الآثار النفسية السلبية التي تتعلق بتقدير الشخص لنفسه والميل للعزلة والابتعاد عن المجتمع، وضعف الثقة بمقدم الرعاية الصحية، وعدم الالتزام بالعلاج الموصوف (2).

كيف يمكننا مواجهة الوصمة المترافقة مع الإصابة بفيروس (

من المهم أن نعمل على تثقيف أنفسنا تجاه المرض، وأن نعمل على تقديم الدعم والمساندة للأشخاص الحاملين للفيروس، ومن المهم جداً أن نبدأ جديّاً بالعمل على اللغة والمصطلحات التي نصف بها المرض والشخص الحامل للمرض (3).

وإليكم هذا الرابط الذي يمكنكم من خلاله، الاطلاع على الدليل الكامل عن مواجهة الوصمة.

هنا

المصادر: