البحث العلمي والمنهجية العلمية > كتابة الورقة البحثية

الجداول والأشكال في الورقة البحثية

تعدُّ الأشكال والجداول من عناصر العرض الأساسية المستعمَلة في الأوراق البحثية لإيصال كميات كبيرة من المعلومات المعقدة التي يصعُب شرحها في نص الورقة البحثية (1) بأسلوب وافٍ وفي مساحةٍ أقل (2,3) دون تشويش النص (2). فتنقل بوضوح أهم نتائج البحث إلى القارئ (1-4) وتمكِّنه من الاطلاع على عناصر مرئية مستقلّة عن نص الورقة البحثية (1,4)، مع عدم إغفال أهمية عناصر العرض المصمَّمة جيدًا في جذب اهتمام القرّاء لفهم البحث وحثّهم على قراءة النص كاملًا، وإسهامها أحيانًا في زيادة ثقتهم بنتائج البحث وتفسيرها (1).

ولكن عند اختيار النتائج لتقديمها في جداول أو أشكال؛ يجب الانتباه إلى عدم تكرار الأرقام أو البيانات المقدَّمة أو الأرقام التي يسهل شرحُها في نص الورقة البحثية، وإنما إظهار البيانات التي تكملها (1,2,4).

الفرق بين الجداول والأشكال: 

_ الجداول (Tables): 

تعد الجداول طريقة موجزة وفعالة لإظهار كميات كبيرة من البيانات (1-4)، وتقدم قوائم بالأرقام أو النصوص في أعمدة. وتُستعمَلُ الجداول عادةً لتقديم البيانات الأولية، وليس لإظهار علاقةٍ بين المتغيرات. فتُسهِم في جعل الورقة البحثية أكثر قابلية للقراءة عن طريق إزالة البيانات الرقمية أو المدرَجة ضمن قوائم من النص (2).

تتألف الجداول من عدة عناصر منها:

1- عنوان الجدول: يرأس الجدولَ رقمٌ متبوعٌ بعنوان أو شرح وصفي واضح دون إدراج أي تفسير للبيانات؛ إذ يجب أن يجري تفسير البيانات ضمن النص (2).

2- عناوين الأعمدة: تهدف إلى تبسيط الجدول وتوضيحه، ممَّا يسمح للقارئ بفهم مكونات الجدول بسرعة. لذلك، يجب أن تكون عناوين الأعمدة مختصرة ووصفية ومتضمِّنة لواحدات التحليل المستعمَلة (2).

3- نص الجدول: وهو مكان عرض بيانات البحث الأساسية الرقمية أو النصية (2,4).

4- عناصر الجدول الأخرى: قد تتضمن بعض الجداول عناوين فرعية أو حواشيَ سُفلية (2).

وعند إعداد الجداول وفق تنظيم جيد؛ يُحتِّم ذلك على الباحث التفكيرَ في المعلومات التي يريد إيصالها إلى القرّاء وما الذي يجب عليهم مقارنته (2)، الأمر الذي يساعدهم على قراءة النتائج وفهمها بوضوح (1). لذا يُفضَّل أن تُؤخذ النقاط الآتية بالحسبان عند تنظيم الجداول:

1- تقديم الجدول للشرح الواضح والموجز في آنٍ معاً.

2- تقسيم البيانات إلى فئات لعرضها عرضاً واضحاً.

3- إبقاء مسافات كافية بين أعمدة الجدول وبين صفوفه.

4- كتابة الواحدات الملحقة بالأرقام للدلالة عليها في عناوين الأعمدة.

5- استعمال نوع الخط وحجمه المناسبَين يمكِّنان القارئ من استعراض الجدول بوضوح (1).

6- ترقيم الجداول بالترتيب نفسه الذي تظهر فيه ضمن النص ليُشار إليها بالترتيب نفسه لاحقاً.

7- توسيط الجدول ضمن الصفحة (2).

الأشكال (Figures): 

تعدّ الأشكال -على اختلاف أنواعها- إحدى الطرائق المثالية لإظهار البيانات (1) والعروض المرئية للنتائج، إذ توفِّر الأشكال تأثيراً بصرياً ينقل النتائج الأولية نقلاً فعالاً. وقد استُعملت تقليدياً لعرض اتجاهات العلاقة بين المتغيرات وأنماطها، لكن يمكن استعمالها لعرض البيانات المعقَّدة ببساطة دون أن تكرر المعلومات الواردة في الجداول؛ والعكس صحيح (2). وتشبه الأشكالُ الجداولَ من حيث ضرورة تسميتها تسميةً واضحة وموجزة (1). وتشمل الأشكال:

1- الصور (Images):

تساعد الصورُ القرّاءَ على تصوّر المعلومات التي يحاول الباحث نقلها لتحقيق الدقة اللازمة للورقة البحثية، وبخاصةٍ عندما يصعُب وصف البيانات وصفاً كافياً باستعمال الكلمات. وهنا يجب أن تحقِّق الصور عدة معايير منها:

_ أن تتضمن شريط المقياس (المقياس الخطي).

_ أن تصنِّف العناصر المهمة.

_ أن تُحدِّد معنى الألوان والرموز المختلفة المستعمَلة ضمن الصورة (1).

2- الرسوم البيانية أو المخططات البيانية (Data plots):

تنقل الرسوم البيانية كميات كبيرة من البيانات بسرعة، وتهدف إلى إظهار علاقة وظيفية أو إحصائية بين عنصرين أو أكثر. ويجب مراعاة النقاط الآتية عند إنشائها:

_ تسمية جميع المحاور.

_ تحديد الواحدات لجميع الكميات أو القياسات.

_ تسمية جميع الخطوط والمنحنيات ومجموعات البيانات المستعمَلة.

_ أن يكون حجم الخط المستعمَل واضحاً (1).

3- الخرائط (Maps):

تعدُّ الخرائط مهمةً لوضع العمل الميداني (الحقلي) في سياق الموقع الذي نُفِّذ فيه، لذا تُساعد الخريطة الجيدة القارئ على فهم كيفية تأثير الموقع على البحث، وتُساعد الباحثين الآخرين على إعادة إنتاج البحث أو العثور على مواقع أخرى بخصائصَ مماثلة. ويجب أن تتضمن الخرائط:

_ خطوط الطول ودوائر العرض (شبكة الإحداثيات).

_ شريط المقياس (المقياس الخطي).

_  عنونة العناصر المهمة.

_ مفتاح الخريطة (1).

_ توجيه الخريطة (سهم الشمال) (5).

4- المخططات التقنية (Schematics):

تساعد المخططات في تحديد الأجزاء الرئيسة لنظامٍ أو عمليةِ معالجة، لذا يجب أن تبرز العناصر الأساسية فقط، لأن إضافة عناصر غير مهمة قد تؤدي إلى تشويش الصورة. ويتضمن المخطط الرسومات التي يختارها المؤلف فقط، مما يوفر درجة من المرونة لا توفرها الصور، كذلك يمكن استعمال المخططات في المواقف التي يصعُب فيها التقاط صورة.

وعند إعداد المخططات؛ يجب أن تؤخَذ النقاط الآتية بالحُسبان: 

_ تسمية العناصر الرئيسة.

_ تقديم التفسيرات المكمِّلة في التسمية التوضيحية ونص الورقة البحثية الرئيس (1).

وتجدر الإشارة إلى جملة من النصائح المهمة التي تجب مراعاتها عند إدراج الأشكال في الأوراق البحثية منها:

_ ضرورة التفكير في الطريقة التي ستبدو عليها الأرقام في الأوراق البحثية المطبوعة وكذلك المنشورة إلكترونياً؛ إذ تعدُّ دقة 72 نقطة في البوصة (Dots per inch: DPI) كافية للأوراق المنشورة إلكترونياً، في حين يوصى بالدقة 100 نقطة في البوصة للنسخ المطبوعة.

_ التحقُّق من تنسيق الأشكال سيضمن إظهارها وعرضها بوضوح إلكترونياً وبعد الطباعة؛ إذ إن هناك نوعَين من نماذج الألوان الرئيسة المستعمَلة؛ نموذج RGB الذي يرمز إلى ألوان الأحمر والأخضر والأزرق (Red, Green, Blue) ونموذج CMYK الذي يرمز إلى ألوان السماوي والأرجواني والأصفر والأسود (Cyan, Magenta, Yellow and Black)، وفي حين تلتقط معظم المجاهر الصورَ باستعمال نموذج RGB؛ لكن نموذج CMYK يُعدُّ المعيار المستعمَلَ في الأوراق المطبوعة.

_ تجنُّب تعديل الصور بهدف تغيير نتائج البحث أو تحسينها، إذ يجب أن تمثِّل الصور المقدَّمة والمرسَلة إلى المجلة المحكَّمة ملفات الصور الأصلية بأمانة.

_ تجنُّب اقتصاص الصور عند إنشاء الأشكال ما لم يحسِّن ذلك من زيادة دقة العرض كثيراً. مع التأكد من عدم استبعاد القص -في حال حدوثه- أيَّ معلومات ضرورية لفهم معلومات الشكل (1).

_ تجنب اقتطاع المحاور أو تكبيرها أو ضغطها بطرائق قد تجعل الرسم البياني مُربِكاً أو مُضللاً (3).

_ يجب ذكر أي تعديلات أو برامج معالَجة مستعمَلة عند عرض الصور وإرسالها للمجلة المحكَّمة.

_الاحتفاظ بنسخ من الصور والملفات والبيانات الوصفية الأصلية المستعمَلة لإنشاء الأشكال الخاصة بالورقة البحثية، بهدف تأمينها عند طلبها من المجلة المحكَّمة في أثناء عملية مراجعة الأقران (1).

ولا بد من التذكير بأهمية الجداول والأشكال في تعزيز فهم القرّاء للمعلومات الواردة في الأوراق البحثية، وإيصالها كمياتٍ كبيرة من المعلومات بسرعة وكفاءة إليهم، لكن يجب استعمالُها لتؤدي هدفها بوصفها عنصراً مساعداً بسيطاً ومتمِّماً لمعلومات نص الورقة البحثية، وليس لتكرارها أو لإخفاء النتائج المهمة هامشياً خلف إحصائيات معقدة، لذا على الباحث أن يُكامل بين المعلومات الواردة في الجداول والأشكال والنص؛ إذ يُشير في النص إلى جميع الجداول والأشكال المستعمَلة ويشرح ما يجب أن يبحث عنه القارئ عند قراءته لها، فيركّز حصراً على النقطة المهمة التي يجب على القارئ أن يستخلصها منها، وتُترك التفاصيل للقارئ ليفحصها وحده (4).

المصادر:

1. Figures and tables [Internet]. www.springer.com. [cited 6 May 2021]. Available from: هنا2. Figures and Charts – The Writing Center • University of North Carolina at Chapel Hill [Internet]. The Writing Center • University of North Carolina at Chapel Hill. [cited 6 May 2021]. Available from: هنا 3. Durbin CG Jr. Effective use of tables and figures in abstracts, presentations, and papers. Respir Care. 2004 Oct;49(10):1233-7. PMID: 15447809. Available from: هنا4. Lab PW. APA Tables and Figures // Purdue Writing Lab [Internet]. Purdue Writing Lab. [cited 6 May 2021]. Available from: هنا

5. Author Information Pack. Netherlands: Elsevier - JOURNAL OF TRANSPORT GEOGRAPHY; [cited 7 May 2021]. Available from: هنا