الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

ماذا عليّ أن أأكل إن كنت أعاني من الشقيقة؟

تتميز الشقيقة بنوبات متكررة من الصداع الشديد، وغالبًا ما تكون مصحوبة باضطرابات حسية وحركية. تتأثر المظاهر السريرية للشقيقة بالسلوكيات الغذائية والعناصر الغذائية. إذ حُددت العديد من العوامل الغذائية المسببة للشقيقة، فنتج عن ذلك تحديد استراتيجيات مثل حمية الإقصاء Elimination diet، والحمية الكيتونية Ketogenic diet، والوجبات الغذائية الشاملة للمساعدة على منع الشقيقة خاصةً (1). 

على الرغم من وجود تناقض في الأدبيات وعدم وجود إجماع، فإن البيانات المتاحة واعدة في دعم التدخلات الغذائية المفيدة لبعض مرضى الشقيقة. فهناك عدة عوامل تؤثر في النتيجة، بما في ذلك العمر والجنس والوراثة والعوامل البيئية، ويُعد النظام الغذائي عاملًا لتعديل المرض، والذي يتداخل أيضًا مع محور الأمعاء والدماغ أو الوراثة اللاجينية للشقيقة (1).

فيما يخص الأنظمة الغذائية المفيدة في حالات الشقيقة، فقد اقتُرحت عدة أنظمة، العديد منها ليس مدعوماً بالأدلة، واعتمدت على مجموعة متنوعة من الآليات، منها:

الخلل الوظيفي في هرمون السيروتونين، واستثارة الخلايا العصبية، ووجود وتركيز المواد التي لها دور في التسبب في الصداع النصفي مثل الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين (CGRP)، وأكسيد النيتريك (NO)، والأديبونكتين، واللبتين)، ووظيفة الميتوكوندريا في الدماغ، والتهاب الأعصاب، ووظيفة الوطاء، وتكدس الصفائح الدموية (1,2). وجب أن نأخذ أيضًا في الاعتبار الاضطرابات المرضية المصاحبة الأساسية أو حتى الأنواع الفرعية من الصداع النصفي. فمن أجل الوصول إلى الاستجابة المثلى، قد يكون من المفيد التفكير في الأنظمة الغذائية ذات الفعالية المثبتة أو مزيج من التدخلات الغذائية (1).

في هذا المقال سنذكر أهم أنواع حميات الشقيقة والأغذية التي تُعد موضعًا للشبهات بوصفها أهم مسببات المرض:

حمية الإقصاء Elimination diet:

تتطلب حمية الإقصاء تحديد المكونات الغذائية المحفزة والتخلص منها لاحقًا. لتحديد العناصر الغذائية المحفزة، يمكن للمريض معرفتها عبر ملاحظته لارتفاع وتيرة الصداع أو الشقيقة عند تناول طعام ما ومن ثم يتجنبه. قد تكون هذه الطريقة متحيزة وغير دقيقة، بسبب القدرات المختلفة للمراقبين على التعرف على الارتباطات الحقيقية؛ وقد لا تشير المحفزات الغذائية بالضرورة إلى وجود حساسية تجاه الطعام (1).

حمية الكيتو Ketogenic diet:

 تؤدي النظم الغذائية الكيتونية إلى ارتفاع أجسام الكيتون، والتي يُعتقد مؤخرًا أنها مفيدة في الوقاية من الشقيقة. إذ تعمل أجسام الكيتون على أداء الميتوكوندريا، والإجهاد التأكسدي، والاستثارة الدماغية، والالتهاب وميكروبيوم الأمعاء. فقد يكون اتباع نظام غذائي منخفض نسبة السكر في الدم مفيدًا أيضًا في علاج الشقيقة، واقتُرح هذا النظام الغذائي لخفض حالة الالتهاب (1).

المحور المعوي الدماغي Gut–Brain Axis والبروبيوتيك Probiotics:

أظهرت العديد من الدراسات أن أمراض الجهاز الهضمي المختلفة مرتبطة بالشقيقة. غالبًا ما يصاحب الشقيقة أعراض معدية معوية، بما في ذلك الغثيان والقيء وعسر الهضم واضطرابات الأمعاء. كذلك عُثر على ارتباط بأن الصداع يحدث بمعدل أعلى في المرضى الذين يعانون من اضطرابات الجهاز الهضمي.

في الآونة الأخيرة، ظهر مفهوم محور الأمعاء والدماغ، الذي يفسر علاقة ثنائية الاتجاه بين الجهاز الهضمي والجهاز العصبي المركزي، في العديد من المجالات الطبية.  إذ لوحظ أن التأثير المتبادل بين الأمعاء والدماغ قد يؤثر في العديد من الاضطرابات العصبية والسلوكية. بالتالي، اقتُرح تعديل ميكروبيوتا الأمعاء لعلاج هذه الاضطرابات أو الوقاية منها. إذ بينت الدراسات أن استخدام البروبيوتيك قد يكون مفيدًا لبعض الاضطرابات العصبية، مثل مرض باركنسون.

مع ذلك، فإن الأدلة محدودة بالنسبة للشقيقة، ويلزم إجراء دراسات عشوائية واسعة النطاق مضبوطة بالفعل لتقييم ما إذا كانت ميكروبيوتا الأمعاء متورطة في التسبب في الإصابة بالشقيقة وما إذا كانت البروبيوتيك فعالة وآمنة للمرضى الذين يعانون من الشقيقة.

 إضافة إلى ذلك، إذا كان من الممكن أن يؤثر محور الأمعاء والدماغ على الشقيقة، فإن الآليات الأساسية تظل غير مكتشفة (1).

الأطعمة التي يجب الانتباه إليها (3,4)

تتضمن بعض الأطعمة الشائعة المثيرة لنوبات الشقيقة ما يلي:

- المخبوزات مع الخميرة (مثل الخبز والكعك). 

- الشوكولا. 

- الفواكه أو العصائر مثل الحمضيات والفواكه المجففة والموز والتوت والخوخ الأحمر والبابايا والباشن فروت والتين والتمور والأفوكادو. 

- منتجات الصويا. 

- بعض الخضراوات مثل البصل والبازلاء والفاصوليا والذرة والطماطم. 

- الغلوتامات أحادية الصوديوم MSG (المكون الرئيسي في صلصة الصويا والطعام الآسيوي). 

- النترات والنتريت (توجد هذه المواد الكيميائية في العديد من اللحوم المعالجة والمصنعة، مثل النقانق واللحم المقدد) والتي  بمجرد دخولها إلى الجسم، تتسبب في تضخم الأوعية الدموية، مما يسبب الصداع… 

- الأسبارتام: من غير الواضح كيف يسبب هذا المحلي الاصطناعي الأقوى بـ 150 مرة من السكر الصداع.

- التيرامين: وهو من أهم المركبات التي توجّه أصابع الاتهام إليها عند الحديث عن الشقيقة. موجود بكثرة في الأجبان وخاصة القديمة منها والنقانق واللحوم المعلبة والمقددة. إضافة إلى البرتقال والجريب فروت والليمون والأناناس والفاصوليا، ولا يزال الخبراء يحاولون فهم كيف يسبب التيرامين الشقيقة، وأحد التفسيرات هو أنه يدفع الخلايا العصبية في الدماغ لإطلاق النورادرينالين. وجود مستويات أعلى من التيرامين في النظام الخاص بك  جنبًا إلى جنب مع مستوى غير عادي من المواد الكيميائية في الدماغ؛ من المحتمل أن يسبب تغييرات في الدماغ التي تؤدي إلى الصداع.

نصائح لحمية جيدة بعيدًا عن نوبات  الشقيقة (3,4)

- اختيار طعام صحي أفضل: تناول أكبر قدر ممكن من الطعام الطازج الصحي مثل الفواكه والخضراوات مع تجنب الأطعمة المصنعة والمعبأة.

- تناول المزيد من الوجبات "المصغرة"، بدلًا من ثلاث وجبات كبيرة كل يوم، هذا سيمنع الصداع لأنك جائع، ويقلل  احتمال تناول الكثير من الطعام الواحد الذي يمكن أن يسبب الشقيقة.

- شرب الكثير من الماء.

- تقليل الإجهاد: قد يكون الشعور بالتوتر والقلق كافيًا للتسبب بالصداع. فممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن تعطي شعورًا بالسيطرة على المشاعر. ويساعد على الحفاظ على وزن صحي.

- الاحتفاظ بمفكرة الطعام: تسجيل ملاحظات تساعد على تتبع النظام الغذائي. فإذا كنت مصاباً بالشقيقة، لا تنظر فقط إلى ما أكلت في ذلك اليوم، بل عد عدة أيام للوراء.

- اختر الطعام الطازج: مثل  اللحوم الطازجة أو الدواجن أو الأسماك. لا تأكل بقايا الطعام التي احتفظت بها في الثلاجة لأكثر من يوم أو يومين. وتخلص من الأطعمة الفاسدة أو المتعفنة أو الناضجة.

- لا تأكل الأطعمة المدخنة أو القديمة أو المخللة أو المخمرة.

تدقيق لغوي: آية ياسر

المصادر:

1. Gazerani P. Migraine and Diet. Nutrients [Internet]. 2020 [cited 21 October 2021];12(6):1658. Available from: هنا

2. Razeghi Jahromi S, Ghorbani Z, Martelletti P, Lampl C, Togha M. Association of diet and headache. The Journal of Headache and Pain [Internet]. 2019 [cited 21 October 2021];20(1): 106. Available from: هنا

3. Booth S. Food Triggers for Migraines [Internet]. WebMD. 2020 [cited 21 October 2021]. Available from: هنا

4. Metcalf E. Tyramine-Rich Foods As A Migraine Trigger & Low Tyramine Diet [Internet]. WebMD. 2020 [cited 21 October 2021]. Available from: هنا