الفلسفة وعلم الاجتماع > ألـبـــومـات

السِّينما؛ مرآة الفلسفة المعاصرة!

تُعدُّ فلسفةُ الأفلامِ أحدَ فروع فلسفة الفن المعاصرة، وكان الفلاسفة من أوائل من نشر دراساتٍ عن هذا النوع الجديد من الفن في العقود الأولى من القرن العشرين. ولكن هل بإمكان السينما أن تقدم فلسفةً؟ اذكروا لنا بعض الأفلام الفلسفية التي تنصحون بمشاهدتها..

بدأ تمثيل الفلسفة في السينما خلالَ العقودِ الأولى من القرن العشرين ويُعزى هذا النموّ إلى تطوّر الفلسفة نفسها بوصفها مجالًا أكاديميًّا وبسبب الدور الثقافي للأفلام عمومًا لتصبح فلسفة الأفلام فرعًا في علم الجمال.

ولمصطلح «فلسفة الأفلام» معنيان: المعنى الأول هو أن يكون الفيلم موضعًا للبحث الفلسفي أما المعنى الثاني هو أنّ الفيلم ذاته يساعد في تطوير نوعٍ معينٍ من التفكير الفلسفي.

ولكن ظهرَ تشكيكٌ بأحقية تصنيفها ضمن الفنون لسببين: 

أولًا: حيازتها مكوناتٍ فجَّةٍ أو سوقيّة؛ نتيجةً لكون بدايتها صيغةً للثقافة الشعبية، خلافًا للفنون الأُخرى من مسرح ورسم.

ثانياً: بدا أنّ السينما تستعيرُ كثيرًا من الفنون الأخرى؛ إذ كانت الأفلام الأولى بالنسبة لكثيرينَ مجرَّدَ إضافاتٍ بسيطةٍ على الأداء المسرحي أو الحياة اليومية مع وصولها لعدد مشاهدات أكبر من الأعمال التي تؤدى مباشرةً.

ولكن جيل دولوز يرى أنَّ السينما أعلى مرتبةً من الفنون الأخرى، لأنها تجمع الوقت والحركة بالضرورة، وأنَّ السينما هي ممارسة وجودية بحد ذاتها فهي لا تمثل الواقع ببساطة ومن هنا يجب عدّها فلسفةً لكونها تشكّل مفاهيمها الخاصَّة.

ولأنَّ الأفلامَ بإمكانها تقديم تصوراتٍ فلسفيّةً خاصَّةً بها؛ يرى بعض الفلاسفة أن باستطاعتها أن تكون وسيطًا للفلسفة، وأنه بإمكانها أن تكون مصدرًا للمعرفة ومساهِمةً محتملةً في الفلسفة ذاتها؛ لكون الفلسفة معنيَّةً بالشك والطرائق المتعددة التي تُوظَّف لتجاوزه.

ومن الطرائق التي يمكن للأفلام أن تنتهجها لتقديم ما هو فلسفي؛ هي التجارب الفكرية التي تتضمن تخيَّلَ سيناريوهاتٍ مختلفةٍ لوقوع الأحداث، إذ بمقدور الأفلام أن تعمل بصفتها تجاربَ فكريةً فلسفية، وبذلك تُصنَّف على أنها فلسفية.

ويرى بعضهم أيضًا أن الفيلم واقعٌ وليس مجرَّدَ تمظهراتٍ لخيالات؛ لأنه قادرٌ على التقاط واقعٍ أصيلٍ مستقلٍ عن الذاتية الإنسانية، لأنَّ الفيلم تمثيل للعالم وليس أطروحةً عنه؛ فأي موقفٍ وجوديٍّ موجودٍ في هذا التمثيل يجعل من الفيلم ظاهرةً فلسفيةً أيضًا.

وهكذا تستمر السينما في التأثير في حياتنا بسبب ما تثيره من أسئلة، ولكونها تجعل الوعي البشري منغمسًا بالعالم؛ فهي أكثر من نَصٍّ وكتاباتٍ مما يجعل من المتوقع أن تكون مجالًا أكثر حيويَّةً وأهميَّةً في البحث الفلسفي.

المصادر:

هنا