الشياروسكورو؛ معالجة الضوء والظل في الرسم والتلوين.

نلاحظ في اللوحات التاريخية التي تصور الأشخاص هالة مهيبة، يكون سببها على الأرجح استعمال اللون الذهبي اللامع لا لإبراز الوجوه، بل لتنعكس على المحيط؛ كان من الممكن أن يكون لذلك نية دينية في بعض الأحيان فالوجه المظلل، والهالة المشرقة، هذا كله يدل على القدسية (1). ويوصلنا إلى أهمية معالجة الضوء في الفن، ما يسمى الشياروسكورو.

الشياروسكورو (Chiaroscuro) هو مصطلح إيطالي يُترجم إلى -الضوء الغامق-  ويشير إلى توازن الضوء والظل ونمطهما في لوحة أو رسم (2،3)، ما يعمل على جذب العين جذبًا طبيعيًا نحو نقطة التركيز التي يقصدها الفنان (4).

كان يُنظر إلى الضوء مدة طويلة بوصفه عنصرًا وظيفيًا في الحياة اليومية فحسب. لكن بمرور الوقت، بدأ الفنانون بدراسة خصائصه، والطرائق التي تمكنه من إبراز الأشكال والقوام.

كان ليوناردو دافنشي (Leonardo da Vinci) أول من درس الخصائص البصرية للضوء من وجهة نظر الحس البصري والعلم والفن. لاحظَ خصوصيات  الإدراك البشري للضوء وأنماطه باستعمال الفيزياء وعلم الأحياء وعلم التشريح وغيرها من العلوم؛ كانت تلك خطوة مهمة إلى الأمام. وطبق دراساته في الفن واستخدم الضوء لخلق مناظيرَ وأشكالٍ في لوحاته (1).

أصبح هذا المفهوم أكثر تجذرًا في أفكار الفنانين بعد أن كتب إسحاق نيوتن عن طبيعة الضوء بوصفه انبعاثًا ثابتًا يمكن تقسيمه إلى أطياف لا حصر لها(1).

ومع ظهور الكهرباء، تبنى المستقبليون فكرة تحول الضوء إلى  موضوع للصورة وربطه بالسرعة والحركة والطاقة والموسيقى.

وهكذا، قطع الضوء شوطًا طويلاً من كونه عنصرًا في الخلفية في اللوحات إلى كونه شكلًا فنيًا خاصًا. 

اليوم، تؤدي تركيبات الإضاءة  دورًا أكبر  وبتزايد، ليس فقط بين الفنانين والمعارض، ولكن في الإضاءة الحضرية؛ في إنشاء المساحات الحضرية وتزيين المساحات الداخلية. إلى جانب ذلك، أصبحت أيضًا وسيلة اتصال وتعبير على غرار الموسيقى والسينما وأشكال الفن الأخرى (1).

المصادر: