الفن الحيوي؛ التناغم بين العلم والفن

بعد الحرب العالمية الأولى، توجه عديدٌ من الفنانين الأوروبيين إلى الذات والبحث بما يختبئ في طياتها، وأبدوا اهتمامهم بعلوم النفس والعلوم الفيزيائية، وأخذوا الإلهام من الرموز والإشارات التي انبثقت عن العقل الباطن، والبنيات الداخلية المرئية للخلايا، وأشكال الحياة التي تكوِّن الجسد.

فظهر نتيجةً لذلك أسلوب فني جديد مرتبط بالحركة السريالية والحركة الدادائية، أُطلق عليه اسم "Biomorphic art"؛ أي "الفن الحيوي"، وأصبحت العناصر المكونة للأعمال الفنية مستمدة من النقوش والأشكال والأنماط الحيوية الموجودة في الطبيعة.

وانتقلت هذه الحركة الفنية التي دمجت العاطفة والمشاعر في خَلْق الأعمال الفنية إلى أجزاء المجتمع كلها، من الرسم والنحت إلى الفنون التزيينية والتصميم الداخلي، تابعوا معنا..

يرجع أصل مصطلح "Biomorphic" إلى اليونانية؛ وهو مشتق من كلمتي (bio) الحياة و(morph) الشكل، ويشير إلى أشكال مجردة أو صور تستحضر أشكالًا طبيعية مثل النباتات والكائنات الحية وأجزاء الجسم (1).

دخل مصطلح "Biomorphic" حيز الاستخدام أول مرة عام 1936 لوصف الأعمال الفنية في القرن العشرين التي استخدمت التشكيلات الفنية المُستمدة من الأشكال الطبيعية والسريالية خصوصًا(2).

بعد الحرب العالمية الأولى، توجه عديدٌ من الفنانين الأوروبيين إلى الذات والبحث بما يختبئ في طياتها، وأبدوا اهتمامهم بعلوم النفس والعلوم الفيزيائية، وأخذوا الإلهام من الرموز والإشارات التي انبثقت عن العقل الباطن (3).

نُظِر إلى عديد من الأشكال الحيوية على أنَّها اشتقاقات مجردة للواقع يمكن تمييزها بسهولة ولا يمكن تحديد ماهيتها في الوقت نفسه، تدمج بين الغامض والمألوف في الانسجام الفني ما بين الجسد البشري والطبيعة (3).

ابتكر الفنانون تقنيات جديدة لخلق صور وخامات تلبي احتياجات فن "Biomorphic" كتقنية "Decalcomania"؛ إذ تُطبع أشكال من الورق أو الزجاج على أسطح ملونة رطبة (3).

يعتقد عديد من فناني الـ''Biomorphism'' أن العملية البديهية للتجريد العضوي (organic abstraction) في الفن كانت وسيلةً أساسية يمكن للمرء أن يصل عن طريقها إلى الحقائق الأساسية العظيمة للوجود، ويقوي تطلعاته الروحية ويكشف عن رؤى ورسائل عن المستقبل (3).

المصادر: