الفيزياء والفلك > علم الفلك

أسرع جسم مقترب نحونا في هذا الكون

أغلب الكون يتسارع في الإبتعاد عنا وذلك بسبب أن نسيج الكون ذاته يتمدد محركاً المجرات معه باتجاه التمدد وبعيداً عنا. و الضوء القادم من هذه المجرات ينتقل إلينا عبر هذا التوسع الكوني الذي يؤثر على الأطوال الموجية لطيف تلك المجرات و تظهر انزياحا نحو الأحمر ( بسبب ابتعادها ) .

ولكن علماء الفلك قد اكتشفو صدفة انزياح نحو الأزرق ويعتبر اكبر انزياح مكتشف حتى الان و تم ذلك بدراسة ضوء صادر من تجمع نجمي يحوي ثقب أسود قد يكون دفع مجموعة النجوم تلك باتجاهنا وبسرعة فائقة .

الجدير بالذكر أن التمدد الكوني لا يظهر على مسافات كونية صغيرة فهو لا يظهر ضمن مجرات المجموعة المحلية المؤلفة من 75 مجرة من بينها درب التبانة، و أكبر مجرة في هذه المجموعة هي مجرة الأندروميدا التي تتحرك باتجاهنا و ذلك يظهر من الإنزياح نحو الأزرق في طيفها وتتقدم نحونا بسرعة 300 كيلومتر في الثانية .

ما يميز هذا الإكتشاف أن هذا الجسم يمتلك إنزياحا نحو الأزرق بحوالي 1026 كيلومتر في الثانية متجاوزاً بشكل جيد أسرع إقتراب مكتشف وهو لنجم في مجرة الأندروميدا وهي الأقرب من مجرتنا.

الفلكيون يقومون بالعادة بتسجيل سرعات كبيرة لأجسام تتجه نحونا من مسافات كبيرة و لكن تكون هذه التسجيلات عبارة عن إنفجارات وإندفاعات غازية متجهة نحونا و لكن هذه أول مرة يسجلون فيها تجمع نجمي يوضح إنزياح كبير نحو الأزرق بهذا الشكل.

كلاود ويل (المكتشف) و فريقه كانو يقومون بقياس إنزياح دوبلر لحشود نجمية حول المجرة الإهليليجية M87 و هي مجرة كبيرة تقع في مركز الحشد المجري قلب العذراء وتبعد 45 مليون سنة ضوئية وهذا المجموعة المجرية على عكس المجموعة المحلية ( ننتمي اليها ) و التي تحوي مجرتين كبيرتين هما درب التبانة و الأندروميدا. التجمع العنقودي العذراء يمتلك اعداد هائلة من المجرات الكبيرة.

و أيضا المجرة M87 تحوي أعداد كبيرة من الحشود النجمية الكروية و تسمى globulars وهي نوع خاص من التجمعات النجمية تتقارب فيها النجوم وتأخذ شكل كروي. فقط للمقارنة درب التبانة تحتوي فقط على 160 حشد نجمي كروي – globulars- اما M87 تحوي 10000 و أيضا مركز M87 هو عبارة عن ثقب أسود يمتلك كتلة تزيد بحوالي 6 الى 7 مليارات كتلة الشمس و للتذكير الثقب الأسود في مركز مجرتنا يزن 4 ملاين كتلة الشمس فقط .

في عام 2005 أعلن علماء الفلك عن اكتشاف نجم فائق السرعة تم إطلاقه بسبب الثقب الاسود المركزي لمجرة درب التبانة وذلك بناء على فكرة تم طرحها قبل حوالي 20 عام ، تقول الفكرة عندما يطوف نظام نجمي ثنائي بشكل قريب جدا من ثقب أسود فأحد النجوم سوف يجذب إلى داخل الثقب الأسود مما يسبب خسارة كمية كبيرة من الطاقة، ولتحقيق انحفاظ الطاقة النجم الثاني سوف ينطلق مبتعدا بسرعة عالية .

و هناك افتراض آخر يمكن أن يستخدم لتفسير ما لاحظه فريق كالاودويل ( لأول تجمع نجمي فائق السرعة ) يسمى تفسير ثلاثة اجسام

فإذا كان الثقب الأسود لمجرة m87 يتكون فعليا من ثقبين أسودين يدوران حول بعضهما. يمكن لهما أن يطلقوا مجموعة عنقودية من النجوم. حيث أن جاذبية التجمع النجمي يجبر الثقبين الاسودين على الإقتراب قليلا من بعضهما بالتالي التغير الطاقي الذي ينتج من هذا الاقتراب ينتقل الى التجمع مما يكسبه سرعة عالية يبتعد بها عن الثقبين الاسودين، إذا كان الإندفاع بناحيتنا يكتسب الطيف بالتالي انزياحا نحو الأزرق ، حتى ولو كان الحدث يجري في مجرة تمتلك انزياح نحو الأحمر يدل على أنها تبتعد عنا بسرعة تصل الى 1307 كيلومتر في الثانية !

هذا الاكتشاف يعطي لنا فكرة جديدة عن مركز المجرات وامكانية احتوائها على ثقب اسود مزدوج وقد يفسر ضخامة بعض المجرات كـ m87 والاندماج المجري و الكثير من الامور حول الحشود المجرية وسرعة بعض الحشود المجرية المنطلقة نحونا .

المصادر:

هنا

هنا