التوعية الجنسية > الصحة الجنسية والإنجابية

انحناء القضيب المرضي أو داء بيروني

يختلف انحناء القضيب الخُلقي الشديد الذي يُصاب به ١٪ من الرجال فقط عن انحناء القضيب المرضي أو ما يعرف بداء بيروني الشائع جدًا بعد الأربعين عامًا (1).

ما هو داء بيروني؟

هو حالة تشوهٍ غير طبيعيةٍ ولا سرطانية، تطرأ على شكل انحناء القضيب. إذ يترافق الانتصاب الطبيعي مع انحناءاتٍ خفيفةٍ نحو الأعلى أو اليمين أو اليسار، أما في حالة داء بيروني فيكون الانحناء في أثناء الانتصاب شديدًا لدرجةٍ مُعيقةٍ لعملية الإيلاج الجنسي، أو يترافق مع آلامٍ شديدةٍ خاصةً في مرحلة المرض الحادة (2,3).

مسببات المرض: 

لفهم السبب وآلية تكوّن المرض علينا فهم تشريح جسم القضيب على نحوٍ مختصر. إذ يتكوّن القضيب من الجسم الكهفي المليء بالأعصاب والأوعية الدموية والتي تمتلىء بالدم على نحوٍ غزيرٍ في أثناء الإثارة الجنسية وحدوث الانتصاب، مما يُساعد القضيب على التمدد والتضخم، ويحاط الجسم الكهفي بغمدٍ من الأنسجة الضامة المرنة والتي تدعى بالغلالة البيضاء (2,3).

إذاً فإنَّ السبب الرئيسي والمباشر هو أذيةٌ متكررةٌ أو عادةٌ خاطئةٌ تُطَبق على الغلالة البيضاء للقضيب مسببةً حدوث رد فعلٍ التهابي في المنطقة المصابة، مما يؤدي إلى تشكّل نسيجٍ ندبي كونها محاولة علاجية تلقائية من الجسم. إذ تُعيق القضيب من التضخم وزيادة الطول في أثناء الانتصاب، وبالطبع تترافق مع آلامٍ حادةٍ وضعف الانتصاب لاحقاً.

فما هي العادات السيئة المُسببة لأذى الغلالة البيضاء؟

عاداتٌ جنسيةٌ خاطئةٌ مثل وضعية الاستمناء البطني (المنبطح) والتي تُطبِق ضغطًا شديداً على القضيب مسببةً أذية نسيجية في المنطقة، والعادات الرياضية الخاطئة.

كذلك تؤدي العوامل الوراثية واضطرابات الأنسجة الضامة "مثل داء تقفع دوبويتران الذي يسبب تليف الأنسجة الضامة في باطن اليد ويمنع المريض من فتح يده بالكامل" و"الورم الليفي الأخمصي"، والعمليات الجراحية في البروستات، والعمر وبالطبع التدخين دوراً في حدوث داء بيروني.

-التشخيص:

إن سير وتطور المرض يكون على مرحلتين: المرحلة الحادة أو النشطة، ومرحلة تأزّم واستقرار المرض.

بالطبع فإنَّ التشخيص الأولي للأعراض مهمٌ جدًا في تحديد التدخل العلاجي اللاحق، إذ أن مرحلة تأزم المرض تتطلّب التدخل الجراحي بوصفه حلاً أخيراً.

وإنَّ مرحلة المرض تُحدد شدة الأعراض ومدتها، إذ تكون الأعراض قصيرة المدة ومؤلمة في الحالة الحادة/النشطة، وهي بداية تكوّن رد الفعل الالتهابي والنسيج الندبي؛ ونقصد بهذه الأعراض الألم في أثناء الانتصاب وبداية ملاحظة التغيرات في شكل انحناء القضيب.

ثم ندخل في مرحلة التأزم/استقرار المرض، وهنا تتكوّن العقدة الليفية والتي تعيق الممارسة الجنسية الكاملة، إضافةً إلى الشعور بالألم في بعض الحالات وضعف الانتصاب في كلِّ الحالات.

ولتشخيص المرض برقة، يبدأ الطبيب المختص بسؤال المريض عن تاريخ المرض وعادات المريض الجنسية واليومية، إذ من المهم تشخيص عَرَض ضعف الانتصاب، إن كان موجودًا قبل الإصابة بداء بيروني أو بعده.

من ثمَّ يكمل تشخيصه بفحصٍ روتينيٍّ للجهاز البولي التناسلي ويقيس طول القضيب قبل الانتصاب وبعده وحِدة الانحناء، ومن ثمَّ ينتقل إلى الفحص العام لليدين والقدمين للتحقق من وجود داء تقفع دوبويتران أو الورم الليفي الأخمصي.

هل هناك عوامل خطرٍ قد تزيد أو تسبب داء بيروني على نحوٍ غير مباشر؟

نعم، ونذكر منها: داء السكري، وارتفاع ضغط الدم غير المُسيطَر عليه، واضطرابات مستويات الكوليسترول والشحوم في الدم، والاضطرابات القلبية، والاضطرابات الجنسية، والإدمان على الكحول والتدخين أو أحدهما (3).

العلاج: 

يُستخدم دواءٌ فيه انزيمٌ مُستخلصٌ من بكتيريا، اسمه كلوستريديوم كولاجيناز Clostridium collagenase؛ والذي يعمل على حل ألياف الكولاجين في علاج تليف الأنسجة أو العقدة الليفية التي تمنع انتصاب القضيب على نحوٍ سليم. وهو الدواء الوحيد الذي وافقت عليه وكالة الأدوية الأوروبية EMA (3).

يوضح هذا الجدول بعض الأدوية الشائعة الأخرى والتي تستخدم في أثناء العلاج الدوائي لداء بيروني (3):

روابط ذات صلة: 

الاستمناء البطني : 

هنا

المصادر:

1-Penile Curvature [Internet]. Cleveland Clinic. [cited 1 July 2021]. Available from: هنا

2-Peyronie's disease - Symptoms and causes [Internet]. Mayo Clinic. 2021 [cited 1 July 2021]. Available from:  هنا

3-Hatzimouratidis K, Giuliano F, Moncada I, Muneer A, Salonia A, Verze P et al. EAU GUIDELINES ON PENILE CURVATURE [Internet]. Uroweb. 2017 [cited 1 July 2021]. Available from:هنا