الشرائح الدماغية هل هي أمل جديد أم حلقة سوداوية أُخرى من مسلسلات الخيال العلمي؟

"المستقبل سيكون عجيباً " 

هذا ما قاله إيلون ماسك عن رقاقة الدماغ link التي تطورها شركته  neuralink، فقد أجرت تجاربها على عدد من حيوانات مخابرها. فما هي هذه الرقاقات وهل سيكون موعد لقائنا مع هذه الشرائح في المستقبل القريب (1)؟ 

يكمن مبدأ عمل هذه الشرائح بزرع إلكترودات تقرأ وتحاكي النشاط العصبي في الزمن الحقيقي داخل قشرة الدماغ؛ إذ تسجّل نشاط العصبونات في  المنطقة المزروعة فيها، ثم تستخدم البيانات التي استخلصتها من العصبونات لإرسال أوامر إلى جهاز الحاسب (1).

يمكن تحريك المؤشر على الحاسب أو كتابة بعض النصوص فقط بالاعتماد على إشارات عصبية من الدماغ، وصولاً إلى تحريك ذراع روبوتية لإنجاز بعض المهام البسيطة على الرغم من عدم قدرة مستخدمها على تحريك أطرافه (2,3).

ما يميّز شرائح نيورلينك بأنها مصنوعة من الذهب ومغطاة بمادة البوليمر المعالجة، ولكونها أصغر وأكثر مرونة من قريناتها، إذ تبلغ سماكة إلكترودٍ واحدٍ من 0.004 mm حتى 0.006m 

(Thread thickness is nominally 4 to 6 μm)، جاعلة من السهل بمكان استهداف مناطق محددة من الدماغ، وذلك مع تمتعها بمرونة عالية وتوافق حيوي مع نسيج الدماغ مستخدمةً منفذ USB c لنقل البيانات وتغذيتها بالطاقة (1).

مع مسؤولية كبيرة كهذه في صنع الشرائح الدماغية تأتي مسؤوليات أكبر تتضمن دقة زرعها داخل الجمجمة، فطُوِّر روبوت ذو إبرة مزود بكاميرا وإضاءة تسمح له بزرع إلكترودات هذه الرقاقات المتناهية في الصغر (1).

هذه الشرائح يمكن من خلالها تسهيل إمكانية التواصل للمرضى ذوي الإعاقات الطرفية والشلل وتوفيرها مع العالم الخارجي، مع احتمالية كبيرة بأن تسمح هذه التكنولوجيا لهم بالمشي من جديد (1,2). 

ومثالٌ على ذلك  في عام 2008 درّب باحثون قردة المكاو على أن يطعموا أنفسهم باستخدام ذراع روبوتية (3) .

ومن يعلم، ربما سيأتي اليوم الذي تصبح فيه هذه الرقاقات قادرة على تحميل ذكرياتنا وتنزيلها على حواسيبنا وهواتفنا أو أن تصل دماغك مباشرةً إلى هاتفك الذكي عبر الوايفاي وتطلب برغراً شهياً عبر الإنترنت دون أن تحرك عضلة واحدة .

المصادر: