التاريخ وعلم الآثار > شخصيات من سورية

عبد اللطيف الصوفي ... مؤسس علم المكتبات العربي

ما زلت أقرأ في كتاب "لمحاتٍ من تاريخ الكتب والمكتبات"، أنظر في عينيه الرقيقتين، أطوي القفار والأسفار معه سنة بعد سنة فقط لأعرف أكثر من أي المعادن النفيسة مصنوعٌ هذا الرجل، عبد اللطيف الصوفي، تكاد تعجز كلماتي خجلاً أمام وصف مشهد فراقه للحياة، فراق رجلٍ لو لم يصنع في حياته إلا حب القراءة والتعليم لفرض علينا مقالاتٍ لا حصر لها. بقلبه الكبير، يدينُ كلُ متخصصٍ في علم المكتبات، ويشرفني أن أكون أحدهم، علمياً وأكاديمياً له. ستعتقد أنني أتحدث عن رجل سوري أبدع في المهجر، مجرد سوري آخر من أولئك الذين تأتيهم فرصة أو ربما فرصتان ذهبيتان ليصنع ثروة، ولكنّي أتحدث عن رجل كل ما أراده هو فرصة واحدة، فقط فرصة واحدة، ليطرق باب السماء ويسأل الغيوم: "هلّا أمطرتي علماً على البشرية؟"

في السابع عشر من تشرين الثاني عام 1936، يجلس قائم مقام تلكلخ وجبلة "أحمد سامي" تحت سماء تلكلخ الجميلة، ينتظر مولوده الجديد ليُضاف إلى صبي وست بنات، أسماه عبد اللطيف على اسم والده الذي كان خطيبَ وإمامَ مسجد الجديد في تلكلخ، ليتوسّم خيراً بفردٍ جديدٍ لعلّه يحظى بنصيبه من جينات العظمة والعلم، فبالإضافة إلى سمعة أبيه وجدّه على المستوى الإجتماعي والدّيني، كان شقيق جده "أحمد الصوفي" من أشهر علماء الفلك في اللاذقية الذي كان يؤذّن بواسطة آلات الفلك التي صنعها، وشقيقه هو الأستاذ العالم أسامة الصوفي، علّامةٌ في اللّغة العربية.

لم تكن أبداً مسألة جينات أو حُسنُ حظ، بل كانت نعمةً كالبصر والسمع والحسّ المرهف الذي تمتع به بطلُنا منذ نعومة أظفاره، لقد كانت القراءة هوساً يُلازمه في كل الأوقات، كان يجلس على ضوء الشموع ليلاً ليقرأ الشعر والكتب. لم تكن طفولةً عادية، أن يحفظ الشعر ويؤلفه هو عمل بلا شك سيصقل موهبته الفذّة في الكتابة والنقد، لتقوم الجرائد المحلية بنشر أشعاره وتبدأ رحلته مع نشر المعرفة منذ سنٍّ صغيرة.

تابع دراسته بعد نيله الثانوية العامة (البكالوريا) في مدينة اللاذقية، فاشترك بمسابقةٍ على مستوى البلاد يُكافئ بها الأول والثاني ببعثةٍ علميّةٍ إلى النمسا، ليحصد الدكتور عبد اللطيف المركز الأول عن جدارة ويحصل على البعثة. من هنا بدأت رحلة الألف ميل نحو صناعة المعرفة، على الرغم من بعد المسافة ومما كان عليه والده من قلة حال إلا أنه شجعه على المضيّ قُدُماً في طلب العلم، فالتَحَقَ بجامعة فيينا.

لاقته فيينا العظيمة بأولى اختبارات الصعوبة التي تقع دائماً على كاهل الباحث العلمي، ولعلّها أكثر القصص تعبيراً عن الطموح الذي كان يعيش في داخله، كان يحب الكتب والمكتبات ومن فرط حبه لهما أراد أن يدرس علم المكتبات والمعلومات، ربما لأن هذا العلم لم يدخل بعد إلى اللغة العربية والعالم العربي، ولكن كان هناك مشكلتان: أولاً أنّ عدد المقبلوين في قسم المكتبات في فيينا لا يتجاوز 15 طالباً ما يعني منافسةً على فرصةٍ ضئيلة، ثانياً وما زاد الطين بلة أنه كان عليه أن يتقن الألمانية حتى يُقبل في الاختصاص، ليأتي مدير المعهد ويُبلغ الدكتور عبد اللطيف احترامه التّام لاندفاعه وطموحه الكبيرين، ويحاول أن يضعه في صورة الوضع "عليك أن تُعيد النظر في ما ترمي إليه" لعلّه قالها له "يتقدم للمسابقة 150 طالبا لا ينجح منهم سوى 15 وهم غالباً ما يكونون من ألمانيا والنمسا فالألمانية هي لغتهم الأم وأنت لا تجيد الألمانية، فحظوظك بالتالي شبه مستحيلة، أنصحك يا بُني أن تُغيّر رأيك فإن فشلتْ ستخسر البعثة لأنك ستُعتبر راسباً حينها" ليرد عليه الدكتور عبد اللطيف حينها "أظن أنني سأقبل التحدي"

حينها نظر المدير النمساوي في عينيه وبلَّغَهُ تمنياته له بالتوفيق والحظ السعيد. وضع الدكتور عبد اللطيف خطة طويلة الأمد، حيث عزل نفسه عن الناس لشهور طويلة، خلال هذه المدة أقحم نفسه في موجة من الدراسة والتحضير واضعاً كل الأسباب لحصوله على مقعد في هذا المعهد، لم يترك شيئاً للمصادفة، ليحصد ما زرعه حيث بلغ ترتيبه في المقبولين في المعهد الطالب الرابع عشر ما أذهل المدير النمساوي ليكون احتفاله مميزاً به.

تفوّق الدكتور تفوقاً ملحوظاً في الاختصاص الجديد لينال شهادة دكتوراه دولة خلال فترة قياسية متفوقاً على كل أقرانه بِحُبّهِ لاختصاص المكتبات.

عاد بعدها إلى سوريا ليعمل مُوجِّهاً في معهد إعداد المعلمين التابع لنقابة المعلمين. تزوج من إحدى طالباته في المعهد التي كانت مُدرِّسة رياضيات من عائلة الأتاسي من مدينة حمص، لينطلق بعدها في رحلته الجديد، إلى بلد المليون شهيد، إلى الجزائر.

كان للجزائر محبةٌ خاصةٌ في قلب الدكتور عبد اللطيف حيث كان يخرج في المظاهرة المناوئة للانتداب الفرنسي، لطالما ردد هتاف "تحيا الجزائر" ليصبح حبه لهذه البلد كبيراً مع تقدم الأيام. سافر إلى الجزائر مع زوجته سنة 1974 وهناك رُزق بأربعة أولاد ورثوا عن أبيهم حُب العلم وهُم:

- فارس وهو حامل لشهادة دكتوراه في الطب.

- إياد و هو حامل لشهادة اقتصاد.

- نور التي سارت في خطى والدها و نالت شهادة ليسانس في علم المكتبات من جامعة قسنطينة ثم شهادة ماجستير في التخصص من جامعة نورث كارولاينا في الولايات المتحدة الأمريكية.

- كوثر و هي حاصلة على شهادة علم نفس من جامعة كاليفورنيا نورثريدج وماجستير في التخصص من جامعة سونوما ستيت يونيفرسيتي في كاليفورنيا.

وهناك في الجزائر بدأت ملامح تشكُّلِ أول قسمِ مكتبات في جامعة قسنطينة، حيث أسس معهد علم المكتبات و المعلومات، وبقي في الجزائر فترة طويلة من الزمن ليُأسس هناك لعلم المكتبات العربي بالكثير من الإنتاج الأكاديمي العربي من كتبٍ ومقالاتٍ علمية ما جعله من أبرز الوجوه العلمية التي تتميز بها الجامعة، وشغل الكثير والكثير من المناصب الرفيعة هناك، وحصل أيضاً هو وكل أولاده على الجنسية الجزائرية في ملطع التسعينيات من القرن الماضي.

في عام 2006، التحق الدكتور عبد اللطيف الصوفي بنجله الأكبر فارس في الولايات المتحدة الأمريكية، كان عليه أن يتعلم اللغة الإنجليزية التي لم يكن يتقنها، أيُّ رجل في الـ 70 من عمره سيفقد الكثير من طاقته في التعلّم ولكن للعلم طاقة سحرية في مخيلة هذا الرجل، حيث استعاد ذكريات الماضي عندما تعلم الألمانية. فقد وضع الكتب الإنجليزية وبدأ يترجمها إلى العربية إذ أصبح القاموس رفيق دربه، وبعد سنة من تاريخه أصبح يجيد الإنجليزية بشكل ممتاز، فأصبح يخاطب الناس هنا وهناك بطلاقةٍ فائقة، حتى أنه ألقى محاضرتين باللغة الإنجليزية في جامعة نورث كارولاينا إرتجالاً!

وفي هذه المرحلة بالتحديد بدأ المرض يطفو إلى الواجهة، إنه سرطان المعدة، كان المرض ينهك الدكتور عبد اللطيف بشكل ملحوظ، ولكن مع كل هذا لم يتوقف أبداً عن الإنتاج الأكاديمي فألّف 4 كتب في الولايات المتحدة وشارك في عدة مؤتمرات دوليّة علمية، وبقي مُشْرِفاً على الرسائل والأطروحات الجامعية، وحتى عندما اشتد عليه المرض في آخر أيام حياته كان يملي على زوجته مقالاً أكاديمياً لمجلةٍ علمية.

كان يصارع المرض صراعاً مريراً، ولم يسمح له بأن يأتي على عزيمته فلم يشكو من مرضه يوماً بل بَقيَ بِطاقةِ العلم حيّاً حتى آخر يومٍ في حياته والذي وافق الخامس عشر من آيار 2014، وقد وُرِيَ الثرى في الولايات المتحدة الأمريكية.

ولنتعمق أكثر في شخصية الدكتور عبد اللطيف الصوفي، نقرأ ما يصِفُه به نجله الأكبر الدكتور فارس عبد اللطيف الصوفي قائلاً: " أمّا عن والدي رحمه الله، فكان نِعْمَ الأب الحنون العطوف، حياة والدي في الكتب و طلابه وعائلته." ويُضيف "لم أذكر يوماً أنه كان يذهب للمقاهي أو يُضيع وقته في ما لا يفيد فهو دائماً يقرأ و يؤلف، أو يمضي وقته في تدريسنا في البيت، و يسهر الليالي على تعليمنا، وقراءة قصص لنا قبل النوم يومياً فأحببنا القراءة من الصغر". كان يحنو على أسرته كل الحنان، فتجده إذا مرِض أحدُ أفراد أسرته يسهر معه بالدواء والدعاء، وكان يشجع أبنائه على الدراسة وطلب العلم بكل الوسائل الممكنة من التشجيع والتحفيز فيحتفل بتفوقهم ويكتب لهم الأشعار.

كان لا يجلس على التلفاز إلا لسماع الأخبار، فوقتُهُ من ذهب، تجده تارةِ يُؤلف كتاباً وتارة يكتب مقالات وتارة يُشرف على رسائل وأطروحات طلابه.

وبالرغم من كل السفر والغربة وحصوله على الجنسية الجزائرية، لم ينسى بلده الأم فبقي وفياً لها، ويذكر لنا طلابه وأفراد عائلته احتفاظه بلهجته السورية حتى أخر أيام عمره، وليبقي أولاده على اتصال بجذورهم الأصيلة، كان يقضي إجازاته الصيفية في سوريا، كما كان لا يبخل على أسرته بالرحلات المميزة فكان يقضي معهم أوقاتاً ممتعة في بجاية في الجزائر كما كان يذهب معهم للسياحة في أوروبا. كان يحب الموسيقى والطرب الأصيل حباً كبيراً، فكان منذ صِغر سِنِّهِ مُنخرِطاً في النادي الموسيقي في تلكلخ وله نشاطات كثيرة فيه، فجلساته غالبا ما تكون مزيجاً من نكت لطيفة وقصص كثيرة ناشراً الفرحة والسعادة في قلوب كل من حوله.

وكان يحب طلابه حباً عظيماً ويُقدِّرُهُم ويُشجّعُهُم تشجيعاً كبيراً. يُذكر أنه رفض العديد من عقود العمل في دول الخليج وفاءاً لطلابه الجزائريين الذين أحبهم وأخلص لهم، فكان يسهر الليالي على أطروحاتهم وتذكُرُ عائلته مناظرَ الأطروحات وهي مليئة الخطوط الحمراء والملاحظات.

وكان الدكتور عبد اللطيف يعتبر المال وسيلة لا غاية، فهو ليس من النوع الذي ينبهر بالمال، بل كان يصرف كل ماله على الكتب والعائلة. يُذكر أنه ذهب مرةً لإحدى دور النشر ليتقاضى مُستحقاته من تأليف إحدى المؤلفات الأكاديمية التي عَمِلَ عليها طويلاَ ثم صرف المبلغ كله من أجل شراء كمبيوتر للعائلة ودراجة هوائية لإبنه فارس، فتوفي ولم يترك ورائه ثروة مالية كبيرة، بل ترك علماً وفكراً ومعرفة.

بقيتْ أسرته حوله حتى آخر أيام عمره، حيث كان يقضي وقته مع حفيدَيه سارة وعمر. كان شجاعاً في الحق وله مواقف رجولة كثيرة تثبت ذلك، كارهاً للحقد والتطرف، يحثُّ الجميع على خدمة البلاد بالعلم والتفوق، قلبه رقيق وحِسُّه رائع ودمعته سخيّة، وفياً لعائلته وأصدقائه وطلابه، وتمنى أن يقضي آخر أيامه مع أحبائه وتلاميذه في الجزائر، ليختم حياته مُحباً للعلم والمعرفة والتعليم والقراءة وليوطئ لجيل بأكمله من متخصصي علم المكتبات والمعلومات في العالم العربي.

الدكتور عبد اللطيف الصوفي أكاديميّاً:

ـ دكتوراه في الفلسفة من جامعة فيينا بالنمسا (الوثائق والمكتبات/ اللغة العربية – تخصص فرعي) .

ـ دبلوم الدولة من جامعة فيينا بالنمسا (ماجستير وثائق ومكتبات ) .

- الإجازة الجامعية من جامعة فيينا بالنمسا (التاريخ) .

ـ الإجازة الجامعية في اللغة الألمانية والترجمة من جامعة فيينا بالنمسا

الوظائف العلمية والتعليمية :

1968– 1970 أستاذ التاريخ والمكتبات في معهد إعداد المدرسين ودار المعلمين – سوريا .

1970-1074 موجّه أول في مديرية البحث التربوية – وزارة التربية – سوريا .

1974-1979 أستاذ مساعد في قسم الآداب واللغة العربية بجامعة قسنطينة – الجزائر .

1979-1986 أستاذ مُحاضر في قسم الآداب وقسم المكتبات بجامعة قسنطينة – الجزائر.

1986-2004 أستاذ في قسم المكتبات والمعلومات بجامعة قسنطينة ، الجزائر.

1993-1998 رئيس المجلس العلمي بقسم المكتبات ، جامعة قسنطينة ، الجزائر .

1999-2006 مدير مخبر البحث : ( تكنولوجيا المعلومات ودورها في التنمية الوطنية ) جامعة قسنطينة- الجزائر .

2001- 2006 مدير مشروع بحث : ( تكنولوجيا المعلومات في الأرشيف الوطني )

1996-2004 مدير معهد المكتبات والمعلومات ( جامعة منتوري قسنطينة ، الجزائر) .

مؤلفات الدكتور عبد اللطيف الصوفي الأكاديمية:

1 ـ القراءة وعوامل تنميتها. دمشق. وزارة التربية، 1972، 232 ص.

2 ـ اللغة ومعاجمها في المكتبة العربية. دمشق. دار طلاس للنشر، 1986، 366 ص.

3 ـ لمحات من تاريخ الكتاب والمكتبات. دمشق. دار طلاس للنشر، 1987، 444 ص.

4 ـ مصادر المعلومات: أنواعها، واتجاهاتها الحديثة. دمشق. دار طلاس للنشر، 1990، 300 ص.

5 ـ المكتبات المدرسية، ودورها في مستقبل التربية. دمشق. دار طلاس للنشر، 1990، 318 ص.

6 ـ المكتبات الحديثة: مبانيها وتجهيزاتها. الرياض. دار المريخ للنشر ،1992. 253 ص.

7 ـ مصادر اللغة في المكتبة العربية ط2، عين مليلة (الجزائر). دار الهدى ، 1992، 366 ص.

8 ـ مصادر الأدب في المكتبة العربية، عين مليلة ( الجزائر). دار الهدى، 1994، 295 ص .

9 ـ مدخل إلى علم البيبليوغرافيا والأعمال البيبليوغرافية. الرياض. دار المريخ ، 1995، 239 ص.

10 ـ المعلومات الإلكترونية والإنترنت في المكتبات الجامعية. قسنطينة. جامعة منتوري،2001، 179 ص.

11 ـ مدخل إلى علوم المكتبات والمعلومات. قسنطينة. جامعة منتـوري، 2001، 264 ص.

12 ـ دراسات في المكتبات والمعلومات. دمشق. دار الفكر، 2001، 376 ص.

13ـ العولمة وتحديات المجتمع الكوني. قسنطينة. جامعـة منتوري، 2001، 195ص.

14 ـ التكوين العالي في علوم المكتبات والمعلومات. عين مليلة. دار الهدى، 2002، 183 ص.

15 – المكتبات في مجتمع المعلومات. عين مليلة. دار الهدى للطباعة والنشر، 2003، 252 ص.

16 – المراجع الرقمية والخدمات المرجعية في المكتبات الجامعية.عين مليلة. دار الهدى، 2004، 231 ص.

17 – فـن الـقراءة: أهميتها، مستوياتها، مهاراتها وأنواعها. دمشق. دار الفكر، 2008، 294 ص.

18 – فـن الكتـابة: أنواعها وطرق تعليمها للأطفال. دمشق. دار الفكر، 2008، 286 ص.

19–المكتبات والمعلومات واللغة العربية في العصرالرقمي. دمشق. دار الفكر، قيد النشر.

20 – مروج الأيام: ملامح سيرة ذاتية، قيد النشر.

بالإضافة إلى كونه:

- عضو في هيئة الإشراف في أكثر من 10 مجلات علمية

- ساهم في إعداد 48 عمل علمي وأدبي منشور في دوريات عالمية وعربية

- أشرف وناقش على أكثر من 20 رسالة دكتوراة دولة

- أشرف وناقش على أكثر من 19 رسالة ماجستير في جامعة قسنطينة ورسائل أيضاً في جامعة منتوري في الجزائر

- أشرف وناقش على أكثر من 10 رسائل دبلوم عالي

- حائز على أكثر من 23 شهادة ورسالة تقدير وتكريم

- كان يلقب في الاتحاد العربي للمكتبات "بحكيم الاتحاد"، و هو من من ساهم في تأسيسه و ترقيته

وختاماً، بعد هذه المسيرة المهنية العظيمة لا يسعني إلا أن أقف احتراماً وإكباراً أمام عظمة هذا الرجل، لم يتسنّى لي أن ألتقي به وأن أكون أحد طلابه، لكن ما تركه خلفه واستفدنا منه كمتخصصين يكاد لا يعد ولا يحصى، لازلت حتى اليوم أحتفظ بنسخة من كتابه "لمحات في تاريخ الكتب والمكتبات" في تخصص الوثائق الذي يعد أفضل من ألف فيه في العالم العربي، وكم نتمنى أن يُعاد افتتاح هذا التخصص في جامعة دمشق تكريماً لروح هذا العالم الجليل الذي أفنى عمره في خدمة المعرفة والعلم والأكاديميين.