الجغرافيا البشرية والعلوم الإقليمية > الديموغرافيا والجغرافيا الاجتماعية والثقافية

هل الهجرة نعمة أو نقمة؟

يفكِّر الكثيرون كلَّ يوم بمغادرة وطنهم الأم، والهدف الأول المشترك بين هؤلاء هو إيجاد حياةٍ أفضل، لكن من قال أن المغترب "مرتاح"؟ وفي الوقت ذاته من قال أنه "غير مرتاح"؟

لذا في اليوم الدولي للمهاجرين اختصرت شبكة "الباحثون السوريون" الطريق عليك؛ ليس طريق الهجرة كي لا تفهمنا خطأ، ولكن طريق البحث في إيجابيات وسلبيات الهجرة، وذلك بتقديم الحقائق الست الآتية:

  1. تعادل قيمة المساعدات الخارجية المرسلة من المهاجرين إلى بلدانهم ما يزيد عن ضعف المبالغ المخصَّصة لأهداف التنمية المستدامة (1).
  2. وصلت التحويلات النقدية الخارجية إلى بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 53 مليار دولار في العام 2017م وكان لمصر النصيب الأكبر منها، على الرغم من أنَّ هذا النمو في المساعدات قد يتأثر ببعض السياسات التي من شأنها التضييق على العمال الأجانب في بعض الدول؛ كما حدث في السعودية عام 2018م والذي أدى إلى رفع تكاليف المعيشة للعمالة الوافدة إلى البلاد (1).
  3. كان للمهاجرين في أمريكا دور مهم في تأسيس الأعمال وليس فقط وجودهم بوصفهم عاملين فحسب، ومن الأمثلة عن ذلك الوجود الجوهري للمهاجرين بوصفهم من المؤسسين لشركات وادي السيليكون (Silicon Valley)، وتزداد هذه الأعمال نموًّا لتوظيف أعدادٍ هائلة من الناس مؤثرةً بقوة في الاقتصاد (2).
  4. تشكِّل نسبة المهاجرين 3.4% من سكان العالم، ونصفهم تقريبًا من النساء بنسبة تصل إلى 48%، وتزداد أعداد المهاجرين مع الزمن أيضًا؛ إذ وصل عددهم إلى 258 مليون في العام 2017م بعد أن كان عددهم 173 مليون مهاجر في العام 2000م (3).
  5. كالأشخاص العاديين الذين وجدوا أنفسهم على هامش المجتمع في فترة جائحة (COVID-19)، إنَّ المهاجرين كانوا أكثر عرضة لخسارة وظائفهم والاستغلال والتمييز (4).
  6. شهد البحر المتوسط 22,931 حالة وفاة واختفاء لعابريه، وكان معظمهم من المهاجرين غير الشرعيين منذ العام 2014م، ولطالما كان الأطفال جزءًا من هذه المأساة؛ إذ سجَّل العام 2015م أكبر عدد ضحايا من الأطفال مقارنةً مع الأعوام الأخرى ووصل إلى 274 طفل (5).

نعود إلى السؤال الذي طرحناه في البداية، لماذا قد تكون الهجرة أمرًا جيدًا على الرغم من آثارها التي قد تعرِّض راغبيها للموت؟ 

يأتي الجواب في تقرير للأمم المتحدة يحلِّل آثار الهجرة في الدول المرسلة والمضيفة، إذ وُجِد أنَّ الهجرة تولِّد مكاسب مهمة لكلٍّ من البلدان المضيفة والبلدان الأصلية للمهاجرين، وستؤدي دراستها وإدارتها وتحليلها في نهاية المطاف إلى تعزيز هذه المكاسب وتعظيمها، ويتضمَّن ذلك تحليل أنماط الهجرة وتصحيح المعلومات الخاطئة عن المهاجرين، فعلى سبيل المثال إنَّ غالبية الأشخاص من ذوي المهارات العالية الذين يأتون إلى أوروبا قد قدموا من دول منخفضة الدخل مثل جنوب الصحراء الأفريقية وجزر الكاريبي وبعض دول الشرق الأوسط (6)، وفي هذا السياق وضعت الأمم المتحدة ميثاقًا عالميًّا للهجرة (GCM) يتضمن 23 هدفًا لحماية المهاجرين وتحسين ظروف انتقالهم (7).

المصادر:

1. Record high remittances to low- and middle-income countries in 2017 [Internet]. World Bank. 2018 [cited 24 November 2021]. Available from: هنا

2. Azoulay P, Jones BF, Kim JD, Miranda J. Immigration and Entrepreneurship in the United States. American Economic Review: Insights [Internet]. 2021 [cited 5 December 2021];. Available from: هنا

3. United Nations, Department of Economic and Social Affairs, Population Division. International Migration Report 2017: Highlights (ST/ESA/SER.A/404) [Internet]. New York: United Nations; 2017 p. 38. Available from: هنا

4. International Migrants Day [Internet]. United Nations. [cited 27 November 2021]. Available from: هنا

5.  Migration within the Mediterranean [Internet]. International Organization for Migration. 2021 [cited 25 November 2021]. Available from: هنا

6. Katseli LT, Lucas RE, Xenogiani T. Effects of Migration on Sending Countries: What Do We Know?": OECD Development Centre Working Papers No. 250 [Internet]. Paris: OECD Publishing; 2006 [cited 5 December 2021]. 90 p. Available from: هنا

7- United Nations - Refugees and Migrants. Global Compact for Migration: Global Compact for Safe, Orderly and Regular Migration [Internet]. United Nations; 2018 [cited 25 November 2021]. 34 p.  Available from: هنا