الفيزياء والفلك > فيزياء

الجليد البحري في القطب الشمالي يتقلص

يمكنكم الاستماع إلى العمل عبر الرابط:

يتقلص الجليد البحري في القطب الشمالي بوتيرة أسرع مما كان متوقعًا.

قد يكون الجليد البحري في المناطق الساحلية من القطب الشمالي يتقلص بسرعة تصل إلى الضعف عما كان يُعتقد سابقًا؛ استنادًا إلى دراسة جديدة قدمها باحثو جامعة كاليفورنيا. يُستدل على سماكة جليد البحر بقياس ارتفاع الجليد فوق الماء، ويتشوه هذا القياس بالثلج الذي يدفع كتلة الجليد نحو الأسفل.

وفقًا لروبي موليت؛ طالب الدكتوراه الذي قاد الدراسة، "سمك الجليد البحري هو مؤشر حساس لصحة القطب الشمالي، فهو مهم لأن الجليد السميك يعمل بوصفه غطاء عازلا ويمنع المحيط من تدفئة الغلاف الجوي في الشتاء ويحمي  المحيط من أشعة الشمس في الصيف، وتقل احتمالية بقاء الجليد الرقيق في أثناء ذوبان القطب الشمالي في الصيف "(1).

سابقًا؛ استخدم الباحثون لحساب كثافة الجليد البحري رادارًا من القمر الصناعي "CryoSat-2"؛ التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، حيث يُحدَّدُ الوقت الذي تستغرقه موجات الرادار للانعكاس عن الجليد، وبذلك يُمكن حساب ارتفاع الجليد فوق الماء، ثمَّ استنتاج سماكة الجليد الكلي.

أما في الدراسة الجديدة فقد استخدم الباحثون نموذجًا جديدًا للثلج يُدعى"Snow Model-LG" طوِّر سابقًا بواسطة باحثين في UCL وجامعة ولاية كولورادو.

يحسب النموذج عمق الثلج وكثافته؛ باستخدام مدخلات مثل درجة حرارة الهواء وتساقط الثلوج وبيانات حركة الجليد، لتتبع كمية الثلج المتراكم على الجليد البحري في أثناء تحركه حول المحيط المتجمد الشمالي، ثم قدّروا المعدّل الإجمالي لانخفاض سمك الجليد البحري في القطب الشمالي، إضافةً إلى تنوع سمك الجليد البحري من سنة إلى أخرى.

وجد الباحثون أن معدل الانخفاض في البحار الساحلية الثلاثة في لابتيف وكارا وتشوكتشي ازداد بنسبة 70٪ و 98٪ و 110٪ على الترتيب؛ مقارنة بالحسابات السابقة، ووجدوا أيضًا أن التباين في سمك الجليد البحري ازداد من سنة إلى أخرى بنسبة 58٪، وذلك عبر جميع البحار الساحلية السبعة (1).

للجليد البحري أيضًا دورٌ أساسيٌّ في النظم البيئية القطبية؛ فعندما يذوب الجليد في الصيف يُطلق العناصر الغذائية في الماء فيحفز نمو العوالق النباتية، ويعرض مياه المحيط لأشعة الشمس فيحفز عملية التمثيل الضوئي في العوالق النباتية.

عندما يتجمد الجليد يصبح الماء تحته أكثر ملوحة ويغوص فتختلط أعمدة المياه وتُجلَب المغذيات إلى السطح.

الجليد نفسه موطن للحيوانات مثل الفقمة والثعالب القطبية والدببة القطبية وطيور البطريق (2).

يصل الجليد البحري في القطب الشمالي إلى الحد الأدنى له في شهر سبتمبر، ويتراجع الجليد البحري في القطب الشمالي الآن بمعدل 13.1% كل عقد؛ مقارنةً بمتوسط الأعوام ​​1981 إلى 2010. يعد مدى الجليد البحري لعام 2012 هو الأدنى وفقًا لسجلات الأقمار الصناعية (3). 

لكن لماذا يتناقص الجليد البحري في القطب الشمالي، بينما لا يتناقص الجليد البحري في القطب الجنوبي؟

يتأثر حجم الجليد البحري بالرياح وتيارات المحيطات، إضافة إلى درجات الحرارة، فيبدو أن الجليد البحري في المحيط المتجمد الشمالي -المغلق جزئيًا- يتأثر مباشرة بالاحتباس الحراري، أما التغيرات في الرياح وفي المحيط فهي تهيمن على أنماط المناخ وتغير الجليد البحري في المحيط حول القارة القطبية الجنوبية (4). 

مخاطر هذا الحدث؛ وفقًا لموليت: "المزيد من السفن التي تتبع الطريق حول سيبيريا ستقلل من الوقود وانبعاثات الكربون اللازمة لنقل البضائع حول العالم، لا سيما بين الصين وأوروبا؛ إضافة إلى زيادة مخاطر تسرب الوقود في القطب الشمالي، وستكون العواقب سيّئة حتمًا. ترقق الجليد البحري الساحلي أمرٌ مقلق أيضًا للمجتمعات الأصلية؛ لأنه يترك المستوطنات على الساحل معرضة بازدياد لطقس قوي وأمواج من المحيط الناشئ" (1). 

المصادر:

 
1.Arctic sea ice thinning faster than expected [Internet]. Physical org. 2021 [cited 18 June 2021]. Available from: هنا

2. Scott M, Hansen K. Sea Ice [Internet]. Earthobservatory.nasa.gov. 2016 [cited 24 June 2021]. Available from: هنا=

3.Arctic Sea Ice Minimum | NASA Global Climate Change [Internet]. Climate Change: Vital Signs of the Planet. 2021 [cited 18 June 2021]. Available from: هنا

4.Why is Arctic sea ice decreasing while Antarctic sea ice is not? [Internet]. Royalsociety.org. 2020 [cited 18 June 2021]. Available from: هنا