الطب > السرطان

صبغة الشعر مسؤولة عن ارتفاع خطر الإصابة بسرطان المثانة؟

ربطت دراسة حديثة في السويد ما بين تكرار صبغ الشعر والتمويج الدائم له (perm) وبين ارتفاع مستويات المواد المسرطنة في دم مصفّفي الشعر.

كانت دراساتٌ سابقة قد وجدت ارتفاع خطر الإصابة بسرطان المثانة عند مصفّفي الشعر، ويعتقد الباحثون أنّ هذه الخطورة المتزايدة تأتي من التعرّض إلى الأمينات العطرية المُسرطِنة الموجودة في بعض صبغات الشعر، والتي ارتبطت أيضاً بزيادة خطر الإصابة بلمفوما اللاهودجكن وسرطان الدم (اللوكيميا).

كانت هذه المواد المسرطنة موجودة في 89% من صبغات الشعر التجاريّة خلال سنوات السبعينات، وبعد ذلك تم سحبها تدريجياً من صبغات الشعر في الأسواق.

ولكنّ الدراسات، التي أجريت في الولايات المتحدة وتركيا لفحص منتجات الصبغات التجارية، كشفت عن استمرار وجود مستويات من الأمينات العطرية المسرطنة فيها.

أجرى الباحثون دراسة جديدة في قسم الطب المهني والبيئي بجامعة لوند السويدية، بهدف قياس تأثير التعرّض طويل الأمد للأرومات العطرية المسرطنة بين مصفّفي الشعر. فقاموا بجمع عينات دم من 295 مصفّفة شعر، و 32 شخصاً يستخدمون صبغات الشعر بشكل منتظم، و60 شخصاَ ممّن لم يستخدموا صبغات الشعر في العام الماضي.

كما جمع الباحثون بياناتٍ أخرى عن المشاركين مثل: هواياتهم اليومية، نمط الحياة، وظائف أو نشاطات أخرى يمكن أن تؤثر على نتائج الفحوصات.

وجود مادة التولويدين المسرطنة في عينات مصففات الشعر:

أشارت الفحوصات إلى وجـود مركّبات التولويدين toluidines المسرطِنة في دماء مصفّفات الشعر.

عموماً لم يختلف مستوى الأمينات العطرية بدرجة كبيرة بين المجموعات الثلاثة. ومع ذلك، كان مستوى الأمينات العطرية التي تُدعى أورتو- تولويدين و ميتا- تولويدين لدى مصففات الشعر في كل أسبوع تتناسب مع عدد مرات قيامهنّ بتطبيق الصبغة الدائمة فاتحة اللون للزبونات في ذلك الأسبوع .

ارتبط أيضاً استخدام مادة مساعِدة على تمويج الشعر الدائم بتراكيز أعلى من الأورتو- تولوين بالدم، وهو أمرٌ وصفه الباحثون ب "غير المتوقّع". كما لوحِظ من نتائج دراسة حديثة أنّ مركّب الأورتو-تولويدين مسؤولٌ عن زيادة خطر الإصابة بسرطان المثانة بين العاملين في مصنع للمواد الكيماوية.

لذا اقترح الباحثون أهمية تحليل مكوّنات مستحضرات صبغ وتمويج الشعر لمعرفة إذا كان استخدام هذه المواد سيؤدي إلى استمرار تعريض الناس للمواد المسرطِنة.

كذلك أخذت دراسة تركية على عاتقها مهمّة مماثِلة، حيث حلّلت 54 نوع صبغة شعر، ووجدت أنّ تراكيز الأورتو-تولويدين (o-toluidines) الموجودة في صبغات الشعر السوداء تعادل نحو خمسة أضعاف التراكيز التي تحتويها صبغات الشعر ذات اللون الأشقر الغامق، مما يدل على التباين الكبير بين المنتجات. وهذا يدعم النتائج التي تشير أن التراكيز العالية لهذه المركّبات قد تنشأ من منتجات معينة دون سواها.

وأخيراً يوصي الباحثون مصفّفي ومصففات الشعر بالتقليل من خطر التعرض لهذه المواد، عن طريق ارتداء القفازات أثناء صبغ الشعر، وكذلك القيام بالمهام التي لا يمكن فيها ارتداء القفارات (مثل قصّ الشعر) قبل تطبيق الصباغ.

المصدر:

هنا