منزل الساعة الرملية

صُمِّم المشروع من قبل "DECA architecture" بوصفه منزلًا للاصطياف على سواحل أوروبا الجنوبية بمعايير الاستدامة ضمن الطبيعة الريفية بهدف حماية الأراضي الزراعية وإشغالها بدلًا من تركها مهجورة، وبهدفٍ سياحيٍّ يعكس التراث المحلي (1-3). 

يشغل المنزل أكبر منطقةٍ سكنيةٍ ضمن التجمُّع محاطًا بسورٍ حجريٍّ للحماية وفصله عن باقي المناطق الزراعية، وواجهته الحجرية مفتوحةٌ تجاه الجنوب ومزودةٌ بجوائز ظفريةٍ بيتونيةٍ تُستَخدَم مظلةً (1).

 يندمج المبنى مع الطبيعة بسطحه المغطَّى بالنباتات العطرية المحلية مختلفة الأنواع، فالدليل الوحيد على وجود المنشأة فتحاتُ السقف الدائرية وحدود (Voronoi cells – خلايا فورونوي) التي تفصل الحقول المزروعة بعضها عن بعض (3).

تطغى شبكة فورونوي (خلايا فورنوي) على تصميم المشروع (1)، فلكل خليةٍ وظيفةٌ مختلفة: كباحةٍ خارجية، مظلة، فراغ تعايشيٍّ أو غرفة نوم، ويرتفع السقف الداخلي للخلية من المركز مزوَّدًا بفتحة سقفٍ دائريةٍ تبرز ضمن سطح المنشأة الخارجي (الحقول المزروعة) (1)، ويوضَع تحت كل فتحةٍ جهازٌ أسودُ يُفتَح ويُغلَق كعدسة الكاميرا لتأمين الإضاءة الطبيعية، بينما يُعلَّق قرصٌ معدنيٌّ تحتها لتوفير الإضاءة الصناعية.

تُصمَّم (خلايا فورونوي) العضوية أولًا بتحديد النقاط بالإحداثيات الديكارتية من الموقع ثم توضَع ضمن الخلايا بحساباتٍ رياضيةٍ لتحقيق التباعد بين مجموعة النقاط لتشكِّل حولها الشبكة العضوية (1,2)، ويتشكل محور الإطلالة بتحريك النقاط ضمن فراغ كل خلية (1).

تقل حاجة المنزل للطاقة خاصةً الاضاءة الصناعية والتبريد والتدفئة بوجود عوامل مساعدة عدةٍ منها: فتحة السقف لكل خلية، والسقف الأخضر، والجدران الخارجية السميكة (3)، إضافةً إلى التصميم البارومتري الذي حقق متطلبات كل خليةٍ وعلاقتها بطبوغرافية الموقع كحركة الرياح واتجاه الشمس (2).

سبب تشبيه المنزل بالساعة الرملية: مثلًا إذا كان لدينا صندوقٌ مثقَّبٌ من الأسفل، فعند صب رملٍ بداخله من الأعلى نلاحظ تشكل مخاريطَ تشبه الساعة الرملية بفتحاتٍ متعددةٍ مطابقةٍ للسقف الداخلي للمنزل، ويشبه الشكل الناتج على السطح الرملي كاملًا (شبكة فورونوي) (1).

ختامًا، هل برأيك الاعتماد على شبكةٍ معينةٍ بالتصميم المعماري كـ(شبكة فورونوي) المستخدمة بالمشروع هي طريقةٌ للحصول على عملٍ متقَنٍ ولافتٍ للنظر أم هو أسلوبٌ يُقيِّد المصمم بعيدًا عن الإبداع.

المصادر: