الكيمياء والصيدلة > كيمياء

قد يكون الانحلال مؤلمًا!

يُعرّف الذوبان (Dissolution) بأنه العملية التي تنحل فيه المادة المُذابّة (solute) بطورها الغازي أو السائل أو الصلب في المُذيب (solvent) لتشكيل محلول، أما الانحلالية (Solubility) فهو أعلى تركيز من مادة مُذابة يمكن أن ينحل في مُذيب عند درجة حرارة معينة، وعندها يُعدّ المحلول مُشبعًا (1). 

تؤثر عدة عوامل في قابلية الانحلال؛ كتركيز المادة المُذابة، ودرجة حرارة النظام، وقطبية المُذيب والمُذَاب، ويُمثّل كلوريد الصوديوم -في حالتنا هذه- المُذاب، والماء هو المذيب (1).

وتعتمد إذابة مادة صلبة في سائل ما على التفاعل والتجاذب بين جزيئات السائل (المذيب) وجزيئات المادة الصلبة (المُذاب)، ويحدث الذوبان عندما يكون التجاذب بين جزيئات المُذيب والمُذَاب قويًّا كفايةً للتغلب على جذب جزيئات الماة المُذَابة لبعضها (2).

تُدعى الروابط الموجودة في مركبات الملح بالرابطة الأيونية لأنّ كلا العنصرين مشحونان؛ إذ يحوي الكلورايد (Cl) شحنة سالبةً والصوديوم (Na) شحنةً موجبة. وبالمثل فإنّ للماء طبيعة أيونية، ولكن تدعى روابطه بالرابطة التساهمية مع توضّع ذرتي الهيدروجين وشحنتهما الموجبة على إحدى طرفي الأكسجين ذي الشحنة السالبة. عندما يُخلط الملح مع الماء يذوب الملح لأنّ الروابط التساهمية في الماء أقوى من الروابط الأيونية الموجودة في جزيئاته، فينجذب الجانب الموجب الشحنة من جزيئات الماء إلى أيونات الكلوريد السالبة الشحنة، والجانب المشحون سالبًا من جزيئات الماء إلى أيونات الصوديوم الموجبة (3).

ويمكن تشبيهها بلعبة شد الحبل التي تفوز فيها جزيئات الماء في النهاية، بحيث تفصل أيونات الصوديوم عن الكلوريد مؤدية إلى كسر الرابطة الأيونية التي تجمعهما معًا، لتُحاط بعد ذلك ذرات الصوديوم والكلوريد بجزيئات الماء مُشكّلةً محلولًا متجانسًا (3).

هل خطر لك من قبل أن تكون هذه العملية الكيميائية التي تراها يوميًّا مُحزنة هكذا؟!

المصادر:

1. Xi Lu J, Tuppe C, Murray J. Biochemistry, Dissolution and Solubility. StatPearls Publishing LLC; 2021.  Available from: هنا_

2. Dissolving and Back Again - American Chemical Society [Internet]. American Chemical Society. 2020 [cited 15 October 2021]. Available from: هنا

3. Water molecules and their interaction with salt [Internet]. Usgs.gov. [cited 15 October 2021]. Available from: هنا