المحرك الذي غيَّر التاريخ!

ارتبطت الثورة الصناعية على نحوٍ أساسي بتطوير محركات البخار، فقد كانت هذه المحركات بمثابة القلب النابض لعديدٍ من الآلات والمعدات التي دفعتنا نحو المستقبل (1). 

لكن ما محركاتُ البخار؟ هي ببساطة الآلات التي تستخدم ضغط البخار وكثافته لتوليد الحركة (2).

لم يكن المهندس الإسكتلندي جيمس وات James Watt أول من اخترع المحرك البخاري، فقد سبقه إلى ذلك الحداد الإنكليزي توماس نيوكومن Thomas Newcomen صاحب أول محرك بخاري تجاري، فقد كان محرك Newcomen هو السائدَ في القرن الثامن عشر، وقد وضع ذلك المحرك المبادئ الأساسية لقوة البخار. وكان يُستخدم لطرد المياه من مناجم الفحم التي غمرتها الفيضانات، لكنه لم يتمتع بفاعلية عالية بسبب إهداره كميات كبيرة من الطاقة في أثناء عملية تبريد وتسخين إسطوانة البخار على نحوٍ متكرر، وكان يتطلب كميات كبيرة من الأخشاب والمياه والبخار لتشغيله، مما أدى إلى بناء عديدٍ من المصانع -في أثناء حقبة الثورة الصناعية- إلى جانب الأنهار ومصادر المياه عمومًا (1-5). 

ظل هذا الوضع قائمًا حتى الربع الأخير من القرن الثامن عشر، فقد تغيَّر كل شيء بظهور محرك جيمس وات البخاري الذي كان أكثر كفاءة من محرك سلفه بأربع مرات، لأنه استطاع وات التغلب على العقبة التي عانى منها محرك نيوكومن، إذ خصص غرفة خارجية لتبريد البخار دون الحاجة إلى تبريد إسطوانة البخار مما زاد فعالية المحرك. صُمم محرك وات لتوليد قوة دورانية باستمرار ما دام هناك مصدر حرارة متوفر. ولحسن الحظ وجد وات الدعم المالي عن طريق شراكة مع ماثيو بولتون Matthew Boulton، فقد كان بولتون يتمتع برؤية صناعية عظيمة؛ إذ استغل الفرصة لاستخدام المحرك في صناعات أخرى كتشغيل المطاحن ومصانع النسيج وغيرها، ولم يعد المصنعون بحاجة إلى بناء مصانعهم إلى جانب الأنهار، وسرعان ما دفع محرك وات عجلاتِ إنتاج المصانع إلى الأمام، فأصبح مصدر القوة الرئيس للصناعة البريطانية، والأوروبية لاحقًا (1-5).

المصادر: