الفلسفة وعلم الاجتماع > التحرش جريمة حتى لو بمسج

كيف أحمي نفسي من التعرض للتحرش الجنسي الإلكتروني؟

#التحرش_جريمة_حتى_لو_بمسج 

في ظل تغلغل الإنترنت في نشاطاتنا المختلفة واستخداماتنا اليومية، علينا ألا نتوقع تراجعَ ظاهرة التحرش الجنسي الإلكتروني أو اختفائها، بعدِّها إحدى الآثار الجانبية غير المرغوبة لعصر الإنترنت؛ إذ سيستمر بعض المستخدمين في إساءة استخدام الإنترنت وإيذاء الآخرين (1)، وهذا ما يدفعنا إلى التفكير واقعيًّا في كيفية الاستجابة السليمة لهذه الظاهرة والحماية من التعرض لها، وهو ما تهدف إليه هذه الحملة على غرار المبادرات والحملات التوعوية والتثقيفية ضد التحرش الجنسي الإلكتروني التي نختمها اليوم، في ظل غياب أُطر قانونية واضحة ومحددة في العالم الافتراضي.

ونحاول في هذا المقال تقديمَ بعض النصائح والإرشادات لمستخدمي الإنترنت بمَن فيهم النساء؛ لتفادي التعرض لمواقف التحرش والإساءة الجنسية المحتملة:

أولًا- رفع مستوى الحماية الذاتية على الإنترنت:

 "كيف أستطيع أن أحمي نفسي من المتطفلين والمتحرشين؟"

إذا لم تكن ترغب بالتصريح عن هُويتك الحقيقية على شبكة الإنترنت فمن الأفضل اعتماد اسم مستخدم محايد لكلا الجنسين، ومحاولة عدم نشر المعلومات الشخصية على المنصات الاجتماعية منعًا من أن يجمعها المتلصصين ليستخدموها في الابتزاز وغيره، كذلك يجب أن تعتمد كلمة مرور معقدة ومركبة بين حروف وأرقام ورموز، فيصعب التنبؤ بها في محاولات الاختراق، ومن المهم ألا تشاركها مع أحد أو ترسلها عبر البريد الإلكتروني مثلًا، ويجب أن تتحقق كل فترة إن كان هناك حسابات وهمية قد تحمل اسمك وتنتحل هُويتك مستخدمةً معلوماتك وصورك، وحال اكتشافك ذلك عليك الإبلاغ الفوري لمزود الخدمة (2)، أو الشركة المسؤولة عن منصة التواصل الاجتماعي محددًا الوصف "حساب زائف" أو "انتحال هُوية" حتى تحذفه الشركة مباشرةً، وننصح هنا مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي بتشديد إجراءات الحماية التي توفرها هذه المواقع، واعتماد إجراءات الخصوصية في مشاركة المعلومات والمناسبات الشخصية مع المستخدمين الآخرين في ظل إمكانية سهولة وصول المتحرشين إلى المعلومات الخاصة، ومن ثم إمكانية إساءة استخدامها واستغلالها (3).

ثانيًا- اكتساب المعرفة اللازمة بالاستخدام الآمن للإنترنت:

أريد أن اسأل سؤالًا عن الصحة الجنسية بهذه الصفحة الطبية ولكن أخاف أن اسأل؛ كي لا تبدأ تعليقات المتحرشين أو رسائل المزعجين في الـ Spam:

يحتاج مستخدمو شبكة الإنترنت لا سيما الأفراد الذين يستخدمونها للمرة الأولى (كالأطفال والمراهقين غالبًا) إلى إدراك حقيقة المخاطر التي قد ترافقهم في أثناء استخدام الإنترنت، ومن ثم التمكن من الأدوات والإجراءات التي توفر لهم الحماية والوقاية الممكنة (1)، ومن هذه الأدوات اعتماد البرامج والإضافات التي تمنع من المضايقات والبريد الإلكتروني غير المرغوب، وهناك أدوات مخصصة لفئة الأطفال والتي يمكن للأهل اعتمادها لمنع أطفالهم (مثل الرقابة الوالدية وغيرها) من الوصول إلى مواقع جنسية صريحة مما يقلل احتمالية تعرضهم إلى الاستغلال الجنسي (2)، ونشير إلى أن هذه الأدوات والإضافات تتطور تطوّرًا مستمرًا تماشيًا مع تطور استخدامات الإنترنت والتهديدات الجانبية المحتملة.

ثالثًا- اللجوء إلى القانون لمحاسبة المتحرش:

"الموضوع صار عند المحامي.. وحضر حالك للقضاء.. كل الدلائل معي بتثبت أنك قصدت التحرش فيي".

على الرغم من أن تطبيق التشريع وإنفاذ القانون في الحياة الواقعية يعد أولوية؛ إذ يسهل التعرف إلى القوانين المنصوصة للحالات والوقائع الموثقة، نجد أن ذلك لا يطبّق بالفعالية ذاتها في عالم الإنترنت، ويرجع ذلك إلى عالمية الإنترنت نفسه، فمن المحتمل أن يكون المتحرش في بلد ما والضحية في بلد آخر، ومن ثم خضوعهما لأنظمة قانونية مختلفة، ومع ذلك يمكن لجوء الضحية إلى القانون بصفته خطوة في سبيل تغيير الصورة النمطية لمواقف التحرش الإلكتروني حيث تلام فيها الضحية دائمًا، وذلك بهدف إيصال رسائل واضحة مفادها عدم التسامح مع التحرش الجنسي مطلقًا ورفض أي تساهل في هذه المواقف (3).

رابعًا- تثقيف الضحايا والفئات المحتمل تعرضها للتحرش الجنسي الإلكتروني:

"تعلمت من هالحملة شو يعني تحرش جنسي إلكتروني.. وصرت بقدر اتعامل مع الموضوع بحكمة أكتر إذا صار معي".

يسهم التثقيف عن التحرش الإلكتروني في تعرف الضحايا والضحايا المحتملين بأشكال التحرش الجنسي والمحاولات التي قد يتعرضون إليها لانتهاك خصوصيتهم، ويحصل التثقيف من خلال نشر الأدلة عبر الإنترنت التي تتضمن تفسيرات وتوصيات ونصائح وإرشادات للاستخدام الآمن للإنترنت، وما مؤشرات الخطر التي يجب الحذر عن حدوثها (2)، وستجدون في التعليق الأول كل المواضيع التي طرحناها في الحملة.

خامسًا- تثقيف المتحرشين أنفسهم:

"شفت كل الشباب عم تحكي بهالطريقة مع البنات عالمجموعة، وحبيت اعمل متلن من باب التسلية".

تعدّ بيئة التواصل التي يوفرها الإنترنت عبر المجموعات المغلقة والصفحات المفتوحة بيئة مفعمة بالمواقف الذكورية النموذجية (2)؛ إذ تحل الهُوية الاجتماعية أو الجماعية فيها محلَّ الهُوية الفردية، مما يجعل من احتمالية التحرش الجنسي الإلكتروني عالية تجاه النساء؛ لذا فإن هذه البيئة توفر تعزيزات لسلوك المتحرشين بما يتسق مع نزعتهم للتحرش الجنسي على أرض الواقع (3)، مما يتطلب التوجه إلى المتحرشين الفعليين والمحتملين عبر الإنترنت عبر حملات تثقيفية وتدخلات تعليمية مدروسة لتعريفهم بالنتائج السلبية المحتملة لسلوكهم هذا، سواء تجاه أنفسهم أو تجاه الضحايا (2).

المصادر:

1. Chawki M, El Shazly Y. Online Sexual Harassment: Issues & Solutions. JIPITEC – Journal of Intellectual Property, Information Technology and E-Commerce Law [Internet]. 2013 [cited 4 December 2021];2(71):71-86. Available from: هنا

2. Chawki M, Darwish A, Ayoub Khan M, Tyagi S. Sexual Harassment in Cyberworld. In: Chawki M, Darwish A, Khan MA, Tyagi S, ed. by. Cybercrime, Digital Forensics and Jurisdiction. Studies in Computational Intelligence, vol 593. Switzerland: Springer International Publishing; 2015. p. 65-78. Available from: هنا

3. Barak A. Sexual Harassment on the Internet. Social Science Computer Review. 2005;23(1):77-92. Available from: هنا