كتاب > روايات ومقالات

مراجعة رواية "قبل أن تبرد القهوة": سافر وعُد قبل أن تبرد قهوتك.

وُلد الكاتب (توشيكازو كواغوشي) في أوساكا باليابان عام 1971م. وقد كتب المجموعة المسرحية (سونيك سنيل)، وأنتجها وأخرجها وقد اقتبس رواية (قبل أن تبرد القهوة) من إحدى مسرحياته، وقد صدر فيلمٌ من الرواية بالعنوان نفسه أيضًا.

تتحدث الرواية عن مقهى (فونيكولي فونيكولا) الذي انتشرت عنه قصة أنه يتيح لروّاده العودة إلى الماضي، اعتقد كثيرٌ من الناس أن ذلك ليس إلا أسطورةً للتسويق للمقهى؛ لأن القواعد التي يجب الالتزام بها للعودة إلى الماضي معقدةٌ، فإن عرف الزائر القاعدة الأولى كاد أن يتنازل عن الفكرة كليًّا، إذ إن أول قاعدةٍ تنص على أن العودة إلى الماضي لن تغير شيئًا في الحاضر، وبذلك يرى الزائر أن عودته إلى الماضي عديمة الجدوى، ومن الشروط الأخرى للعودة إلى الماضي أنه يجب الجلوس على كرسيٍّ محدد، ولا يمكن للعائد إلى الماضي أن يقابل إلا من قد زار المقهى من قبل. وهناك بعض القواعد الأخرى، فما هي في رأيكم؟

ولتكتمل غرابة ذلك المقهى فقد عُلِّقت على الحائط ثلاث ساعات كل واحدة منها تشير إلى توقيتٍ مختلفٍ. لا يعرف الزائر أيها تشير إلى الوقت الصحيح مالم ينظر إلى ساعة يده إن كان يرتدي واحدة. لا توجد في المقهى نوافذ؛ ما يجعل الزائر غير قادرٍ على تحديد إن كان الوقت صباحًا أو مساءً.

وتزداد صعوبة القواعد والشروط فتثير خوف الزائرين من استكمالها، وعلى الرغم من ذلك تظهر زائرةٌ تغلبت رغبتها في العودة إلى الماضي على خوفها من القواعد، وكانت رؤية حبيبها الذي ترك اليابان وسافر إلى أمريكا تدفعها إلى المضيِّ قدمًا.

وعلى الرغم من معرفتها أنها لا يمكنها تغيير أمر سفره لكنها عادت للقائه مرةً أخيرة، عرفت فيها السبب الحقيقي لسفره وانفصالهما، وهذ غيّر شعورها نحوه فباتت متعاطفةً معه بعد أن كانت حاقدةً عليه. وعنئذٍ نعرف فائدة ذلك الكرسيِّ المسافر عبر الزمن، فهو يساعد الإنسان على فهم الآخرين أكثر ويجعله متعاطفًا معهم.

 ونجد من رواد المقهى رجًلا يعاني من مرض ألزهايمر يريد العودة إلى الماضي ليعطي زوجته خطابًا، إذ إنه نسيها حاليًا ونسي أين توجد، ثم نكتشف لاحقًا أنها حيةٌ وأنها من رواد المقهى أيضًا. تخبر نادلةٌ من المقهى تلك الزوجة أن زوجها يريد تسليمها خطابًا، فتقرر الزوجة عندئذٍ أن تعود إلى الماضي لتستلم الخطاب وتعرف ما كُتب فيه. فهل ستنجح في العودة إلى اليوم الذي أراد فيه زوجها أن يسلمها الخطاب وهل تستلمه أم لا؟ وإن استلمته فكيف ستكون ردة فعلها عند معرفة ما فيه؟

 ومن القواعد الصعبة أيضًا الالتزام بالتوقيت، فإن قرر زائرٌ العودة لرؤية شخصٍ ميّتٍ هل سيستطيع الالتزام بالوقت المحدد أم أنه سينسى نفسه برؤية ذلك الشخص والحديث معه؟

 وإن لم يستطع الالتزام بالوقت المحدد هل سيتضرر من ذلك أم سيكون قادرًا على العودة إلى الحاضر مرة أخرى؟ 

عالج الكتاب هذه الحالة فقد سرد حكايةَ امرأةٍ عادت إلى الماضي لرؤية زوجها المتوفى وسرقها الحديث معه فنسيت الوقت المحدد. في رأيكم ما الذي حدث لتلك المرأة؟

تمتلئ الرواية بكثيرٍ من المشاعر المرهفة لجميع أبطالها، ومنهم النادلة التي يُفترض أن تكون مشاعرها محايدةً تجاه جميع الشخصيات، إذ نجدها تتعاطف أحيانًا مع من يقرر العودة إلى الماضي ليستكشف ما خفي عليه من قِبَل الشخص الذي يريد مقابلته.

صدر من الرواية ثلاثة أجزاء إلى الآن وهم (قبل أن تبرد القهوة) و (حكايات من المقهى) و (أمام التذكّر)، وتُرجم منها أول جزأين فقط إلى الإنجليزية ومن ثم إلى العربية، لذا يُفضّل إن كانت لغتكم الإنجليزية جيدةً أن تقرؤوها بالإنجليزية، فالترجمة العربية جيدةٌ ولكن ينقصها قليلٌ من السلاسة.

عرفنا أنَّ ذلك الكرسيَّ يُمكّن من العودة إلى الماضي، ولكن هل يمكنه السفر إلى المستقبل أيضًا؟ هذا ما سنترككم تكتشفونه إذا قررتم قراءة الرواية.

معلومات الكتاب: