الطب > ‏معلومة سريعة‬

التجفاف والأمراض القلبية

عندما نشرب كمياتٍ كافيةٍ من الماء، قلوبنا لن تحتاج لتعمل بجهدٍ كبير، هذه العبارة في الحقيقةِ تدلّنا على أهميةِ توازن الماء في الجسم للحفاظِ على صحّة الجهاز القلبيّ الوعائيّ، و لكن كيف نقدّر كمية المياه اللازمةِ لأجسادنا؟

تختلفُ كمياتِ المياه اللازمِ الحصول عليها حسب المناخ، اللباس والنشاط البدنيّ، فعندَ ارتفاعِ درجات الحرارة، أو في حالِ كنا نمارس الرّياضة، أو ارتداءِألبسةٍ تسبّبُ تعرّقاً زائداً؛ نحتاج لشرب كمياتٍ أكبر من المياه، وهناك دورٌ لأمراضٍ معينة في زيادة الحاجةِ إلى الشّرب كالأمراضِ القلبيّة والسّكري (1).

كيف يمكن أن يؤثّر استهلاكنا للماء على الجملة القلبيّة الوعائيّة؟

يؤثّر التّجفافُ على الحالةِ العقليّة والجسديّة، و تشيرُ الأدلة الجديدة أنّ للتجفاف تأثيرٌ ضار على صحّة الجهاز القلبيّ الوعائيّ، ويعد السبب غير معروف تماماً، ولكن يُعتقد أن التجفاف يؤثر على تنظيمِ عمل الأوعيّة الدمويّة والضّغط الدموي، من خلال إطلاق عاملٍ يدعى بالأنجسوتنين 2 Angiotensin II الذي يسبب زيادةً في المقاومةِ للأوعيةِ المحيطيةِ و يسيء لعمل الخلايا البطانيّة للأوعية الدموية، بالإضافة إلى أنّ الحرمان من السوائل يساهم في زيادة صلابة الأبهر (الشريان الرئيسي الذي يخرج من القلب)، مما ينقص من حساسية مستقبلات الضغط الودية الموجودة فيه مؤدياً إلى تغيرات بقيم ضغط الدم. ينجم عن هذه الآليات زيادةً بأمراضِ القلب والأوعية الدموية؛ كإصابةِ الأوعية التي تنقل الدم للدّماغ، و تلف كثير من الأعضاء المستهدفة، وارتفاع ضغط الدم، وحدوث هبوط ضغط انتصابيّ (عند الوقوف من وضعية الجلوس)، و زيادةِ الوفيات بأمراض القلبِ والأوعيّة الدمويّة (2).

إنّ شرب المياه يساعد القلب على ضخ الدم بسهولة أكبر عبر الأوعية الدموية ، فأثناء شرب 500 مل ليتر من المياه سيرتفع الضغط الدموي بين 30-100 ملم زئبقي وذلك عند مرضى هبوط الضغط الانتصابيّ orthostatic hypotension و تقريباً 10 ملم زئبقي عند البالغين الأصحّاء، ويظهر هذا الارتفاع بعد حوالي 20-25 دقيقة و يستمر حوالي 60 دقيقة، بالإضافة لشربِ المياه يمكن الحصول عليها من الطّعام مثل الخضارِ والفواكه التي تحتوي على نسبةٍ عاليةٍ من الماء ولكن من المهم الابتعاد عن المشروبات التي تحوي الكافيين فهي تعدّ بمثابة مدرّ والذي سيسبب المزيد من فقدِ السوائل (3,1).

تدقيق لغوي: Duaa Aliessa

المصادر:

1. Staying Hydrated - Staying Healthy [Internet]. US: Heart [updated 2014 August 6; cited 2021 May 1]. Available from: هنا

2. Watso J, Farquhar W. Hydration Status and Cardiovascular Function. Nutrients. 2019 Aug 11 [cited 2021 May 1];11(8):1866. Available from: هنا

3. Johansson B. Effects of Functional Water on Heart Rate, Heart Rate Variability, and Salivary Immunoglobulin A in Healthy Humans: A Pilot Study. The Journal of Alternative and Complementary Medicine. 2009 Aug 13 [cited 2021 May 1];15(8):871-7. Available from: هنا