الكيمياء والصيدلة > الصحة العامة

الفلورايد: هل هو سم مخبأ في معاجين الأسنان؟

يعدُّ الفلورايد Fluoride أحد المعادن (3,2,1) الموجودة على نحو طبيعي في البيئة (4)، وهو ينتمي إلى مجموعة الهالوجينات (5) ويعدُّ أكثر العناصر كهرسلبية (4). يتشكل في البيئة نتيجةً للانفجارات البركانية وتحلل الصخور، كما أنّه يوجد في المياه الطبيعية ويتراكم في بعض النباتات بكميات ضئيلة، مثل الشاي (4).

وتعدُّ المياه المفلورة والمنتجات السنية "معاجين الأسنان، المضامض الفموية، المواد السنية المحررة للفلورايد، وغيرها" من المنتجات الأساسية الحاوية على الفلورايد (5,4).

لوحظت تأثيرات الفلورايد في الوقاية من نخر الأسنان والحفاظ على صحتها لأول مرة عام 1930، إذ كان معدل حدوث النخر السني منخفضاً انخفاضاً مهماً في المجتمعات التي تستهلك المياه الطبيعية المفلورة بالمقارنة مع المناطق التي تكون فيها المياه غير مفلورة، وبناء على هذا أُدخِل عنصر الفلورايد في مجال صحة وطب الأسنان عام 1940 (5).

ويعرَّف النخر السني على أنَّه التخرب الحاصل في نسيج السن والناتج عن الأحماض التي تنتجها البكتيريا الموجودة في الترسبات السنية (1)، إذ تتغذى هذه البكتيريا على السكريات والنشويات المتبقية على الأسنان بعد تناول الطعام (3)، ويقوم الفلورايد بحماية الأسنان من الحمض المتحرر، عن طريق:

1. تشكيل Fluoroapatite فلوروأباتايت (5) مما يجعل مينا الأسنان أكثر مقاومة لتأثير الأحماض التي تنتجها البكتيريا (5,4,3,2).

2. يعتقد أنه يؤثر في فزيولوجيا خلايا الجراثيم الفموية وبالتالي فهو يؤثر تأثيراً غير مباشر أيضاً(4).

3. يعكس المراحل الأولية من الأذية المتسببة بالحمض (حالات النخر المبكرة) (3,2) وذلك عن طريق إعادة ترميم المناطق التي بدأت تنخر (3)

هناك مجموعة كبيرة من معاجين الأسنان المتوفرة والتي تحتوي على كميات متفاوتة من الفلورايد (1)، وتصنف إلى:

- معاجين منخفضة المحتوى من الفلورايد، يكون تركيز الفلورايد فيها (500 ppm).

- معاجين الفلورايد المعيارية (1100 - 1500 ppm).

- معاجين عالية المحتوى من الفلورايد (أكثر من 1500 ppm).

وتنصح الأكاديمية الأوروبية لطب أسنان الأطفال European Academy of Pediatric Dentistry - EAPD الجميع، بما فيه النساء الحوامل، باستخدام معاجين الأسنان الحاوية على فلورايد بصفته إجراءً أوليَّاً للوقاية من حدوث النخر، وبتنظيف الأسنان مرتين يومياً (4).

ولكن، لابد من ضبط الوارد من الفلورايد، فعلى الرغم من أن فوائده على مستوى الصحة السنية مؤكدة ومثبتة منذ زمن طويل، فإنّ الاستهلاك المفرط من الفلورايد يمكن أن يؤدي إلى حدوث عدد من التأثيرات الضارَّة والسامَّة (5).

ومن الجدير بالذكر أن التسمم بالفلورايد ناتج على نحو أساسي عن المنتجات المختصة بالعناية بالصحة الفموية (5,4) وعن المياه المفلورة على نحو مفرط (4).

بناء على البيانات التي جمعت من قبل الجمعية الأمريكية لمراقبة السموم American Association of Poison Control - AAPC فإنّ ابتلاع معاجين الأسنان يعد المسبب الأساسي للسمية الناتجة عن الفلورايد ويليه المضامض الفموية والمكملات الحاوية على الفلورايد، ولقد شوهدت أكثر من 80% من حالات التسمم بالفلورايد عند الأطفال ما دون السادسة، وتعود هذه النسبة المرتفعة إلى عدم نضج منعكس البلع عند الأطفال، بالإضافة إلى أن المعاجين الحاوية على فلورايد تكون منكهة، مما يؤدي إلى بلع الأطفال للمعاجين طوعياً (5).

ويؤدي تعرض أسنان الطفل إلى كميات كبيرة من الفلورايد في أثناء مرحلة تشكل مينا الأسنان الدائمة إلى حدوث ما يسمى بتفلور الأسنان dental fluorosis (4,1) وهو أحد أشكال التسمم المزمن بالفلورايد، إذ إن قبط الفلورايد من قبل النسج الممعدنة كالأسنان هو أكثر كفاءة عند الأطفال (5).

ويتظاهر التفلور البسيط على شكل خطوط أو بقع بيضاء صدفية اللون على سطح السن (5,4) وقد يتغير لون مينا السن في الحالات الشديدة إلى اللون الأصفر أو البني الفاتح (4)، كما يلاحظ تشكل نقور في طبقة المينا (1).

للوقاية من حدوث تفلور الأسنان عند الأطفال لابد من الإشراف على الطفل حين تنظيفه لأسنانه (5,4) ووضع كمية قليلة جداً من معاجين الأسنان منخفضة المحتوى من الفلورايد على الفرشاة، كما يجب الحفاظ على مستويات الفلورايد في مياه الشرب بين 0.5 - 1 ppm وذلك بناء على توصيات منظمة الصحة العالمية (5).

ولابد من التنويه إلى أن الجرعة السامة من الفلورايد تقدّر بـ5 mg  لكل كيلوغرام من وزن الجسم، على سبيل المثال يمكن الوصول إلى هذه الجرعة عند طفل يزن 20 kg عن طريق تناول 100 غرام (ما يعادل 75 مل) من معجون أسنان يحتوي على 1100 - 1500 ppm من الفلورايد (4). أي من الصعب جداً استهلاك كميات كبيرة تصل إلى حد الخطر بسبب مستويات الفلورايد المنخفضة في المنتجات الحاوية عليه (2)، وعلى الرغم من احتمالية أن يكون ساماً بالجرعات المرتفعة، فإنّ استعماله الموضعي يعدُّ آمناً نسبياً (4).

وفيما يخص المنتجات الحاوية على مستويات عالية من الفلورايد يجب أن يخضع استخدامها لرقابة أخصائيي طب الأسنان، وخاصة عند الأطفال والنساء الحوامل (5).

على نحو عام، وللحصول على الفعالية المثلى لمعجون الأسنان الحاوي على الفلورايد لابد من اتباع الأدلة الإرشادية الخاصة باستخدام هذه المنتجات؛ مما يخفض من احتمال حدوث التفلور عند الأطفال ويحقق الفائدة المرجوة وهي الوقاية من حدوث النخر السني (4).

المصادر:

1. Fluoride [Internet]. nhs.uk. 2018 [cited 20 May 2021]. Available from: هنا

2. What is Flouride? [Internet]. WebMD. 2019 [cited 20 May 2021]. Available from: هنا

3. Choosing the Best Toothpaste for You [Internet]. WebMD. 2019 [cited 20 May 2021]. Available from: هنا

4. Kanduti D, Sterbenk P, Artnik a. Fluoride: a Review of Use and Effects on Health. Materia Socio Medica [Internet]. 2016 [cited 20 May 2021];28(2):133. Available from: هنا

5. Ullah R, Zafar M, Shahani N. FLUORIDE: A REVIEW OF USE AND EFFECTS ON HEALTH. Iran J Basic Med Sci [Internet]. 2017 [cited 20 May 2021];20(8):841-848. Available from: هنا