المعلوماتية > برمجيات

FLOC؛ تقنية Google الجديدة نحو ويب أكثر أمانًا

أمست مواقع الإنترنت في الآونة الأخيرة معرضًا لمختلف أنواع الإعلانات؛ ففي كل صفحة ويب تزورها ومع كل نقرة زر من لوحة المفاتيح تبرز أمامك مقتطفات إعلانية. ربما هذا أمر طبيعي في ظل الثورة التكنولوجية الرائجة في هذا العصر، ولكن ما يلفت النظر هو أنّ أغلب الإعلانات التي تعترض جولاتك على مواقع الويب تبدو وكأنها مصممة خصيصًا لك، بل وتصب في صميم اهتماماتك (1,2)، أليس أمرًا غريبًا؟

في الواقع ليست صدفة، إنها خوارزميات ذكية زُوِّدَت بها متصفحات البحث؛ تُدعَى ملفات تعريف ارتباط الطرف الثالث (Third party cookies)، غرضها تجميع بيانات عن سلوك زوّار المواقع من سجلات التصفح الخاص بهم، لِتُستَخدم هذه البيانات فيما بعد في تحسين عمليات البحث، وذلك بهدف إبراز أنسب الصفحات والإعلانات لكل مستخدم على حدى؛ مما يحقق مصلحة مشتركة لكلا الطرفين (1,2).

سبب النشوء

أثارت هذه التقنية المضافة إلى المتصفحات مخاوفَ عدد كبير جدًّا من المستخدمين (3-1)؛ إذ أظهرت الإحصائيات أنّ 72% من الأشخاص يعانون الشعورَ بانتهاك الخصوصية وعدم الأمان، وأنّ 81% منهم يخشون المخاطر التي قد تترتب على معرفة الشركات عن بياناتهم السرية، والتي قد تفوق الفائدة المتوقعة بالنسبة إليهم (1)، فما كان من شركة Google إلا أن استجابت لمطالب مستخدميها، وأضافت إلى متصفح Chrome نظامًا جديدًا أطلقت عليه Privacy Sandbox.

يقوم Privacy Sandbox على منهج التعلم الموحد للمجموعات  (FLOC (Federated Learning of Cohorts؛ الذي يعتمد على الاستغناء عن ملفات تعريف ارتباط الطرف الثالث، الأمر الذي من شأنه أن يجعل التصفح عبر الإنترنت أكثر أمانًا وخصوصية للمستخدمين (3-1).

البنية البرمجية

يستخدم المتصفح خوارزميات تعلم الآلة في تشكيل المجموعات، وذلك بناءً على المواقع التي يزورها المستخدم، وتعتمد هذه الخوارزميات في مبدئها على عناوين (URLs) الصفحات التي زارها المستخدم، أو محتوى تلك الصفحات.

إنّ الفكرة الأساسية في هذه الخوارزميات أنها تحتفظ بالمدخلات محليًّا (Locally) ضمن المتصفح؛ إذ يضمن المتصفح توزيع المجموعات جيّدًا، ويكون لكل مجموعة معرّفٌ محدد يشترك به المستخدمون في المجموعة الواحدة، وبناءً على هذا المعرّف تتحدد مجموعة المستخدم (4).

آلية عمل (FLOC (Federated Learning of Cohorts

إنّ آلية اختيار الإعلانات التي ستُعرَض للمستخدم عمومًا هي على ثلاثة عناصر رئيسة:

ويخزّن المتصفح هذه المعلومات عن كل مستخدم على نحو مستقل في ملفات تعريف الارتباط الثالث، وذلك في أثناء تصفّحه (4).

لكن مع ظهور تقنية الـFLOC المبنية على الذكاء الصنعي؛ أصبح سلوك المتصفحات يعتمد تشكيلَ مجموعة من المستخدمين الذين لديهم عادات تصفح متشابهة؛ إذ يمكن للشركات الإعلانية مراقبة سلوك المجموعات الكبيرة بدلًا من نشاطات الأفراد، ومن ثم يمكن أن يعتمد استهداف الإعلانات جزئيًّا على المجموعة التي ينتمي إليها الشخص دون أن يكشف عن معلومات شخصية للغاية عن كل مستخدم على نحو منفصل؛ مما أدى إلى ارتفاع الموثوقية ومعايير الخصوصية والأمان (1,2,4).

التطلعات المستقبلية

على الرغم من أنّ تقنية FLOC تُعدّ خطوة رائعة على طريق حمايةِ خصوصيةِ مستخدمي مواقع الويب لأنها تعتمد على بيانات إجمالية مشتركة عن المستخدمين عوضًا عن بياناتهم الفردية؛ ولكن لا يزال هناك بعض التخوفات من إتاحة هذه البيانات المشتركة أيضًا لدى بعض المستخدمين، ولذلك تسعى الشركة إلى بذل المزيد من الجهد على طريق رفع معايير الخصوصية إلى أقصى درجة ممكنة إرضاءً للمستخدمين. 

المصادر:

1.Google. 2021. Charting a course towards a more privacy-first web. [online] Available at: <هنا

2.Google. 2021. Building a privacy-first future for web advertising. [online] Available at: <هنا

3.Chromium Blog. 2021. Building a more private web: A path towards making third party cookies obsolete. [online] Available at: <هنا

4.GitHub. 2021. WICG/floc. [online] Available at: <هنا