هل غشاء البكارة دليل على عذرية الإناث؟

تَلْقى العديد من الضحايا الإناث -في كل عام- حتفهن بأبشع الطرائق، بسبب ما يُعرف بجرائم الشرف المتعلّقة بالمعلومات المجتمعية السائدة والمغلوطة عن غشاء البكارة.

غشاء البكارة علميًا هو نسيجٌ متبقٍ على حافة فتحة المهبل في أثناء التشكّل الجنيني للجهاز البولي التناسلي عند الأنثى، ولا توجد له أي وظيفةٍ طبيةٍ أو فيزيولوجية أخرى (1-3).

لا يمكن عَدُّ تمزق نسيج غشاء البكارة دليلًا على عذرية الأنثى بسبب طبيعته الفيزيولوجية المرنة التي تسمح له بالتمدد، حتى من دون أن يتمزق في أثناء ممارسة الجماع لدى بعض الحالات، وبسبب أشكاله أيضًا. إذ له أشكالٌ هلالية أو حلقية، وغير سادٍّ على نحوٍ تامٍ لفتحة المهبل، مثل بعض الحالات النادرة التي تحتاج إلى شقٍّ جراحي حتى يتمزّق النسيج (1-3).

ويُعدُّ عرفيًا أن الألم في أثناء ممارسة الجماع لأول مرة دليلًا على تمزق غشاء البكارة أيضاً، لكن هذه معلومةٌ مغلوطةٌ لأسبابٍ عديدة سنشرحها باختصارٍ وافٍ:

قد يتمزق غشاء البكارة لأسباب عديدة غير ممارسة الجنس، مثل ركوب الدراجة أو ركوب الخيل، أو استخدام الفوط الصحية المهبلية في أثناء الدورة الشهرية أو ما يُعرف ب tampons، أو الإستمناء، أو رياضة التسلق أو الجمباز والرقص.

أو حتى لأسبابٍ طبيةٍ مثل الفحص الشعاعي داخل المهبل أو أخذ مسحةٍ طبيةٍ لعنق الرحم (1-3).

- كثيرٌ من النساء لا تتألم ولا تشعر إطلاقًا بتمزق نسيج غشاء البكارة بسبب طبيعة النسيج الفيزيولوجية التي تمتلكها أو بسبب عدم وجوده أساسًا.

- يتمزق غشاء البكارة عند كثيرٍ من النساء من دون نزيفٍ أيضًا في أثناء ممارسة الجنس لأول مرة.

لأجل كل تلك الأسباب مجتمعةً، لا يمكن لأي فحصٍ طبي أن يحدد عذرية المرأة، ولا يوجد أي مفهوم طبي للعذرية (2,3).

بعد قراءة هذا المقال، سوف يراود العديد من النساء المتابعات لموقع شبكة الباحثون السوريون السؤال الآتي: هل يمكنني التأكد بنفسي من شكل ووجود غشاء البكارة؟

الإجابة هي: لا عزيزتي، لا يمكن فحص غشاء البكارة لا باللمس ولا حتى باستخدام مرآةٍ وضوء كشاف. والسبب هو صِغر وعمق الفتحة المهبلية ولون غشاء البكارة المماثل لها مما يجعل من المستحيل تمييزه عن باقي نسيج المهبل بالفحص الشخصي (3).

المصادر: