الكيمياء والصيدلة > لقاحات

هل يمكنني تناول خافضات الحرارة بعد تلقي لقاح COVID-19؟

من الآثار الجانبية الشائعة الظهور بعد أخذك للقاح (COVID-19)؛ الإحساس بألم موضعي مكان الحقن مع تورم واحمرار، إضافة إلى آثار أخرى جهازية كالشعور بتعب وصداع، وآلام عضلية، وترفع حروري (حمّى) وقشعريرة (1). ولتخفيف هذه الأعراض ستلجأ غالبًا إلى تناول إحدى مسكنات الألم وخافضات الحرارة المتاحة دون وصفة طبية كالباراسيتامول والإيبوبروفين* (2). ولكن؛ هل تؤثر هذه الأدوية في فعالية اللقاح وقدرته التمنيعية؟

بدايةً، تدل هذه الأعراض على أنّ الجهاز المناعي يعمل على توليد حماية ضد العامل الممرض؛ إذ يحفّز الترفع الحروري الاستجابةَ المناعية الفطرية والمكتسبة، ومن ثم إنتاج الأضداد المُثبّطة للفيروس (1,3,4).

في حين تعمل مسكنات الألم على تثبيط الاستجابة الالتهابية -التي تظهر على شكل حمى وآلام- مما قد يؤثر سلبًا في استجابة اللقاح المناعية (2). وبالمجمل، فإنّه من غير المحبذ خفض الحرارة لأن ارتفاعها جزء من عمل المناعة (3).

من جهة أخرى، يبدو أنّ توقيت أخذ الدواء الخافض للحرارة يؤدي دورًا مهمًّا في مدى تأثيره في الاستجابة المناعية؛ إذ وجدت معظم الدراسات السابقة المُجراة قبل تفشي جائحة (COVID-19) أنّ خافضات الحرارة التي أُعطيت وقائيًّا قبل أخذ اللقاح أثرت سلبًا في توليد الأضداد، ولكن لم يُلاحظ تأثير مشابه عند أخذها بعد أربع ساعات من التلقيح. كذلك، أوصت منظمة الصحة العالمية (WHO) -في تصريح سابق لها عام 2015- بعدم تناول مسكنات الألم الفموية كإجراء وقائي قبل أخذ اللقاح أو حين أخذه؛ وذلك إما بسبب عدم وجود دليل على فعاليتها وإما بسبب احتمالية تأثيرها في فعالية اللقاح، وأضافت أنّه لا بأس بتناول هذه الأدوية (الباراسيتامول والإيبوبروفين) في حال الإحساس بالألم في الأيام التالية لتلقي اللقاح (5,4). 

هذا وقد تطابقت هذه التوصيات مع الأدلة الإرشادية التي نُشرت من قبل (CDC) لتدبير الآثار الجانبية للقاحات الثلاثة المُصادق عليها** للوقاية من (COVID-19) (2,1).

وفي الختام، يمكن تدبير الآثار الجانبية للقاح بطرائق غير دوائية؛ كتطبيق قطعة قماش مبللة وباردة مكان الحقن لتخفيف التورم، إضافة إلى استخدام الذراع وتمرينها مما قد يحسن التروية الدموية مكان الحقن؛ ويُنصح في حال الترفع الحروري بشرب كثيرٍ من السوائل وارتداء الملابس الخفيفة (2,1).

* الإيبوبروفين: مسكن ألم وخافض للحرارة ومضاد للالتهاب، ينتمي إلى مجموعة مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية. ومن أفراد هذه المجموعة أيضًا: ديكلوفيناك، ونابروكسين، وسيليكوكسيب، وميفيناميك أسيد وغيرها (6).

** اللقاحات الثلاثة لـ (COVID-19) الحاصلة على موافقة الـ (FDA) للاستخدام الطارئ حتى الآن (أبريل 2021) هي: لقاح (Pfizer)، ولقاح (Moderna) ولقاح (Johnson & Johnson’s Janssen) (1).

المصادر:

1. What to Expect after Getting a COVID-19 Vaccine [Internet]. Centers for Disease Control and Prevention. 2021 [cited 26 March 2021]. Available from: هنا

2. Radcliffe S. Should You Avoid Pain Relievers After the COVID-19 Vaccine? [Internet]. Healthline. 2021 [cited 26 March 2021]. Available from: هنا

3. Reinberg S. Take a Painkiller Before Your COVID Vaccine? [Internet]. WebMD. 2021 [cited 26 March 2021]. Available from: هنا#

4. Saleh E, Moody M, Walter E. Effect of antipyretic analgesics on immune responses to vaccination. Human Vaccines & Immunotherapeutics [Internet]. 2016 [cited 26 March 2021];12(9):2391-2402. Available from: هنا

5. Reducing pain at the time of vaccination: WHO position paper, September 2015—Recommendations. Vaccine [Internet]. 2016 [cited 26 March 2021];34(32):3629-3630. Available from: هنا

6. NSAIDs [Internet]. nhs.uk. 2019 [cited 26 March 2021]. Available from: هنا