الجغرافيا الاقتصادية؛ عندما يحدد الموقع الجغرافي قوة النشاط الاقتصادي

عندما يُذكر مصطلح الجغرافيا الاقتصادية أول ما يتبادر إلى أذهاننا علم الاقتصاد، أو قد نتخيل وجود معلومات اقتصادية موضحة باستخدام الخرائط كالحديث عن البورصة وأسعار الصرف في إحدى دول العالم مثلًا، ولعلَّنا اقتربنا بتصورنا هذا، لكنَّ الجغرافيا الاقتصادية مفهومٌ قائمٌ بنفسه، وعلى الرغم من أنها قد تلتقي مع علم الاقتصاد لكنَّها من مجالات الجغرافيا البشرية، وتُعد أكثر انفتاحًا وأقل تجريدًا منه وتعتمد على التجريب أكثر من اعتمادها على النواحي النظرية التي يعتمد عليها علم الاقتصاد (1).

وتُعد أحد مجالات الجغرافيا التي تصف وتفسر موقع النشاط الاقتصادي بحد ذاته، وعلاقة هذا النشاط مع تدفق المعلومات والمواد الخام أو البضائع من ناحية أخرى، وعلاقته مع الأشخاص الذين يشكلون حلقة الوصل بين الاقتصادات المحلية والإقليمية والوطنية (2).

يوجد منهجان أساسيان للجغرافيا الاقتصادية؛ أولهما يعد الاقتصاد عنصرًا مكانيًّا منفصلًا، والمنهج الثاني يركز على الاقتصاد بوصفه محدِّدًا للمجالات الفرعية في الجغرافيا. إذ يركِّز المنهج الأول على تنوع وتفاعل الأنشطة الاقتصادية باختلاف المكان، ويهتم بالتوزع والتنظيم المكاني لهذه الأنشطة عبر دول العالم، أمَّا المنهج الثاني فيميز بين العديد من المجالات الفرعية؛ إذ تُطبَّق طرائق مختلفة على مواضيع محددة مع التركيز على جوانبها الاقتصادية، ومن هذه المواضيع جغرافيا السياحة وجغرافيا النقل وجغرافيا الموارد والجغرافيا الريفية وغيرها. ونجد أيضًا أنَّ الجغرافيا الاقتصادية تجيب عن التساؤل المتعلق بالرابط بين الظروف الاقتصادية والفيزيائية وإنتاج وتوزيع المنتجات (3). 

كان هذا مجرد تعريف بسيط بمجال معرفي واسع، وفي انتظارنا الكثير من الأعمال الخاصة بالجغرافيا الاقتصادية لنقلِّب صفحاتها معًا، فكونوا معنا أيًّا كانت اقتصاداتكم وبلادكم وتابعونا في الفئة الفرعية "الجغرافيا الاقتصادية" في قسم "الجغرافيا البشرية والعلوم الإقليمية".

المصادر: