العلاج التجانسي

يعدُّ العلاج التجانسي نوعًا من أنواع العلاجات البديلة التي يتبعها بعض المرضى وخاصة مرضى السرطان، ولكن لا توجد دراسات تثبت فعالية هذا العلاج، ومع ذلك يستخدمه بعض المرضى بدلاً من العلاج الأساسي لحالاتهم المرضية! (1).

ظهرَ هذا النوع من العلاجات منذ قرابة 200 سنة على يد الطبيب الألماني صموئيل هانيمان Samuel Hahnemann الذي لم يكن راضيًا عن علاجات الطب حينذاك، حتى حدث وتناول جرعات مخففة من نبات الكينا -المستخدم في علاج الملاريا- مما سبب له أعراض متقطعة وشبيهة بأعراض الإصابة بحمى الملاريا، حينها اقترح صموئيل بأنَّه يمكننا استعمال أيَّ مادةٍ ضارة (سم أو مادة ممرضة أو مسببة للحساسية أو لأي آثار غير مرغوب بها) وأخذ جرعة مخففة جدًّا منها سيساعد على الشفاء من المرض الأساسي، ومن هنا ظهرت فكرة العلاج التجانسي (العلاج بالمثل) (1)(2)(3).

يحاول ممارسو العلاج التجانسي إثبات فكرتهم عن طريق تشبيهها بمبدأ اللقاحات في الجسم، التي تعتمد على إعطاء جرعات صغيرة من مسببات الأمراض المعدية لاكتساب المناعة ضدها، لكن لا يعد هذا المقياس صحيحًا؛ إذ تتضمن اللقاحات جرعات قابلة للقياس وتعمل اللقاحات وفق آليات معروفة لا يمكن مقارنتها بتاتًا بالعلاجات المثلية (3).

تجدر الإشارة إلى أنَّ موضوع العلاج التجانسي لطالما أثار جدلًا في الأوساط العلمية لأسباب عدة؛ أهمها أنَّه كلما انخفضت جرعة الدواء ازدادت فعاليتها، ولكن -وكما نعلم- فالتمديد المفرط للمواد الفعالة -في بعض الأحيان- يجعل الجرعات خالية تمامًا منها (1).

ختامًا، يستخدم بعض المرضى العلاج التجانسي لأنَّه حسب رأيهم قد ساعدهم على الشعور بصحة أفضل، لكن حتى الآن لا يوجد أي دليل واضح على فعاليته في علاج أيَّة حالة صحية، ويعزي المختصون الفرقَ الذي قد يلاحظه المريضُ أحيانًا بعد تعاطيه العلاج التجانسي إلى Placebo (علاج وهمي لا يحوي مواد فعَّالة)؛ أي إنَّ تأثيره يقتصر على الجانب النفسي فقط (2)، وقد حذرت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA في عام 2017 من منتجات العلاج التجانسي، ونصحت بالتعامل معها بحذر شديد كونها مجهولة المصدر(1).

المصادر: