الجغرافيا البشرية والعلوم الإقليمية > الجغرافيا السياسية

فرنسا تغضب من أستراليا - اتفاقية (AUKUS)

تداولت وسائل الإعلام في شهر أيلول (سبتمبر) من العام 2021م قرار الحكومة الأسترالية بالتخلي عن طلبية غواصات بمليارات الدولارات من فرنسا والاستعاضة عنها بالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا لأداء هذه المهمة، ممَّا أثار غضب فرنسا وتسبَّب بأزمة دبلوماسية غير مسبوقة (1).

ونقلت وسائل الإعلام أنَّ هذه الاتفاقية أثارت غضب الصين أيضًا، وهي القوة الرئيسية الصاعدة في منطقة (Indo-Pacific) المحيطين الهندي والهادئ (1)؛ إذ انتقدتها بشدة ووصفت الاتفاقية بأنها غير مسؤولة وضيقة الأفق، ويُنظر إلى هذه الاتفاقية على أنها محاولة لمواجهة نفوذ الصين (2).

وتُعدُّ منطقة المحيطين الهندي والهادئ ذات أهمية شديدة لأستراليا، لأنها تشمل جميع المناطق البحرية المحيطة بها، وتولي أستراليا اهتمامًا طويل الأمد بجنوب غرب المحيط الهادئ، ويُنقل الجزء الأكبر من صادراتها إلى الشمال في جنوب شرق آسيا، وتعد أستراليا استقرار هذه المنطقة وسيادة النظام فيها أمرًا حيويًّا، أما غربًا فتهتم أستراليا بالهند والمحيط الهندي بتزايد، ممَّا يعكس النشاط  المتنامي على طول الساحل الغربي للبلاد (3).

صرَّحت الحكومة الأسترالية أنَّ هذه الاتفاقية الثلاثية المسمّاة (AUKUS)؛ اختصارًا لأسماء الدول الثلاث أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، تؤسِّس لعلاقات مستمرة وطويلة الأمد، وستمكِّن الدول الثلاث من تعميق التعاون في مجموعة من المجالات والمقدرات الأمنية والدفاعية، وستركِّز الجهود الأولية على المقدرات الإلكترونية والذكاء الصنعي وتقنيات الكم والمقدرات الإضافية تحت سطح البحر. تحصل أستراليا بموجب هذه الاتفاقية على تكنولوجيا الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، إضافةً إلى الاستفادة من خبرة الولايات المتحدة وبريطانيا الطويلة في هذا المجال، وستتلقَّى ما لا يقل عن ثماني غواصات تعمل بالطاقة النووية (4).

وقد أُبرِم الاتفاق الملغى بين فرنسا وأستراليا في العام 2016م لبناء أسطول الغواصات الأسترالي المستقبلي بعد اختيار مجموعة نافال (Naval Group) الفرنسية (DCNS سابقًا) لتصميم وتعبئة الغواصات المستقبلية (5).

تُعدُّ مجموعة نافال من الشركات الأوروبية الرائدة في مجال الدفاع البحري، ويتعدَّى دورها في تصميم وإنتاج ودعم الغواصات وسفن السطح إلى تقديم الخدمات لأحواض بناء السفن والقواعد البحرية، إضافةً إلى تقديم مجموعة واسعة من حلول الطاقة المتجددة البحرية (6).

صرَّحت أستراليا بعد توقيعها للاتفاقية بأنها تشاطر فرنسا التزامًا مشتركًا بنظام عالمي محكوم بالقواعد، والذي وفَّر الاستقرار والازدهار لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، وتتطلَّع أستراليا إلى مواصلة العمل الوثيق والإيجابي مع الفرنسيين؛ إذ تُعد فرنسا صديقًا وشريكًا رئيسيًّا لأستراليا ولمنطقة المحيطين الهندي والهادئ (4).

ومن الجدير بالذكر أنَّ سياسة أستراليا الدفاعية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ محكومة بالتهديد الملموس للتأثير الصيني في المنطقة والتراجع النسبي لتأثير الولايات المتحدة الأمريكية فيها (7).

ولكن ماذا عن الغضب الصيني؟ شاركونا آراءكم.

المصادر:

1_Kelly L, Mair J. Australia defends scrapping of French submarine deal, Macron and Biden to talk [Internet]. Reuters. 2021 [cited 21 September 2021]. Available from: هنا

2_Aukus: China denounces US-UK-Australia pact as irresponsible [Internet]. BBC News. 2021 [cited 21 September 2021]. Available from: هنا

3_An Australian vision of the Indo-Pacific - Through a Strategic and Maritime Lens [Internet]. Royal Australian Navy; 2019 [cited 21 September 2021]. 6 p. Available from: هنا

4_Australia to pursue nuclear-powered submarines through new trilateral enhanced security partnership | Prime Minister of Australia [Internet]. Pm.gov.au. 2021 [cited 21 September 2021]. Available from: هنا

5_Australia and France sign future submarine Inter-Governmental Agreement [Internet]. Parliament of Australia. 2016 [cited 21 September 2021]. Available from: هنا

6_About Naval Group Australia – Naval Group Australia [Internet]. Naval-group.com.au. [cited 21 September 2021]. Available from: هنا

7_Flint C. Putting the “geo” into geopolitics: a heuristic framework and the example of Australian foreign policy. GeoJournal [Internet]. 2021 [cited 22 September 2021];. Available from: هنا