الطبيعة والعلوم البيئية > علم البيئة

تنظيف النهر من البلاستيك يُعيد التماسيح إليه من جديد!

لم تكن التماسيح هي الحيوانات المفضلة لدى سنيها شاهي (Sneha Shahi) -طالبة الماجستير البالغة من العمر 23 عامًا التي تحب القراءة والرحلات إلى أماكن غير مستكشفة- ولكن في كلّ مرة ترى الآن واحداً تبتسم! إذ سمعت سنيها (Sneha) عن حملة تحدي (Tide Turner) البلاستيكي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة الذي وصل إلى أكثر من 225000 شابٍّ في 25 دولة في إفريقيا وآسيا ومنطقة البحر الكاريبي بتمويل من المملكة المتحدة منذ عام 2018 ثم قادت حملةً لتنظيف النهر القذر المحشوّ بالنفايات البلاستيكية الذي يَشقُّ طريقه عبر حرم جامعة ماهراجا ساياجيراو (Maharaja Sayajirao) في مدينة بارودا (Baroda) في ولاية غوجارات (Gujarat) الهندية.

كان للتخلص من البلاستيك في النهر نتيجةٌ غير متوقعة: عادت التماسيح مرة أخرى! (1).

أما عن هذه المبادرة؛ فقد طُوِّرت مؤخرًا شارة تحدي (Tide Turners) البلاستيكية بدعم وتمويل من وزارة البيئة والأغذية والزراعة التابعة لحكومة المملكة المتحدة بوصفها جزءاً من حملة تنظيف البحار التابعة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة لتثقيف الشباب بخصوص التلوث البلاستيكي وتشجيعهم على أداء دورٍ في حل مشكلات القضايا البيئية الملحة (2).

وتُعدُّ هذه المبادرة عنصرًا حاسمًا في تَعهّد الحكومة البريطانية عن طريق خُطّةٍ بيئية لمدّة 25 عامًا للتقليل من النفايات البلاستيكية في المحيطات. أما في الهند، تَدعمُ الحكومة هذه الحملة وسوف تنشرها عن طريق مايقارب 160000 مدرسة بيئية (1). وكما نَعلم أن التلوّث البلاستيكي هو المشكلة الأكثر انتشارًا من ناحية التأثير في بيئة الحياة البحرية، إضافةً إلى أنّه يُهدّد صحّة المحيطات، وصحّة الإنسان، والسياحة السّاحلية ناهيك عن مساهمته في عملية التغيّر المناخي (3).

وقد قرّرَ الفريق التركيز على طوفان نهر (Bhukhi Nala) الذي يتدفّق عبر أرض الجامعة والذي كان مسدودًا بالبلاستيك والنفايات الصلبة. ووجدوا أنّه رغم كونه مخنوقًا بالبلاستيك، ولكنّه يتَمتّع بالتنوّع الحيوي المذهل في مناطق معينة (1).

وفي أثناء التنظيف الأوليّ للنهر، أُزيلَ مايقارب 300 كجم من النفايات وفُرزت وأُعيد تدويرها. ونُظّفت المواد البلاستيكية وشُكّلَت لتصبح أوانٍ صغيرةً لزراعة النباتات ولتُستخدم في المزارع الصغيرة وتعلَّق على الحائط. أما المواد الزجاجية فقد أُرسلت ليُعاد استخدامها عن طريق عملية إعادة التدوير. مُدِّد المشروع وأزالت المجموعة إجمالاً 700 كجم من النفايات من مسافة 800 متر (1).

وقد عادت تماسيح سهل نهر الغانغ الهندي وسلاحفه مع انخفاض النفايات وتَحَسُّن الظروف الطبيعية في موائلها، والتي سَبَحَت فوق الرافد من النهر الرئيس في أثناء هطول الأمطار الموسمية، واستعادت الحياة النباتية والحشرات عافيتها أيضًا (1).

جدير بالذكر أن أكثر من 6.5 مليون طن من البلاستيك تدخل المحيطات سنويًا، يستخدم نصفها لتصميم موادَّ تستخدم مرة واحدة مثل أكياس التسوق والأكواب والقش وذلك ما يجعل المخلفات البلاستيكية العائمة حاليًا أكثر العناصر وفرةً من القمامة البحرية. تشكل نفايات البلاستيك أكثر من 80٪ من جميع المخلفات البحرية من المياه السطحية إلى رواسب أعماق البحار، واكتُشف البلاستيك على شواطئ جميع القارات ناهيك عن العثور على المزيد من المواد البلاستيكية بالقرب من الوجهات السياحية الشهيرة والمناطق المكتظة بالسكان (3).

ونظرًا إلى التأثير السلبي لتلوّث المياه عمومًا والبحار والمحيطات خصوصًا، نأملُ أن يُلهم هذا التحدّي الجميع ونبادر على نحوٍ فردي من أنفسنا أو عن طريق مجموعاتنا لتخفيف التلوث ما أمكن علَّ الحياة في مياهنا تعود إلى طبيعتها و يستعيد تنوّعُنا الحيوي عافيته!

المصادر:

1. Plastic clean-up brings crocodiles back to Indian river [Internet]. United Nations Environment Programme (UNEP). 2020 [cited 18 November 2021]. Available from: هنا

2. Tide Turners Plastic Challenge Badge [Internet]. UNEP - UN Environment Programme. [cited 18 November 2021]. Available from: هنا

3. Thushari G, Senevirathna J. Plastic pollution in the marine environment. Heliyon [Internet]. 2020 [cited 18 November 2021];6(8):e04709. Available from: هنا