الغذاء والتغذية > رحلة الغذاء

نحن بأمسِّ الحاجة إلى الحد من هدر الطعام، لكن كيف؟

يحدث كثيرًا ألّا نكمل طبق الطعام الخاص بنا ونتخلص من الطعام المتبقي، أو أن نرمي الطعام الموجود في الثلاجة لكونه بقي فيها أيامًا طويلة وأصبح غير صالح للاستهلاك، أو نحضّر كميات كبيرة من الأطعمة في أوقات الولائم والاحتفالات ونرمي ما تبقّى منها، كل هذه الممارسات والسلوكيات الخاطئة ستؤدي لهدر كمياتٍ كبيرةٍ من الطّعام، ونحن لا نتحدّث هنا عن كمياتٍ قليلة ليست ذات تأثير، بل إننا نتحدث عن كمياتٍ كبيرةٍ من الأطعمة المهدورة في المنازل والمطاعم وحتى متاجر الأطعمة والمحاصيل الزراعية المتبقية في الحقول دون استهلاك (1).

فمثلًا في الولايات المتحدة، يبقى ما نسبته 40% من الطعام دون استهلاك، وينتهي الأمر بقرابة 95% من الأطعمة المهملة في مكب النفايات، وفي عام 2014، نتج أكثر من 38 مليون طن من نفايات الطعام، مع تحويل ما لا تتجاوز نسبته 5% من تلك النفايات إلى سماد (2).

ويمكن أن يحدث هدر الطعام رئيسيًّا إما لخسارته قبل وصوله إلى المستهلك بسبب خللٍ في الإنتاج وإما بالتخزين أو المعالجة، وإما للتخلص المتعمّد منه من قبل المستهلك رغم كونه صالحًا للاستهلاك (2).

وقد لا يكون هناك إمكانية دائمًا لحفظ جميع الأطعمة المُهدرة وتناولها، لكن ثبت أنه یمكن الحد من ھدر الطعام حدًّا كبيرًا وخاصة في المنزل، وفي هذا فائدة في تقليل التكاليف العامة سواء في مراحل إنتاج الطعام ومعالجته أو بعد شرائه وتخزينه في المنازل، واستفادة أكبر للأفراد من الموارد الغذائية، وتقليلٍ من التلوث البيئي (1,2).

ولعلّ أفضل مكان للبدء بتغيير سلوكياتنا ھو المطبخ، لذا إلیكم بعض النصائح التي ستساعدكم على ذلك:

- التخطيط للوجبات التي ستتناولها بحسب المكونات المتوفرة لديك لتستهلك أكبر قدر من تلك المكونات قبل تلفها، وفي حال الحاجة لمكوناتٍ إضافية فاكتب قائمة بهذه المكونات لئلا تشتري ما لا تحتاج إليه، واشترِ فقط الكمية التي تحتاج إليها من الأطعمة السريعة التّلف (مثل الفاكهة والخضروات الطازجة واللحوم ومنتجات الألبان والمأكولات البحریة)، وتحقق قدر الإمكان من صلاحية المنتجات الغذائية الطازجة للاستهلاك من حيث الرائحة والبنية وحتى النكهة إن أمكن (1,3,4).

- صنع أطعمة وأشربة تحتوي على بقایا الطعام المتوفرة، وفيما يأتي بعض الاقتراحات:

- متابعة العمر الافتراضي للأطعمة، فعدید من الأطعمة والمشروبات التي نشتريها من المتاجر تحتوي تاریخًا يشیر إلى وقت انتهاء صلاحيتها، ورغم أنّ ھذا التاریخ يشیر إلى جودة المنتج، فھذا لا یعني بالضرورة أنه یجب التخلص منھا ورميها، فقد نرى عبارات مثل "استخدمها قبل تاريخ..." أو"يفضَّل استخدامها قبل تاريخ..." على بعض الأطعمة مثل الخردل أو الصلصات أو الكاتشب، وهذه المنتجات لا تحتاج عادة إلى التّبرید إلى أن يفتحھا، وفي حالات كثيرة لا يشكّل تناولھا بعد التاریخ المدوّن أي خطر في حال تخزینھا بالشكل الصحيح، وفيما يخص الأطعمة القابلة للتلف مثل اللحوم ومنتجات الألبان، فيمكن استهلاكها بعد أیام قلیلة من ذلك التاریخ فيما لو خُزِّنت بدرجة حرارة آمنة (1).

- الوعي الكافي بسلامة الغذاء، فمن الضروري تمييز الطعام الجيد من الفاسد لمعرفة ما يمكن استهلاكه وما يجب التخلص منه، وفيما يأتي بعض الإرشادات التي يمكن اتباعها:

- محاولة تناول الطعام ضمن الحد اللازم بالانتباه لحجم الوجبات، وطلب كمیات أصغر من الأطعمة والمشروبات عند تناول الطعام خارج المنزل، أو طلب وعاء فارغ في بدایة الوجبة لسكب الطعام فيه (1,4).

- التخلص من الأطعمة الفائضة بحكمة قدر الإمكان، مثل التبرع بالأطعمة الفائضة التي لا تزال صالحة للأكل إلى مخزن طعام محلي أو لأي مأوى، أو تحويل الأطعمة إلى أسمدة للنباتات (1,3,4)، أو أطعمةٍ للحيوانات (2).

- إذا كنت أحد أولئك الذين يعملون في مجال التجارة بالأطعمة وتصنيعها، فإن لك دورًا في تقليل هدر الأطعمة أيضًا، وذلك بإيجاد أفضل الشروط في التصنيع والتخزين، كذلك يمكن أن يكون للحكومات والسلطات دورٌ فعال عن طريق منع هدر الأطعمة وإطلاق حملاتٍ للتوعية (2).

المصادر:

1. National Nutrition Month Toolkit [Internet]. Eatright.org. 2021 [cited 24 August 2021]. Available from: هنا
2. Food Waste [Internet]. The Nutrition Source. 2021 [cited 24 August 2021]. Available from: هنا
3. Tackling Food Waste at Home [Internet]. The Nutrition Source. 2021 [cited 24 August 2021]. Available from: هنا
4. Reducing Wasted Food At Home | US EPA [Internet]. US EPA. 2021 [cited 24 August 2021]. Available from: هنا