الموسيقا والانتحار: الوجه المظلم للموسيقا

الموسيقا الريفية (Country Music):

ربطت دراسة -أجراها الباحثان (Steven Stack) و(James Gundlach) عام 1992- المدنَ ذات البث الأطول للموسيقا الريفية على الراديو بمعدلات انتحار أعلى من غيرها عند البيض؛ إذ إنَّ مستمعي هذا النمط أغلبهم من البيض (1).

ويعود السبب إلى مواضيع الأغاني الريفية المرتبطة بمواضيع اجتماعية تُعد معززة للانتحار؛ كالطلاق والإدمان على الكحول والأعمال المرتبطة بالعُزلة؛ كأغنية دايف دادلي (Dave Dudley) "ستة أيام على الطريق" (six days on the road)، والتي تتحدث عن الأعباء التي يتحملها سائقو الشاحنات (1).

موسيقا الروك/الميتال (Rock/Metal):

وجدت دراسة نُشرت عام 1993 أنَّ تفضيل موسيقا الروك/الميتال في العينة المدروسة مُرتبط بالأفكار الانتحارية وإيذاء النفس المُتعمد والاكتئاب والانحراف وتعاطي المخدرات، بالإضافة إلى الاضطرابات الأسرية (2).

ووُجِد أنَّ أثر موسيقا الروك/ميتال في الإناث كان من حيث شعورهن بالحزن بعد الاستماع إلى موسيقاهن المفضلة، ويدل ذلك على مؤشرات قابلية الخضوع لأفكار وأفعال الانتحارية (2).

وقد ارتفعت مُعدلات الانتحار في ثمانينيات القرن الماضي، واتُهمت موسيقا Heavy metal بحادثتي انتحار عام 1984 و1985، فرفع أهل المنتحرين قضايا إلى المحكمة مُتهمين الموسيقيين بتحريض الشباب على الانتحار، ولكنَّ القضاة وقفوا إلى جانب الموسيقيين في كلٍّ من الحالتين (3).

وتشير الدراسات إلى أنَّ مستمعي Heavy metal قد ينغمسون في نمط حياة أخطر من الأشخاص الذين يستمعون إلى الأنماط الأخرى من الموسيقا؛ ممَّا يزيد من تقبُّلهم لفكرة الانتحار الذي يرفع من خطر حدوثه على نحوٍ أكبر(3).

وقد احتل الموسيقيون -إحصائيًّا- المرتبة الأخيرة من حيث عدد المنتحرين بين الفنانين الآخرين؛ ممَّا يعكس إمكانية وجود تأثير للموسيقا يقي من الانتحار، بالإضافة إلى قدرة الموسيقا على تحسين الصحة الجسدية والنفسية (5,4).

وفي النهاية، لا يمكن أن نقول إنَّ سبب انتحار أحدهم يعود إلى مُسبب واحد (3).

والارتباط لا يعني السببية، ففي الأمثلة السابقة جميعًا نتحدث عن ارتباط عامل ما بالنتيجة ولم يُذكر أنَّها مُسببة له.

المصادر: