الطباعة ثلاثية الأبعاد للمباني بالمواد الطبيعية - TECLA

يُعَدُّ (تيكلا - TECLA) أول نموذجٍ لمنزلٍ مُستدامٍ عُرِضَ ونُفِّذَ لأول مرةٍ في ساحل البحر الأدرياتيكي في إيطاليا. يمكن بناؤه في أي مكانٍ بالعالم مستغرقًا 200 ساعة عملٍ فقط. يستهلك 60 مترًا مكعبًا من المواد الطبيعية لبناء 350 طبقةً بسماكة 12 mm باستخدام (طابعةٍ ثلاثية الأبعاد - 3D printer) محمولةٍ على ذراعٍ روبوتيةٍ (1،2).

يقدِّم هذا المشروع تقنيةً غير مسبوقةٍ في البناء؛ أُبرِِزَ دور المواد الخام في التصميم الرقمي (2)، واستُخدِمَت رافعة (WASP) للطباعة ثلاثية الأبعاد التي تُعَدُّ الابتكار الأحدث من نوعها للبناء في الموقع (3). هي أول طابعةٍ ثلاثية الأبعاد بالعالم متعددة المستويات صُمِّمَت للتعامل مع الأعمال المعمارية الإفرادية البسيطة أو الأكثر تعقيدًا (2). فمثلًا: بمشروع (تيكلا)؛ رُكِّبَت طابعتان على مساري رافعتين لبناء القبتين لتعملا في الوقت نفسه دون أن يتقاطع مسار إحداهما مع الأخرى (1). 

 بُنِيَ المبنى من مادةٍ قابلةٍ للتحلُّل وإعادة التدوير و(عديمة المخلَّفات - zero-waste) اقتصاديةٍ (2,3)، وتتكوَّن المادة من مزيجٍ من الطين والقش المفروم وقشور الأرز والطباشير والماء، وتملأ بعض فراغات الجدار المجوَّفة بقشور الأرز التي تساهم في العزل (1). تصميم القبة متجانسٌ من مستوى سطح الأرض إلى (ذروة القبة المفتوحة - Oculus)، ولا تتضمن أي عناصرَ إنشائيةٍ ثانويةٍ كالخشب (1).

طُوُّر مشروع (تيكلا) بعد أبحاثٍ أُجريَت من قِبَلِ (SOS - School Of Sustainability)، وهي مدرسةٌ أنشأها المعماري "Mario Cucinella" تجمع بين التعليم والأبحاث والتطبيق العملي. وأُجرِيَ هذا البحث بالتعاون مع طلاب ماجستير التصميم البيئي المُستدام في كلية العمارة (Architectural Association School of Architecture) في لندن، وتناول البحث دراسة أسباب التشرُّد وآثاره (2). ومنه صُمِّم هذا النموذج السكني ليكون أقرب لاحتياجات الناس وليستجيب للتغيُّر المُناخي والحاجة إلى التغيير (3)، وذلك من خلال المرونة التي يتمتع بها غلاف المبنى الخارجي المصمَّم للتكيُّف مع الظروف المُناخية المختلفة بصورةٍ موفِّرةٍ للطاقة على خلاف نموذج البيت التقليدي (2).

إضافةً إلى كون (تيكلا) تصميمٌ مُستدامٌ صديقٌ للبيئة؛ فله فوائدُ أخرى عدةٌ منها تحسين الاقتصاد المحلي، وتسريع عملية الإنشاء باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد التي تطبع المبنى أكمله دفعةً واحدةً (3). 

هل تعتقد أنه يمكن تطبيق هذا النموذج على نطاقٍ واسع؟ وما مدى إمكانية تطبيق ذلك في بلداننا العربية برأيك؟

المصادر: