الكيمياء والصيدلة > علاجات صيدلانية جديدة

هل أوصلنا اليأس إلى استخدام أدوية حيوانية لعلاج COVID-19؟

يبدو أننا سنعيش مع COVID-19 إلى الأبد! ونظرًا إلى عدد الوفيات التي حصلت بسبب المرض، فليس من المفاجئ أن يلجأ بعض المستهلكين إلى الأدوية التي لم تعتمدها أو ترخصْها إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية (FDA)، فقد لوحظ أنّ هناك اهتمامًا متزايدًا بدواء يدعى "إيفرمكتين Ivermectin" للوقاية من COVID-19 أو لعلاجه، وقد تلقت (FDA) تقاريرَ عدةً لمرضى احتاجوا عناية طبية بما فيها دخول المشفى بعد تناولهم ذاتيًّا الإيفرمكتين المخصص للمواشي (1).

إيفرمكتين دواءٌ مضاد للطفيليات أظهر فعالية مضادة للفيروسات ضد مجموعة واسعة منها. وافقت (FDA) على استخدامه لعلاج الأشخاص المصابين بداء الأسطوانيات المعوي (intestinal strongyloidiasis) وداء كُلاَّبِيَّةِ الذَّنَب (onchocerciasis)، وهما حالتان تسببهما الديدان الطفيلية، إضافة إلى الموافقة على بعض الأشكال الموضعية للإيفرمكتين لعلاج الطفيليات الخارجية مثل قمل الرأس، وللحالات الجلدية مثل الوردية (rosacea) .(1-3)

وأُقرّت الموافقة أيضًا على استخدام بعض أشكال الايفرمكتين الحيواني للوقاية من أمراض الديدان القلبية، ولعلاج بعض الطفيليات الداخلية والخارجية عند الحيوانات، وهذه المنتجات مختلفة عن التركيبات المخصصة للاستخدام البشري وآمنة عند استخدامها مع الحيوانات فحسْب كما وُصِف (1).

اقترحت بعض الدراسات مؤخرًا إمكانية تثبيط الإيفرمكتين لتضاعف (SARS-CoV-2)، فأجريت الدراسات للتحقق من إمكانية استخدامه كعلاج لـ COVID-19، غيرَ أن الـFDA لمّا توافق على استخدامه، وأوصت WHO بعدم استخدامه على مرضى COVID-19 إلا في التجارب السريرية (2,3).

تكمن المشكلة الرئيسة باستخدام البشر للإيفرمكتين المخصص للحيوانات في أنّ هذه الأدوية غالبًا ما تكون عالية التركيز بسبب استخدامها للحيوانات الكبيرة مثل الخيول والأبقار مما يجعلها شديدة السمية عند البشر. من جهة أخرى، فإنّ معظم المكونات غير الفعالة في المنتجات الحيوانية غير مخصصة للاستخدام البشري أو تكون بكميات أكبر من المسموح به، إضافة إلى أنه من غير المعروف كيف ستؤثر هذه المكونات في امتصاص الإيفرمكتين في جسم الإنسان (1).

يُعدّ استخدام الإيفرمكتين الحيواني للوقاية من COVID-19 أو علاجه عند البشر أمرًا خطيرًا، وعمومًا يجب عدم استخدام الأدوية المخصصة للحيوانات على البشر إطلاقًا.

وفي الختام، يُعدّ الحصول على اللَّقاح من أكثر الطرق فعالية للوقاية من COVID-19 والحد من انتشاره، إضافة إلى اتباع إرشادات (CDC) الحالية (1).

المصادر:

1. Why You Should Not Use Ivermectin to Treat or Prevent COVID-19 [Internet]. U.S. Food and Drug Administration. 2021 [cited 7 September 2021]. Available from: هنا

2. Ivermectin Uses, Side Effects & Warnings - Drugs.com [Internet]. Drugs.com. 2021 [cited 7 September 2021]. Available from: هنا

3. Mudatsir M, Yufika A, Nainu F, Frediansyah A, Megawati D, Pranata A et al. Antiviral Activity of Ivermectin Against SARS-CoV-2: An Old-Fashioned Dog with a New Trick—A Literature Review. Scientia Pharmaceutica [Internet]. 2020;88(3):36. Available from: هنا