عاصفة السيتوكين (Cytokine Storm)

تُشير عاصفة السيتوكين إلى وجود خلل في تنظيم الاستجابة المناعية التي غالبًا ما ترافق العدوى الفيروسية والعديد من أمراض المناعة الذاتية، إذ تنتج عن الإصابة ببعض الفيروسات كالإنفلونزا، والسارس، وهانتا، والتي تسبب المضاعفاتُ الناتجة عن الإصابة بها تفاقمًا مبكرًا في الاستجابة المناعية مما يؤدي إلى المرض الشديد والوفاة بعد الإصابة (1).

وقد انتشر مصطلح عاصفة السيتوكين -على نحو كبير- في سياق العدوى بفيروس إنفلونزا الطيور، الذي ترافق مع وجود خلل في الاستجابة المناعية واستجابة التهابية خارجة عن السيطرة. 

وترتبط عاصفة السيتوكين بمجموعة واسعة من الأمراض المعدية وغير المعدية، كذلك فإنها نتيجة مؤسفة لمحاولات التدخل العلاجي.

وتُعرّف السيتوكينات بأنها مجموعة متنوعة من البروتينات الصغيرة التي تفرزها الخلايا لإرسال إشارات التواصل فيما بينها؛ ومن ثم مجموعة متنوعة من الاستجابات اعتمادًا على السيتوكين نفسه والخلية المستهدفة كالتحكم في تكاثر الخلايا وتمايزها، وتنظيم تكوين الأوعية، والاستجابات المناعية الالتهابية.

وتتجلى عاصفة السيتوكين بحدوث التهابات الرئة الشديدة، وقد تحدث أيضًا نتيجةً لعدوى في الجهاز الهضمي، والمسالك البولية، والجهاز العصبي المركزي والجلد والمفاصل (2).

وفيما يخص فيروس (SARS-COV-2)؛ فإن الاستجابة المناعية الناتجة تحدث على مرحلتين:

الأولى؛ تكون فيها الاستجابة المناعية ضروريةً لمحاربة العدوى والقضاء على تكاثر الفيروس من أجل منع التقدم نحو المرحلة الثانية.

الثانية؛ تحدث في حال فشل الجسم في إيقاف الفيروس مما يؤدي إلى استجابة التهابية قوية تظهر بالرئتين، والتي تتجلى عبر متلازمة الضائقة التنفسية الحادة، التي تحدث في سياق عاصفة السيتوكين؛ إذ يحدث إطلاق السيتوكينات على نحو كبير من الخلايا المناعية مما يسبب تلفَ الأنسجة (3).

وتُعدُّ عاصفة السيتوكين أحد الأسباب الرئيسة لفشل الأعضاء المتعدد في سياق عدوى (COVID-19)، بحيث تؤدي الاستجابة الالتهابية المرتبطة بها إلى قلة تدفق الدم إلى الأنابيب الكلوية، إضافة إلى زيادة نفوذية الأوعية الدموية، واعتلال عضلة القلب وحدوث المتلازمة القلبية الكلوية.

وفي دراسة لمرضى (COVID-19)؛ لُوحظ وجود مظاهر عصبية مثل الصداع والرنح و النوبات لدى مرضى الحالات الشديدة، وأحد أسباب هذه الأعراض هو ارتفاع السيتوكينات المرتبطة بعاصفة السيتوكين.

ولتخفيف الأعراض؛ يجب منع حدوث عاصفة السيتوكين بسرعة وكفاءة، إذ تُوفر البروتينات المعدِّلة (Protein modification tools) حلًّا لهذه السيتوكينات الزائدة، من خلال حقنها في الجسم لربط السيتوكينات المفرطة؛ ما يؤدي في النهاية إلى إزالتها من الدم (4).

ونظرًا إلى أن التوازن بين الآليات المنشطة للالتهابات والمضادة لها أمر بالغ الأهمية للحفاظ على التوازن المناعي؛ فمن المعروف أنه إذا كانت واحدة أو أكثر من هذه الآليات التنظيمية غائبة أو منظمة على نحو شاذ، فالنتيجة قد تساهم في حدوث عاصفة خلوية.

ومن المحتمل أن تكشف التحقيقات المستقبلية عن المتغيرات الجينية الأساسية التي تؤثر في استجابات المضيف، التي تساهم في حدوث عاصفة خلوية في أثناء العدوى (2).

المصادر