تعرّف إلى الأنهار الجليدية الصخرية Rock Glacier

الأنهار الجليدية الصخرية تشكيلاتٌ أرضية تعمل بصفتها مستودعاً للحطام الصخري والمياه في أحواض الصرف؛ إذ تتكون من حطام صخري ولب جليدي "أو تكون مدعّمة بالجليد". تبدو هذه الأشكال الأرضية على شكل لسان مجعَّد يتميز بالنتوءات والأخاديد على سطحه  (1). 

صورة رقم 1: نهر جليدي صخري.

وبناءً على حركتها المستمرّة؛ تصنّف الأنهار الجليدية الصخرية بصفتها أنهاراً نشطة، أو غير نشطة، أو أحفورية؛ إذ يمكن الاستدلال من توزعها على الظروف التي مرت بها أو تمر بها التربة الصقيعية (1).

الأنهار الجليدية النشطة Active Rock Glacier:

تمتاز الأنهار الجليدية الصخرية النشطة باحتوائها على كميات كبيرة من الجليد، وكذلك فإنها تتحرك على منحدر ما باتجاه الأسفل بسرعات تتراوح عادة من عدة سنتيمترات إلى عدة أمتار في السنة (2).

تُظهِر الأنهار الجليدية الصخرية النشطة جرياناً ناجماً عن ذوبان الجليد داخلها في أوائل الصيف وذوبان التربة الصقيعية ومساهمة المياه الجوفية في أواخر الصيف. وكذلك تشهد خلال فترات الشتاء إعادة تغذية منخفضة نسبياً نتيجة انخفاض درجات الحرارة وتساقط الثلوج. ويغَذّى هذا الجريان أساساً من المياه الجوفية (3).

صورة رقم 2: نهر جليدي صخري نشط في مقاطعة تيرول في النمسا Tyrol, Austria

الأنهار الجليدية غير النشطة Inactive Rock Glacier:

يحتوي هذا النوع من الأنهار الجليدية الصخرية على بعض الجليد أيضاً، لكنه على عكس النوع النشط لا يتحرك (2,4). وتنقسم الأنهار الجليدية غير النشطة أيضاً إلى نوعين رئيسيين:

أنهار غير نشطة مُناخياً: يتشكل هذا النوع عند فقدان النهر محتواه من الجليد "ذوبان الجليد".

أنهار غير نشطة ديناميكياً: حيث تُصبح التغذية من الجليد غير كافية ليتحرك النهر أو أنه يمتد بعيداً عن جدار النهر الأمامي (4).

 صورة رقم 3: نهر جليدي غير نشط في وادي باركر في الولايات المتحدة الأمريكية Parker Canyon, USA

بالمقارنة مع الأنهار الجليدية النشطة؛ فإن التضاريس السطحية البارزة للأنهار الجليدية غير النشطة ناعمة نسبياً، وعموماً يصعب التفريق بين الأنهار الجليدية الصخرية النشطة وغير النشطة؛ لذلك يطلق على النوعين غالباً اسم الأنهار الجليدية الصخرية السليمة Inact Rock Glacier (4).

الأنهار الجليدية الأحفورية Fossil Rock Glacier:

لا يحتوي هذا النوع من الأنهار الجليدية الصخرية على جليد وغالباً ما يكون مغطّى بالنباتات، ويكون انحدار الجبهة الأمامية أقل حدة من انحدارها في النوع النشط من الأنهار (2).

يتميز هذا النوع بتضاريس سطحية خفيفة وغالباً ما تحوي منخفضات مملوءة بالمياه ناتجة عن ذوبان الجليد الراكد وله منحدرات أمامية وجانبية ذات قمة مستديرة (5).

صورة رقم 4: نهر جليدي أحفوري

جدير بالذكر أن الانتقال ما بين الأنواع الثلاثة من الأنهار الجليدية الصخرية مستمر (5).

مخاطر الأنهار الجليدية الصخرية:

نظراً لأهمية الأنهار الجليدية الصخرية في الدورات الهيدرولوجية على المستوى الإقليمي وحساسيتها تجاه التغيرات في المُناخ العالمي؛ فقد يؤدي انحسارها إلى انخفاض إمدادات المياه العذبة في مناطقها والتي ستؤثر بدورها على بيئة المصب والسكان المحليين. وكذلك يمكن أن تؤدي هذه التقلّبات إلى مخاطر طبيعية مثل فيضان البحيرات الجليدية أو الانهيارات الثلجية أو سقوط الحطام الصخري أسفل سفوح الجبال؛ خاصة بالنسبة للأنهار الجليدية الصخرية سريعة الحركة والتي تصل سرعة جريانها إلى عدة أمتار في اليوم مع تغييرات متكررة في ميزات سطحها (6).

في الختام؛ تتنوع التشكيلات الأرضية وتتعدد مظاهرها، ومنها ما يرتبط وجوده بوجود الجليد؛ فيما يبدو واضحاً أننا على وشك أن نشهد العديد من التغييرات التي ستصيب هذه الأشكال وغيرها تحت وطأة تأثيرات التغير المناخي المستمرة.

المصادر